No Script

رأي قلمي

المنطق سيد الموقف!

تصغير
تكبير

السلوك المنطقي، سلوك قائم على إدراك عميق للإمكانات الشخصية والظروف المحيطة، وفهم جيد لطبائع الأشياء ومنطق تطورها. ونكتسب كل يوم وظائف حيوية في حياتنا المعاصرة، ونتعلّم معايشة الحاضر بالوجدان والسلوك والاستفادة من هذا الحاضر وتسخيره لخدمة الإنسان ورقيّه، نظراً لأن العلاقات الإنسانية والتجارية والتنظيمات الجديدة للمعرفة والتقنية، تقوم جميعاً على التسلسل المنطقي والاعتبارات المنطقية، وفهم ذلك كله أضحى شرطاً مهماً من شروط الحياة المعاصرة.

لا يخفى على أحدٍ منّا في زماننا هذا تعدد الأعباء التي على الواحد منا وكيف يقوم بها، وصار في الحقيقة في داخل كل واحد عدد من الشخصيات المخبوءة، فأنت مثلاً موظف ورب أسرة وعضو في مؤسسة مجتمع مدني، وتمارس الكتابة، وتشارك في وسائل التواصل الاجتماعي بما يفيد وينفع الناس، وتطمح إلى أن يكون لك مشروع تجاري، تزيد من خلاله دخلك... كل هذه الأعمال والانتماءات تحتاج إلى فكر وجهد ووقت.

والآن جاء دور أن تسأل نفسك: هل تستطيع أن تنجح في كل هذه الأعمال، أو أن المنطق يحتم عليك أن تعرض عن بعضها، لأنك لا تستطيع إعطاءه حقه، وبالتالي فسيظهر تقصيرك أو إخفاقك!. ومما لا شك فيه أن الرؤية المنطقية هي التي ستساعدك على الحكم الصحيح في مثل هذه المسائل.

إذا كنت وكيلاً لمنتوجات أجنبية، فإن المنطق يرشد إلى أن تتعلّم لغة البلد الذي تستورد منه المصنوعات، وإذا كنت مديراً لمؤسسة تربوية، فإن من عوامل النجاح أن يكون لديك إلمام بأصول إدارة المؤسسات التربوية، ودرجة من الاطّلاع على سير من سبقك من المديرين الناجحين، إلى جانب نوع من الحنكة لحل المشكلات وإصلاح العلاقات بين العاملين بالمؤسسة. والسلوك المنطقي للعمل المقبول عند الله - جلّ وعلا - هو العمل الذي يشتمل على عنصرين: عنصر الإخلاص وعنصر الصواب، والنجاح في الأعمال الدنيوية مرتبط بالصواب أكثر من ارتباطه بالإخلاص.

إنّ الإصرار على النجاح سِمة مهمة للإنسان المعاصر ذي السلوك المنطقي، وإن كانت نجاحات المرء تظل مقيدة بقيود معينة، كما أن أهدافه تظل مؤطرة بهدف رفيع وخاص.

النجاح ثمرة الفكر النير والجهد الوفير والإمكانات الجيدة والسلوك المنطقي. والناجحون في الحياة لا يشكّلون أكثر من 5٪ من الناس، وأكثر الباقين من العاديين والمخفقين، مع أن هناك إمكانات ووسائل كثيرة تُيسر سُبل النجاح، لكن مشكلة الإنسان هي وقوعه ضحية نظراً لقصوره الذاتي، وللأوهام التي تكبل عقله ووجدانه!

إنّ الناس الذين يسلكون السلوك المنطقي المؤدي للنجاح في كل جوانب حياتهم، هم أناس غير عاديين، ولذلك فهم قلة. والمجتمع الكويتي لا يشكو اليوم من انعدام الكفاءات وأصحاب الاختصاصات في أي مجال، لكن يشكو من فقر حقير مُذِل في العناصر المتفوقة والكفاءات النادرة التي تشق طرقاً جديدة للممارسة، وتعثر على حلول ناجعة حين يشعر الأشخاص العاديون بانسداد الآفاق وانقطاع الحيلة.

M.alwohaib@gmail.com

@mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي