No Script

جودة الحياة

تعاطي المخدرات... مَن يحمي شبابنا؟!

تصغير
تكبير

انتشار المخدرات وتعاطيها... من أكبر التحديات التي تهدّد المجتمعات كافة، بنسف استقرارها وباختراق أمنها وتفكك نسيجها الاجتماعي، فالمخدرات من أخطر القضايا والآفات الاجتماعية التي تهدّد المجتمعات والدول.

وفي الكويت لسنا استثناء، ففي عصر السرعة والفضاء المفتوح نطالع يومياً سيلاً لا ينقطع من الأخبار ومقاطع الصور والفيديوهات التي تعكس جانباً من الصورة القاتمة لانتشار المخدرات في أوساط الشباب الفئة الأكثر أهمية في أي مجتمع، فقد أصبح انتشار المخدرات وتعاطيها في أوساط شبابنا من الظواهر التي لا تخفى على أحد، ولسهولة الحصول عليها في شكل أقراص أو مواد مستحضرة كيميائياً أو أي أشكال أخرى أصبح الأمر أكثر خطورة ويصعب تجاوزه، لأنه أمر خطير كما ذكرت سابقاً لكيان الأسرة والمجتمع، فالنتائج المباشرة لانتشار الظاهرة أكبر من أن ُتحصى أو يشار إليها ضمن التقارير والأخبار الصحافية، فكم من شاب يُعالج من أثر الإدمان في مؤسساتنا الصحية، وكم من أسرة انهارت وتفككت بدخول عائلها عالم المخدرات، فهي تجر مشاكل اجتماعية واقتصادية وأمنية لا حصر لها وهي ببساطة مفسدة للعقل والدين.

لن يكون حديثي عن انتشار تعاطي المخدرات في أوساط شبابنا بالكويت ضرباً من التهويل والمبالغة، ويقيني أن تعاطي المخدرات له انعكاسات بالغة الخطورة على استقرار المجتمع وعلى صحة الفرد، تبدأ من أولى لحظات التعاطي، فهي تقضي على جهاز المناعة في الجسم فيصبح عُرضة للأمراض، وعندما يصل المتعاطي مرحلة الإدمان يفقد القدرة على التحكم بنفسه ويدخل في حالة من الهستيريا والذهول عن الواقع والناس والحياة، ولستُ في حاجة لتتبع المسار التصاعدي للآثار الكارثية للإدمان فهو ضد الحياة السليمة.

إن الانحراف المتعلق بانتشار المخدرات يزداد خطره كلما تفشت الظاهرة في أوساط الشباب والمراهقين في المدارس والجامعات، وثمة أسباب نفسية واجتماعية عدة لتفشي المخدرات في أوساط الشباب، إذ يُقدم معظم المتعاطين للمخدرات نتيجة لعجزهم عن التوافق النفسي لضعف الشخصية، والميل للنظرة السلبية للأمور مع فقدان العلاقات الاجتماعية الفاعلة، فضلاً عن توهم الانتصار على تجارب الفشل العاطفي أو الدراسي.

تلعب الشراكة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني دوراً جوهرياً في التصدي للمخدرات، وتحجيم خطرها الساحق على الفئات الاجتماعية كافة، والشباب على وجه الخصوص، عبر تدابير وإجراءات لكبح الظاهرة، كتشديد العقوبات وتضمين قوانين مكافحة المخدرات نصوصاً رادعة استباقية في مواجهة المتعاطين والمروّجين، ويأتي دور الأسرة في المقدمة كونها الحاضنة الاجتماعية الأولى التي يعول عليها في توجيه سلوك المراهقين واستيعاب طاقاتهم وتوجيهها للهوايات النافعة التي تُعزّز فرصهم لمستقبل أفضل، ولا ننسى بالطبع دور الإعلام والجمعيات الأهلية عبر «السوشيال ميديا»، والإعلام المرئي في تقديم خطاب إرشادي وبرامج تثقيفية شيّقة تحذّر الشباب من مغبة الوقوع في براثن المخدرات ومروّجيها.

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

Email: talmutairi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي