تربويون اختلفوا على تغيير التوقيت واتفقوا على المرونة في الحضور والانصراف
الاختناقات المرورية... هل تُغيّر دوام المدارس؟
- مواعيد شبه موحدة للدوامات
- غياب النقل الجماعي
- كثرة الإيجارات في بعض المناطق السكنية الحديثة
- مواقع بعض المدارس
ما إن دق العام الدراسي الجديد، أجراسه معلناً اكتمال الدوام المدرسي في المراحل التعليمية كافة، حتى انتشرت الاختناقات المرورية في أرجاء البلاد لا سيما في الطرق الرئيسية والفرعية المحاذية للمدارس، فيما أرجع تربويون أسباب الازدحامات إلى عوامل كثيرة لا تتحملها جهة حكومية دون غيرها، من بينها غياب النقل الجماعي في الحافلات المدرسية وكثرة الإيجارات في بعض المناطق السكنية حديثة الإنشاء، إضافة إلى مواقع بعض المدارس وتجمعها في منطقة واحدة تطل على 3 شوارع وأكثر أحياناً.
«الراي» تحدثت مع عدد من التربويين في شأن الأسباب والمقترحات الأنسب لمعالجة الاختناقات المرورية في الطرق، حيث رأى البعض أنه حتى لو غيّرت وزارة التربية مواعيد الدوام المدرسي، فإن الأمر يحتاج إلى قرار من ديوان الخدمة المدنية ينظم الدوامات في الجهات الحكومية كافة.
رجاء بو عركي: نأمل أن تحل
حافلات «التربية» مشكلة الازدحام
أكدت الوكيلة المساعدة للشؤون الإدارية رجاء بو عركي أن عقود الحافلات ستوافر خدمة النقل في جميع المناطق التعليمية، «ونتمنى أن تحل الأزمة المرورية»، موضحة أن نسبة مستخدمي هذه الحافلات من الطلبة الكويتيين ضئيلة، إذ إن حافلة واحدة لإحدى المدارس كانت تضم طالبين فقط، الأمر الذي جعلها عرضة لنقد ديوان المحاسبة ومطالبته بتقليل عدد الحافلات.
وأكدت بوعركي تقليل عدد الحافلات في العقود الجديدة، لكن ليس بالعدد الكبير، خاصة في ظل افتتاح مدارس جديدة في مناطق الأحمدي والفروانية والعاصمة.
الهولي: موافقة شفوية من «التربية»
على تعديل انصراف «الابتدائي»
أكد رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي لـ«الراي» موافقة وزارة التربية شفوياً على المقترح المقدم من الجمعية بتغيير موعد انصراف طلبة المرحلة الإبتدائية من الساعة 1:20 إلى 1:30 ظهراً، حيث بدأت الإدارات المدرسية بتطبيق ذلك المقترح وفقاً للتعليمات الصادرة إليها في قروبات (الواتساب).
وقال الهولي «إن هذا التوجه سيخفف الازدحام خلال انصراف طلبة المرحلة الإبتدائية ورياض الاطفال، وأن الوزارة قد تستطيع تغيير الدوام 10 دقائق أو ربع ساعة، لكن يبقى الأمر بحاجة إلى قرار منظم من قبل ديوان الخدمة المدنية في الجهات الحكومية كافة».وبين الهولي أن الجمعية قدمت مقترحاً من قبل إلى الوزارة في هذا الشأن، بحيث تكون «بداية الدوام 7:30 صباحاً في جميع المراحل، وتكون نهاية الدوام في الابتدائي 1:05 ظهراً و1:20 في المتوسط و1:35 في الثانوي، أي بفارق 15 دقيقة بين المراحل الثلاثة لكن لم يتم الرد على هذا المقترح لا بالرفض أو القبول».
يوسف النجار: 8 عقود للحافلات
تدخل الخدمة مطلع الفصل الثاني
أعلن الوكيل المساعد للشؤون المالية في وزارة التربية يوسف النجار عن طرح 8 عقود جديدة للحافلات المدرسية ومن المرجح أن تدخل الخدمة مطلع الفصل الدراسي الثاني، من بينها 6 عقود لشركة النقل العام لتوفير خدمة النقل في جميع المناطق التعليمية.
وبيّن النجار أن التعاقد المباشر في مدارس التربية الخاصة والمعاهد الدينية فقط، وستشملهم العقود الـ8 بمجرد دخولها حيز التنفيذ.
خالد الرشيد: تقييم الموظف
بإنتاجيته... لا بالحضور والانصراف
أكد الوكيل المساعد الأسبق للتعليم العام في وزارة التربية الدكتور خالد الرشيد، أن حل الأزمة المرورية لن يكون على حساب التعليم، مبيناً أن الموضوع يحتاج إلى دراسة متأنية لأن بعض المقترحات في تغيير الدوام المدرسي مثل أن يكون الفارق بين انصراف طلبة المراحل الأربعة نصف ساعة أمر يزعج كثيرا من أولياء الأمور.
ورأى الرشيد أن المنطق في حل الأزمة هو اتباع المرونة سواء في بصمة الموظفين أو في توزيع الجداول على المعلمين والمعلمات مع منح مديري المدارس صلاحيات منح المعلم الاستئذان في حال عدم وجود حصة لديه.
واقترح على ديوان الخدمة المدنية تقييم الموظف وفقاً للعطاء والإنتاجية وليس على الحضور، وهذا معمول به في كثير من الدول المتقدمة، مستعرضاً بعض أسباب الأزمة المرورية ومنها أعمال الإصلاحات في بعض الطرق وإجراءات منح الرخص وأعداد العمالة الوافدة.
وعن مقترحات تغيير الدوام المدرسي، قال «إذا كان المقترح مدروساً من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها التوجيه الفني، فليس هناك مشكلة، لكن أن تُطبّق المقترحات من دون قياس أثر ذلك على عدد الساعات الفعلية للتعليم، فأعتقد أن ذلك خطأ، وعموماً حل الازمة برمتها يجب أن يصدر من قبل ديوان الخدمة المدنية في منح المرونة لجميع الجهات الحكومية في حضور وانصراف موظفيها».
بن غيث: سوء تخطيط
في إنشاء المدارس
أرجع المدير المساعد في وزارة التربية بدر بن غيث، أسباب الاختناقات المرورية إلى سوء توزيع المعلمين والطلبة في بعض المدارس، إضافة إلى كثرة عمليات نقل الطلبة، حتى أنه في بعض المدارس لا تتجاوز نسبة أبناء المنطقة السكنية فيها الـ25 في المئة، إضافة إلى مواقع بعض المدارس القريبة من بعضها والتي يطل بعضها على أكثر من 3 شوارع.
ورأى بن غيث أن سوء تخطيط إنشاء المدارس ساهم في هذا الوضع المروري المتأزم، سواء في المواقف الخارجية أو المبنى نفسه حيث يفترض أن يكون هناك سرداب لمواقف سيارات العاملين في المدرسة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف وأيضاً يخفف كثيراً من الازدحامات في الحضور والانصراف.
وتطرق إلى تجربة النقل الجماعي في منطقة الرميثية والتي كانت مطبقة في العام الدراسي 2008 - 2009، مؤكداً أنها كانت ناجحة جداً، مقترحاً مواعيد جديدة لدوامات المدارس أن يكون دوام رياض الأطفال من الساعة 7:45 صباحاً إلى 12:30 ظهراً ومن 8 صباحاً إلى الواحدة ظهراً في الإبتدائي ومن 8 صباحا إلى الـ1:30 في المتوسط وإلى الـ2 ظهراً في الثانوي.
واقترح بن غيث أيضاً إلغاء طابور الصباح بسبب الحر في فصل الصيف، مع إضافة نصف ساعة لحل الواجبات داخل المدرسة ومنح أولياء الأمور المرونة في توصيل أبنائهم ومن ثم التوجه إلى أعمالهم.