No Script

أجراها مركز «الخليج والجزيرة العربية» لرصد الانعكاسات على المجتمع نفسياً وسلوكياً واجتماعياً

دراسة شاملة ترصد الآثار السلبية لقلة الترفيه

تصغير
تكبير

- 86.1 في المئة يشعرون بالحسرة
- 85.2 في المئة يشعرون بالحزن
- 82.9 في المئة يشعرون بالإحباط
- 60.5 في المئة يرون أن المشكلات الأسرية تكثُر نتيجة ارتفاع أسعار الترفيه
- 44.6 في المئة يعزون ازدياد العنف والسلوك العدواني لقلة الأماكن الترفيهية

في وقت تتسارع فيه الجهود الحكومية لإيجاد أماكن ترفيهية في الكويت، حيث كانت أحدث خطوة في هذا الاتجاه إطلاق مشروع «وينتر وندرلاند» اعتباراً من الشتاء المقبل، أظهرت دراسة أجراها مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية التابع لجامعة الكويت، والذي يديره الدكتور فيصل بوصليب، أن «الاتجاه العام للمجتمع الكويتي، هو الموافقة على وجود آثار سلبية متعلقة بالجانب النفسي والسلوكي والاجتماعي، بسبب قلة الأماكن الترفيهية والأنشطة الترويحية المدعومة حكومياً في الكويت».

وبيّنت الدراسة، التي شملت مشاركة 762 شخصاً وناقشت المشكلات النفسية والجسدية والسلوكية والأسرية المترتبة على قلة أماكن الترفيه، أن «86.1 في المئة من عينة المشاركين يشعرون بالحسرة لقلة الأماكن الترفيهية والترويحية المدعومة حكومياً مقارنة بالدول المجاورة، في حين أن 85.2 في المئة منهم يشعرون بالحزن نتيجة قلة الأماكن الترفيهية والأنشطة الترويحية المدعومة حكومياً، بينما 82.9 في المئة من العينة المستهدفة قالت إنها تشعر بالإحباط نتيجة قلة الأماكن الترفيهية والأنشطة الترويحية المدعومة حكومياً مقارنة بدول الخليج».

وقال 60.5 في المئة من العينة إن المشكلات الأسرية تكثر بين أفراد الأسر نتيجة ارتفاع أسعار الأماكن الترفيهية والترويحية التجارية غير المدعومة حكومياً في الكويت، بينما أكد 44.6 في المئة من العينة ازدياد العنف والسلوك العدواني بين أفراد أسرهم نتيجة قلة الأماكن الترفيهية والترويحية المدعومة حكومياً.

أعد الدراسة:

• وضحة الشلال

• رهف الغانم

• صالح الهاملي

4 أهداف للدراسة

تهدف الدراسة إلى معرفة:

1 - اتجاهات المجتمع الكويتي نحو الآثار النفسية والسلوكية والاجتماعية المترتبة على قلة الأماكن الترفيهية والأنشطة الترويحية المدعومة حكومياً.

2 - المشكلات النفسية والجسدية.

3 - المشكلات السلوكية.

4 - المشكلات الاجتماعية.

غياب الترفيه قد يؤدي لانتشار الانحرافات والجرائم

ذكرت الدراسة أنه «نتيجة تقلص الأماكن الترفيهية المدعومة حكومياً في الكويت، وكذلك الأنشطة الترويحية، كالأنشطة الرياضية والثقافية، ونتيجة محدوديتها، لم يعد هناك متنفس للأطفال والشباب، ما قد يساعد في انتشار الانحرافات والجرائم في المجتمع، فوجود هذه الأماكن الترفيهية والترويحية يساهم في الاستثمار بقدرات أفراد المجتمع وتطوير الدولة، ويساعد أفراد المجتمع في التنفيس عن طاقاتهم، كما قد يدعم الحصول على الاتزان النفسي وتعزيز جودة الحياة لدى الأسر في الكويت، ويساهم في الترابط الأسري، ما يترتب عليه وجود دعامة وقائية عن اتخاذ السلوكيات السلبية، كما أن الاعتماد على الترفيه التجاري المكلف مادياً كمصدر رئيسي للترفيه والترويح قد يؤثر اقتصادياً على دخل الفرد مما يترتب عليه آثار نفسية سلبية وسلوكية لدى الفرد».

الترفيه يُقلّل التوتر

بيّنت الدراسة أن «الحاجة للترفيه والترويح تبدأ منذ الصغر، وتزداد في مرحلة الشباب وتمتد لكن بصورة أقل مع امتداد العمر، ويدل ذلك على دور الترفيه والترويح الفاعل في إشباع حاجات الإنسان الأساسية والفطرية»، موضحة أن «الترويح يُعتبر عاملاً مهماً في مواجهة ضغوط الحياة، وأداة فعالة في تسلية الانسان، وتخفيف عبء الحياة عنه، كما يقوم بالتقليل من معدل القلق والتوتر النفسي، ومن ثم يضفي على الإنسان شعوراً بالسرور والرضا عن الذات، كما أن له فائدة في الجانب العلمي والمعرفي للفرد، ويتمثل ذلك في الأنشطة الثقافية التي تقدمها المؤسسات أو الهيئات الثقافية والفنية».

الرفاهية العقلية... ضرورة

لفتت الدراسة إلى أن «الأبحاث أشارت كذلك إلى أن الانخراط في الأنشطة الترفيهية، لاسيما تلك التي تتطلب جهداً أو تركيزاً أو التزاماً أمر ضروري في حماية وتعزيز الصحة العقلية الجيدة، ويُعتقد أن الأنشطة الترفيهية مهمة من الناحية التنموية، لأنها يُمكن أن توافر مهارات جديدة وتعزز احترام الذات والشعور بالمعنى والترابط الاجتماعي خلال فترة المراهقة، وكلها تؤدي إلى الرفاهية العقلية والمرونة، وقد تكون الأنشطة الترفيهية أيضاً بمثابة حاجز ضد التوتر، ما يعني أن مثل هذه الأنشطة يُمكن أن تكون وسيلة للتعامل مع التحديات بطريقة صحية، وهذا مهم من حيث الصحة العقلية وتعاطي المخدرات، لأن البشر يكرهون الألم والتوتر، وقد يلجأون في حالة عدم وجود بدائل صحية إلى استخدام المواد المخدرة كطريقة غير قادرة على التكيف مع الضغوطات والحالات العاطفية الصعبة».

وخلصت إلى أن «المراهقين الذين يمارسون أنواعاً متعددة من الأنشطة الترفيهية قد يكونون محميين من الانخراط في تعاطي المخدرات، وقد تقلل هذه الأنشطة من الوقت المتاح الذي يُمكن إنفاقه على استخدام المواد، ويلاحظ أيضاً أن زيادة بدائل ما بعد المدرسة والبدائل المسائية للمراهقين تؤدي إلى انخفاض كبير في استخدام المراهقين للمخدرات».

تعزيز المهارات الاجتماعية

أفادت الدراسة أن «علماء الاجتماع اعتبروا الترفيه (والترويح) عاملاً مساعداً على اكتساب العديد من السمات الخلقية والاجتماعية، فالترفيه وسيلة لتعلم المهارات الاجتماعية التي تُمكّن الفرد من التعامل الاجتماعي السليم، فعلى سبيل المثال، الرياضة وهي جزء مهم من الأنشطة الترفيهية، يتعلم فيها الفرد كيفية أداء العمل المضني والتحلي بالصبر، وتنمية روح الإقدام والشجاعة والتعاون، وهذه الصفات تُشكل فرداً فاعلاً في المجتمع، كما أنها تلعب دوراً بارزاً في عملية التقارب والتفاعل الاجتماعي بين الأفراد والمجتمعات، بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية».

ولفتت أيضاً إلى أن «الترفيه يعمل على تقريب الصلات الاجتماعية بين أفراد المجتمع، ويُخفف من الممارسات الاجتماعية السيئة مثل السخرية والإيذاء، ويبدلها بالأخوة والعدل والتسامح، ونرى ذلك في المسابقات الترفيهية والأنشطة التعاونية التي تُقام في الأماكن الترفيهية التي تركز على المنافسة الشريفة بين الجماعة».

الإغلاقات منذ 2005... واحداً تلو الآخر

أشارت الدراسة إلى أن «الترفيه المدعوم حكومياً أصبح في السنوات الأخيرة حديث الإعلام الكويتي والشعب، بعد أن تم إغلاق أبرز الأماكن الترفيهية الحكومية واحداً تلو الآخر، تحت دهشة وتساؤلات الشعب الكويتي عن الأسباب وراء تلك الإغلاقات».

وأوضحت أنه «في البداية تم إغلاق وهدم (شوبيز)، أقدم المدن الترفيهية الجميلة، والتي قرّرت شركة المشروعات السياحية التابعة للحكومة هدمها عام 2005، بهدف بناء مجمع (شوبيز) الذي لم يرَ النور حتى الآن».

وأضافت: «من أبرز الإغلاقات كذلك إغلاق (المدينة الترفيهية) التي افتتحت العام 1984 في منطقة الدوحة، وكانت تُعد من أكبر المدن الترفيهية في الشرق الأوسط التي أنشأتها شركة المشروعات السياحية التابعة للدولة، حيث أغلقت العام 2016، بنية إنشاء مدينة جديدة، لكن إلى الآن، وبعد مرور ست سنوات من إغلاقها لم يتم البدء بالمشروع الترفيهي الجديد».

ولفتت إلى أنه «بالإضافة إلى ذلك، تم إغلاق ثاني أبرز معلم ترفيهي في الكويت، وهو (حديقة الشعب) في العام 2017 بهدف التطوير، وبعد 5 سنوات من الإغلاق لم يتم تطويرها ولاتزال مغلقة، وهي حديقة كبيرة تضم ألعاباً ترفيهية مميزة ومطاعم ومقاهي وصالة تزلج في موقع حيوي على الخليج العربي في مدينة الكويت».

وتابعت: «في نفس العام تم إغلاق (مرح لاند)، وهي مدينة ترفيهية في منطقة الصباحية، لتبقى الكويت دولة بلا مدينة ترفيهية رغم الإمكانات المادية».

وأضافت انه بعد ذلك «توالت الإغلاقات الترويحية والترفيهية، فتم إغلاق أول مدينة ترفيهية مائية في الخليج (الأكوابارك) التي افتتحت العام 1995، تلاها إغلاق وهدم (قرية المسيلة المائية) ثاني مدينة ترفيهية مائية في الكويت، فلم يعد هناك في الكويت مدن للألعاب المائية، والتي ساهمت في تطوير القطاع السياحي، وشكّلت متنفساً للعائلات الكويتية خلال فصل الصيف الحار».

ولفتت إلى أنه «من الأماكن الترفيهية الأخرى التي تم إغلاقها (صالة التزلج)، (النافورة الموسيقية)، (شاطئ المسيلة)، و(منتزه فيلكا السياحي) الذي يعتبر من أكبر المنتزهات السياحية في الخليج في أوائل الثمانينيات، ومازال مهجوراً منذ عام 1990».

وزادت «من ضمن المرافق الترفيهية التي أغلقت للصيانة منذ عامين، ولم يعاد افتتاحها هي (حديقة الحيوانات) الوحيدة في الكويت في منطقة العمرية».

وبحسب الدراسة، فإن «كل هذه الإغلاقات... دليل واضح على إهمال المرافق الحكومية المتعلقة بالترفيه والترويح في الكويت، الذي دفع المواطن الكويتي إلى البحث عن الترفيه خارج بلده أو إنفاق مبالغ باهظة سواء على الألعاب ووسائل الترفيه التجارية في المجمعات أو الأندية والفنادق والمنتجعات».

أماكن ترفيه مغلقة

1 - شوبيز

2 - المدينة الترفيهية

3 -حديقة الشعب

4 - مرح لاند

5 - أكوا بارك

6 - قرية المسيلة المائية

7 - صالة التزلج

8 - النافورة الموسيقية

9 - شاطئ المسيلة

10 - منتزه فيلكا

11 - حديقة الحيوانات

7 توصيات

1 - وضع برنامج ترويحي وترفيهي في العطلة الصيفية والربيعية للطلاب والطالبات في المدرسة، وكذلك الجامعات، وفق برامج مخطط لها من قبل المعنيين في وزارة التربية في مجالات مختلفة (رياضية، ثقافية، فنية، وغيره) لاكتشاف مواهبهم وشغل وقت فراغهم بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالمنفعة.

2 - التوسع في إنشاء مراكز وأندية رياضية واجتماعية جاذبة لمختلف الأعمار، والتعاون بين المدرسة والقطاعات الحكومية المعنية في تشجيع الشباب من كلا الجنسين بالانضمام لهذه الأندية والمراكز.

3 - تعزيز الوعي بأهمية الترفيه وإنشاء أماكن ترفيهية جديدة منها مدن ترفيهية كبيرة، توازي في إنتاجها المدن في دول العالم المتقدمة، تكون تذاكر دخولها مدعومة من الحكومة لتلائم الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، وكذلك الأسر الكبيرة.

4 - وضع خطة ورؤية لمشروع الترفيه في الكويت من قبل المختصين والمسؤولين المعنيين بالترفيه في الدولة، وتوحيد الجهود والتعاون للبدء بتطبيق المشروع في أسرع وقت ممكن، لتتماشى مع التقدم والتطور الحاصل في الدول المجاورة، وكذلك للحد من الآثار السلبية الناتجة عن قلة الترفيه في المجتمع.

5 - توعية الأسرة وأولياء الأمور بأهمية ممارسة الأنشطة المفيدة لأبنائهم خلال وقت الفراغ، والعمل على توعية الطلبة بأهمية الأنشطة الثقافية، بالإضافة إلى الأنشطة الرياضية، لما لها من أثر جيد في بناء شخصية الطلبة واكتمال نضجه عقليا وجسميا ونفسيا.

6 - إجراء دراسات مماثلة لقياس الآثار المترتبة على قلة الأماكن الترفيهية، والأنشطة الترويحية في الكويت.

7 - العمل على استغلال جزيرة فيلكا وغيرها من الجزر الكويتية في إنشاء المنتزهات الترفيهية، ما يُسهم في تنشيط السياحة الداخلية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي