No Script

بالقلم والمسطرة

تصحيح مسار (الزحمة)!

تصغير
تكبير

ليس النجاح والانجاز بكثرة الكلام دون تطبيق عملي، وليس التفوق بتجميل الخطاب الإعلامي وتصفيف الكلمات والتصريحات دون معايشة ذلك الكلام المعسول في الواقع الملموس، ودون احساس المواطن والمقيم بتلك الإنجازات الرنانة وهو يقود سيارته في (معمعة) الاختناقات المرورية من الصباح الباكر وطوال اليوم ويحمد ربه ألف مرة إذا وصل سالماً لجهته، وكأنه خارج من معركة و تزداد أكثر وأكثر مع استكمال دوام الطلبة في مختلف المدارس الحكومية.

وأذكر منذ سنوات طويلة كانت الزحمة المرورية في فترة الذروة، وعند الخروج من العمل، أو مع حركة المدراس، وحالياً أصبحت لدينا ذروات وذروات وهذه (الزحمة ) الشرسة تزداد عاماً بعد عام ولديها دلالات ومؤشرات بحد ذاتها، فهي مثل الاستبيان أو البحث الواقعي فهي تدل على بطء العمل في بعض الطرق وضعف إدارة انسيابية حركة السيارات، وضعف التعامل مع التركيبة السكانية وضعف التخطيط للمناطق والمدن.

وتتطلب كذلك إعادة مراجعة القدرة الاستيعابية للطرق ولو للطرق صوت لسمعنا أنينها وربما صراخها!، هذا، بالإضافة إلى مراجعة جودتها بعيداً عن الحصى المتطاير وتركيبة الاسفلت العجيبة، وأخطاء بعض المقاولين المهنية، وكذلك ضعف التنسيق الحكومي وضعف التعامل البرلماني في البرلمان السابق مع هذا الملف المهم، وما فائدتنا من السجالات البرلمانية الحكومية وهذا مرتبط بما يحصل حالياً عند بعض المرشحين وسجلاتهم الشخصية دون تقديم برنامج إصلاحي مباشر يمس البلاد والعباد، وذلك يدل الناخب على طريقة تفكير البعض وكيف إذا وصلوا للمجلس!

وأيضاً ماذا نستفيد من كثرة الهيئات الحكومة وجيوش القياديين؟ ان لم نشعر بالنتيجة في أبسط الأشياء مثل ألّا تغرق البلد في دوامة الاختناقات المرورية، وأنا شخصياً سافرت للكثير من البلدان حول العالم وفي دول الخليج لم أجد مثل تلك الزحمة المتواصلة!

وعند الحديث عن المشاريع النوعية الجديدة لدينا في الطرق، فيفترض أنها تعمل 24 ساعة خصوصاً مع تحسن الأجواء وحتى يفترض أن تتقدم عن برنامجها الزمنى بتسهيلات ودعم الحكومة لكي تخفف من ضغط (الشوارع) ومنها مثلا ما يحيط بجنوب السرة من مشاريع يفترض أن تساعد بتخفيف الازدحام وليس العكس، وما يحصل مثلاً من اختناق على الدوار بين قطعتي (2 و 5) لمن يريد الخروج من منطقة الصديق!

لذا، فالمهم تصحيح مسار (الزحمة) أيضاً، وكذلك لدينا مثال حي متكرر للأسف والمتعلق بموسم الأمطار وهو عدم تصريفها بطريقة عملية وانظروا إلى الأمطار الأخيرة وهي أمطار خير من رب العالمين بالطبع، ولكن المشكلة بالتعامل معها وما حصل من غرق عدد من الشوارع والساحات والاختناقات المرورية، فتصريف الأمطار بطرق ذكية يكون ناتجاً عن تصريف الأمور الإدارية والهندسية والقيادية المتربطة بها و بطريقة علمية تشمل خطط الطوارئ وسحب المياه وإعادة تدويرها، و تكفي المشاهدة المتكررة لمناظر الساحات والطرق التي تتحول لبرك مائية وبعض (المناهيل) التي تتحول لـ(نوافير) من ضغط المياه أسفلها!

والخلاصة فإن المهم أن تضافر الجهود وصدق النوايا وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة عند أعضاء مجلس الأمة الجديد والوزراء بعيداً عن صراعات المتنفذين وتلك الأخطر، لعلى وعسى أن يؤدي ذلك يوماً ما إلى أن تعود بالتدريج الثقة للكثير من المواطنين في أداء حكومتهم و برلمانهم، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي