No Script

حديث القلم

هل استوعبنا الدرس؟

تصغير
تكبير

لقد توقفت عن الكتابة لمدة ليست بالقصيرة، حيث وجدت نفسي كغيري محبطاً بشكل كبير جراء ما يحدث في بلادي طوال الفترة الماضية، ولكن من يعلم قد تحمل لنا الأيام المقبلة المزيد من الأخبار السارة، التي تعيد الأمل في نفوسنا بعد أن أوشكنا على فقده.

حالي كحال السواد الأعظم من أبناء وبنات شعب الكويت، مستاؤون لأحوال بلادنا التي لا نريد لها سوى العودة للنهضة والازدهار الذي عاشته أجيال الستينيات والسبعينيات، والمفارقة الغريبة أن اليوم الدولة تملك ثروة بشرية أكبر، وتملك المال، والإعلام الحديث، وفي ظل وجود أجيال متفتحة، تعليم مختلف وتخصصات علمية يكتظ بها سوق العمل، وتكنولوجيا يمكن اعتبارها عاملاً رئيسياً في النهضة والنمو، إلا أننا حتى الآن لم نستطع أن نتقدم أو أن نخطو خطوات كبيرة إلى الأمام، بل إن ذلك الجيل القديم لا يزال برأيي متفوقاً علينا بمراحل!

جمهور الناخبين اليوم - من المفترض - أن يكونوا قد استوعبوا الدرس جيداً، وأتمنى أن يردوا التحية بأحسن منها للقيادة السياسية، التي ألقت بالكرة في ملعب الشعب، لعله يدرك مسؤولياته ويساهم في دفع العمل السياسي إلى الأمام، حتى نصل إلى مرحلة الاستقرار، ومن ثم نبدأ بحل مشكلاتنا العالقة، والتخطيط لمستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وأجيال الكويت القادمة.

الأيام التي تسبق يوم الاقتراع، تشهد دائماً تنافساً شرساً بين بعض القوى السياسية والتيارات، وقد يترجم ذلك التنافس بأساليب مختلفة كإطلاق الإشاعات، أو من خلال بعض الممارسات المرفوضة شرعياً وأخلاقياً وقانونياً كشراء الأصوات، أو التطاول على الغير والإساءات وغيرها، مشاهد مكررة رغم سوء وبشاعة بعضها.

ورغم هذه الحالة الضبابية، إلا انني قد لاحظت أخيراً ولمست ارتفاع الوعي العام لدى معظم الناخبين، ولم أرَ ناخباً إلا وقد حدد وجهته، ويعلم مسبقاً من هو المرشح المفضل الذي سوف يمنحه صوته، ومعظم الآراء الشعبية تسير في اتجاه واحد تقريباً، والأغلبية يطمحون إلى محاسبة الفاسدين والقضاء على الفساد تمهيداً لتحقيق الإنجازات المرجوة والنهوض بالبلاد.

كل ما أتمناه أن يعي كل منا مسؤولياته، فلا مجال للمجاملة ولا مجال للتهاون والاستهتار بمصالح الوطن ومستقبله، فالضرر الذي يأتي بسبب سوء اختياراتنا النيابية قد يطول الجميع بلا استثناء، الكويت بحاجة اليوم إلى الوطنيين والمخلصين والشرفاء فقط، أما غير ذلك فليكف عنا شره ولينشغل بنفسه.

وخزة القلم:

قبل أيام كانت أمامي سيارة بداخلها امرأة في منتصف العمر، خرجت من (سوبر ماركت) في إحدى محطات الوقود، ثم فتحت نافذة السيارة وألقت بالمخلفات في الشارع وهي تسير بسيارتها، في منظر بشع وقبيح يبين نوعية بعض البشر الذين يشاركوننا في الشوارع والطرقات، مثل هذه النوعية السيئة لن تتوقف إلا إذا تم تفخيخ شوارع الكويت بكاميرات المراقبة وتطبيق عقوبات مالية كبيرة رادعة، ومع الوقت سوف تتهذب نفوسهم وأخلاقهم المريضة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي