No Script

أما بعد...

ما بعد الانتخاب

تصغير
تكبير

بعد انتهاء العرس الديموقراطي والذي أسفر عن فوز من فاز وتراجع من تراجع، فإنه لا يجدر بنا أن نكون مُفرطين بالتفاؤل، لاسيما أن التفاؤل مطلوب ولكن بحذر، وعلاوة على ذلك فإننا لم نشهد خلال فترة الانتخاب تبني أي مشروع عام كاستكمال ملف العفو، أو غيره من قضايا الرأي العام من قِبل أي مرشح، كما حصل في انتخابات عام 2020، والتي كان مشروع الرأي العام، ملف العفو وعودة المهجّرين.

بل كانت أجواء هذه الانتخابات وخاصة في الأسبوع الأخير منها هي تراشق تصاريح المرشحين «الهزلية» من خلال منابر مقراتهم، ولم يكن هناك أي استحياء من كونهم مرشحين يعرضون أنهم كممثلين عن الأمة بأسرها. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن هناك فراغاً موضوعياً ومادياً في الرأي العام فلا توجد قضية عامة أو توجه عام.

ولعل هذه من أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف الناخبين، حيث إن نسبة المشاركة لم تتجاوز في المئة55 على مستوى جميع الدوائر الانتخابية الخمس. كيف للشارع يا سادة أن يصحح المسار بمرشحين يتنابز بعضهم بعضاً بالألقاب، فهذا يريد استغلال ذاك ليكون عتبة نجاحه في الانتخابات.

فمن خلال متابعتي لتك الاحداث المؤسفة والمخجلة والتي أحيت بدورها النفس القبلي والفئوي على حساب الوحدة الوطنية أجد لزاماً علينا ألا نفرط بالتفاؤل لكي لا نصاب بخيبة أمل.

حيث إنه لا يمكننا التنبؤ بمدى مقدرة هذا المجلس على الإصلاح المرجو، وأن يكون متعاوناً مع السلطة التنفيذية. فكيف سيتعامل هذا المجلس مع التشكيل الحكومي المرتقب! وهل سيحقق موازنة بينه وبينها! ام اننا سنعود بأنفسنا إلى المربع الأول وحالة الصدام النيابي الحكومي. والأدهى والأمر ان يكون الصدام «نيابي / نيابي»، كما كان الصدام في الأسبوع الأخير من الانتخابات صداماً بين المرشحين أنفسهم.

إن البلاد يا ساده تنتظر رجال دولة قادرين على اتخاذ قرارات جريئة وصارمة تخرجنا من بحر الأزمات الذي غرقنا فيه. إن الشعب يتطلع إلى حرم مجلس الأمة الذي بصلاحه يصلح حال البلاد والعباد.

Twitter: @Fahad_aljabri

Email: Al-jbri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي