No Script

رأي نفطي

هل ستخسر روسيا المعركتين؟

تصغير
تكبير

معركتان... الأولى، الحربية على أرض المعركة، والثانية، الطاقة من النفط والغاز، هل ستخسرهما روسيا معاً؟.

لا نريد التخمين أو الوقوف مع طرف ضد الآخر، إلا أننا في الكويت عشنا المرارة الأوكرانية إثر الغزو الصدامي واحتلال بلدنا واستشهاد أولادنا،. ووقف العالم بأسره ضد الغزاة والاحتلال، وهذا ما يحدث الآن في أوكرانيا من غزو واحتلال ودمار.

وحصيلة للمجريات الآنية على أرض الواقع، ثمة تساؤل، هل خسرت فعلاً روسيا معركة الطاقة بابتعاد الغرب إلى الأبد عن الغاز والنفط الروسيين في آن ووقت واحد، والبحث عن مصادر خارجية في أي بقعة في العالم.

بالرغم أن اعتماد أوروبا بأكثر من 50 في المئة على المصادر الروسية، مثل النرويج وألمانيا والمتصلة بها عبر أنابيب الغاز«نورد1 و الثاني». وإصرار روسيا على استخدم أحد الخطين، وإلا ستتوقف نهائياً عن تأمين وتوصيل الغاز.

إزاء ذلك، قد تستيقظ أوروبا لتجد نفسها من دون مأمن آمن للغاز والنفط، وتبحث عن مصادر مختلفة في أي مكان في العالم، وحتى إن اضطرت أن تستثمر في المصدر. الأهم هو وضع اليد بغض النظر وتأكيد تأمين النفط والغاز. حيث بات عليها الآن ترشيد الاستخدام الكهربائي، والمثال الأوضح هو إطفاء أنوار برج إيفل الشهيرفي قلب باريس في الساعه 10 مساء، وتحديد وقت الاستحمام في إنكلترا بـ 4 دقائق.

وعلى أوروبا أيضاً أن تستثمر في البنية التحتية للموانئ لتتمكن من استقبال ناقلات الغاز العملاقة. في حين أنها لا تمتلك العمالة المتدربة وعليها أن تستعين من الخارج.

ومن المفارقة، أن أوروبا طوال السنين الماضية اعتمدت على أحادي المصدرالإستراتيجي، القاتل، ووافقت حتى على بناء وتصنيع مصافي ومنشآت أساسية روسية في بلادها، لتتوقف الآن عن العمل من دون إمدادات نفطية. وفي ألمانيا 3 مصافي روسية مملوكه لشركة «روزنفت» الروسية والتي تزود المشتقات النفطية في برلين والمناطق المحيطة بها، من وقود السيارات والطائرات والمنتجات الأخرى. وعليها الآن وفي الحال إيجاد نفوط مماثله لنفط خام «يورال» الروسي لتشغيل المصافي الثلاث. والشيء ذاته بالنسبة للمنشآت وخزانات الغاز.

وقد تخسر روسيا فعلاً حرب الطاقة، في حال استطاعت أوروبا تجاوز مرحلة البرد الحرجة هذا العام. خاصة في بعد شهر ديسمبر المقبل مع بدء تطبيق المقاطعة الأوروبية على جميع قطاعات الطاقة الروسية.

ومن الصعب جداً أن تعاود أوروبا اعتمادها المطلق على الطاقة الروسية مثلما كان في السابق، وعلى روسيا البحث عن أسواق أخرى بعيدة، وعليها أيضاً أن توافق على شروط ملاك الناقلات، وشروط شركات الـتأمين البحرية ومنها وأهمها شهادة المنشأ وتطابقها.

ونترك قرار خسارة المعركة الحربية للقارئ واجتهاداته، لكن ستكون موجعة جداً في حال خسارة المعركتين في آن واحد.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي