كلمة صدق

فرعيات وسائل الاعلام

تصغير
تكبير

هناك بعض من وسائل الإعلام تتفنن في فترة الانتخابات في تقسيم الشعب الكويتي بشكل صلف، بقصد أو عن غير قصد تقسم الشعب بطريقة لا يمكن معها القيام بالإصلاح المنشود والموعود والمؤمل في عهد جديد.

الحضر حصلوا على كذا مقعد، القبائل على كذا، المذهب هذا حصل على كذا مقعد، ثم زادوا في التقسيم، العجمان على كذا مقعد، والعوازم على كذا، والبحارنة بمقعد هنا والكنادرة مقعد هناك.

تفنن في التفتيت وتقسيمات وكأن الكويت منقسمة إلى كانتونات عرقية ومذهبية متباعدة، وليست وطناً واحداً وشعباً واحداً متنوعاً تنوع جميل نعم، لكنه متداخل ومنسجم إلى حد كبير، وله هموم واحدة وأهداف وطموحات وطنية واحدة.

كيف تجرأ بعض من وسائل الاعلام أو البعض من الناس بالخروج وتقسيم الناخبين وتقسيم وعيهم وارادتهم وفق أصلهم ومذهبهم!

أولاً، النائب لا يمثل عائلته ولا قبيلته ولا مذهبه ولا أصله ولا عرقه، النائب يمثل الأمة كل الأمة، هو يقوم بمهام معينة تنهض في البلاد، مهام تتعلق في التشريع من قوانين ومراسيم ومعاهدات، ومساءلة الوزراء وتوجيه الأسئلة لهم ومعالجة شكاوى المواطنين كل المواطنين، ومناقشة الميزانيات والتصديق عليها، وغيرها من مهام الرقابة والتشريع، ما علاقة هذه المهام بالأصل أو العائلة أو المذهب!

هذه المسميات وهذه الظاهرة السلبية ظهرت سابقاً، لكنها استشرت وانتشرت في الفترة الحالية وساهمت في انتشارها وسائل الإعلام المختلفة من تقليدية وإلكترونية، وأصبحت تقود المواطنين بحالة من اللاوعي نحو تقسيم المجتمع الكويتي وتفتيت أهدافه نحو اهداف تتمثل ببعض الخدمات والواسطات الظالمة أحياناً.

أمر ليس له علاقة بما يفترض أن يضطلع به نائب مجلس الأمة من مهام، وهذا يعتبر أمراً خطيراً، فبجانب كونه مقسماً للمجتمع فهو ينتج أيضاً نواب مجلس أمة يسعون إلى الكرسي يخلصون المعاملات لفئتهم وقومهم، مقابل سكوتهم عن أي ممارسات خاطئة أو انحراف في أداء الحكومة، ثم يأتي المواطن بعد ذلك ويشتكي من تردي الأوضاع في أكثر من صعيد في الدولة ومن الأداء الباهت لأعضاء المجلس، وعدم تصديهم للمخالفات والفساد!

ان الفرعيات التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام يجب أن تتوقف فهي أخطر من فرعيات الصناديق، فهي فرعيات تقسم الشعب إلى ولاءات لمذاهب وقبائل وعوائل وأعراق، تفتيت أكثر جرأة وأكبر خطراً من صناديق الانتخابات الفرعية المجرمة قانونياً.

وأعجب من ذلك هناك مثال بسيط لما يحدث من تقسيم المجتمع الكويتي، فقد خرجت مقاطع وتحليلات في وسائل الاعلام تقول ان فئة الكويتيين من أصول إحسائية لم يحصلوا على أي مقعد في البرلمان، وهذا أغرب طرح عن حالة اللاوعي في التشرذم، فمن قال انه ليس للحساوية أي نائب في مجلس الأمة، لا بالعكس من ذلك فقط اختارت هذه الفئة الوطنية المخلصة والحرة أن يمثلها عشرات من نواب مجلس الأمة من الشرفاء، فهي تتحرك ومثلها كثير من أبناء الوطن المخلصين بروح الوعي الوطنية وليس وفقاً للغرائز، فكل من يحمل روح الاصلاح والوعي ويحارب الفساد ويسعى للتنمية فهو يمثل الجميع، اذا كان النائب الذي نجح في الانتخابات، يتحلى بالوعي وروح العمل المخلص والدراية بواجباته البرلمانية ويسعى للاصلاح فهو يمثل كل الكويتيين، سواء كان النائب عجمي أو قناعي أو حساوي أو كندري أوبحراني.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي