No Script

من منظور آخر

ماذا يحدث للنساء في البيوت؟

تصغير
تكبير

اعتقد بأن معظم من يقرأ هذا المقال قد شاهد مقطع الفيديو الذي انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة أيام، والذي يظهر فيه رجل يضرب زوجته في الشارع وفي عز النهار والسبب لأنها حصلت على وظيفة دون علمه وموافقته، الهاتف والكاميرا والإعلام الحديث المتمثل بمواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في حبس هذا الشخص وأخذ بحقه الإجراء اللازم، يبقى السؤال: ماذا يحدث في البيوت وخلف الجدران؟ كم امرأة تضرب وتعنف ولا يعلم بها أحد؟ وكم امرأة تهان ولا تستطيع الإبلاغ خوفاً على حياتها؟ وكم امرأة سلبت حقوقها تحت مسمى زوج أو أخ أو أب؟

ثقافة العنف بشكل عام منتشرة في مجتمعنا، ولسنوات عديدة وما زال في بعض البيوت يعتبر الضرب وسيلة للتأديب، ثم تأتي مرحلة الزواج وتنتقل المرأة من ملكية الأب أو الأخ إلى الزوج، ويعتقد هذا الزوج بأنها أحد ممتلكاته، ويحرمها من الدراسة أو العمل، وهذا يعتبر نوعا آخر من العنف وهو العنف الاقتصادي، والذي يحرم المرأة من استقلالها المادي، وبالتالي تخضع لهذا الزوج وترفض الابتعاد عنه لإعالتها مادياً أو صعوبة الاستقلال عنه.

نعود إلى مقطع الفيديو والذي كان سبباً بالتعامل مع تلك الحالة، لكن ذلك لا يحدث مع جميع النساء، لا تستطيع معظم النساء أن تقوم بالتصوير، أو تقوم بالإبلاغ، وجميع النساء لا يشعرن بالأمان نظراً لأنهن معرضات للعنف في أي وقت ومن أشخاص لا يخافون من شيء ومؤسسات ذكورية تساندهم على التعنيف، العنف الذي يحدث ضد النساء في المنازل أو بسبب خلافات عائلية ليست حالات فريدة، وعلى الدولة ألّا تتعامل مع كل حالة على ذلك الأساس، هناك عنف ممنهج يمارس ضد جنس النساء لكونها امرأة فقط يجب السيطرة عليها والوصاية عليها وليس عنفا بين شخصين ضرب أحدهما الآخر لسبب ما، ولأنها ليست حالات فردية بل ثقافة مجتمع على الدولة أن تضع خطة واضحة وشاملة للتغيير، ولن يحدث ذلك بسن القوانين أو العقوبات فقط على الرغم من أهميتها، بل يجب أن يكون هناك تغيير يشمل كلا من قطاعات التعليم والإعلام وكذلك وزارة الداخلية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي