No Script

كلمات

المرشح الفقعة

تصغير
تكبير

• تبقى الممارسة الانتخابية مجالاً جاذباً للبعض، طالما أنها لا تكلف سوى خمسين ديناراً فقط لاختبار فرص الوصول للمقعد النيابي التي عادة تكون معايير النجاح لا ترتبط بخبرات أو تاريخ سياسي أو كاريزما معينة للوصول لقبة البرلمان، فقط تحتاج إلى رقم قبلي أو طائفي حتى تجتاز الجميع إلى بر النجاح.

• وطالما أننا أمام خطاب تاريخي حدد ملامحه سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، والذي تلاه نيابة عنه سمو ولي العهد، وأوصى بحسن الاختيار للمرحلة المقبلة التي تختلف كلياً عن كل مراحل الحياة النيابية السابقة من ضمان ممارسة انتخابية بعيداً عن أي دعم حكومي، وحماية للعملية الانتخابية من عمليات نقل القيود واقتصارها على البطاقة المدنية ومحاربتها للرشوة الانتخابية والانتخابات الفرعية، فكان لزاماً على كل فئات وشرائح المجتمع رد التحية بأحسن منها وترجمة ذلك من خلال حسن الاختيار.

• إلا أن المطبخ الانتخابي ما زالت ممارساته ليست ببعيدة عن النهج القديم من نوعية الاختيار، فما زال الفرز القبلي وجزئياته كالأفخاذ حديث المشهد، رغم الحد من انتخابات الفرعيات بشكل كبير، وكذلك الفرز الطائفي الذي تغذيه حسابات السوشيال ميديا بشكل كبير، والفرز العنصري لا يغيب أيضاً عن المشهد رغم قواعده الضعيفة نسبياً.

• في النهاية، هي عملية طبيعية في كل ممارسات انتخابية في كل دول العالم، لكن يعول في هذه المشاهد غير الصحية على وعي الناخب السياسي والاجتماعي في الاختيار.

• وفي ظل هذا الزخم الانتخابي الكبير هناك نوعيات كثيرة للمرشحين تستحق الدعم والدفع بها إلى قبة البرلمان، لما تحمله من مؤهلات كثيرة كالتاريخ السياسي والمؤهل المناسب والكاريزما الانتخابية والقواعد الانتخابية الفكرية والمثقفة التي تدعم هذا المرشح، فضلاً عن أن هذا المرشح صنع لنفسه سلماً للبرلمان من تاريخ نقابي أو مشاركات فكرية وسياسية ومساهمات ميدانية في حراك سياسي سلمياً كان أو غير مرخص، بالتأكيد سيساعده كثيراً في إقناع الناخبين ببرنامجه ورؤيته.

• ولكن ما يسيء للممارسة الانتخابية هو نوعية نسميها بالمرشح «الفقعة» الذي يقدم نفسه في ليلة وضحاها كمرشح لا تعرف لها ذكراً أو تاريخاً سياسياً أو مؤهلاً... لكنه قدم نفسه كاسم قبلي أو طائفي معتمداً على منصب وظيفي سابق أو نفس عنصري فقط لهدفين أولهما الزخم الإعلامي المصاحب للممارسة الانتخابية وطمعاً في تقديم اسمه على وسائل الإعلام مجاناً، والهدف الآخر هو تخريبي لحجب بعض الأصوات عن المرشحين الآخرين بدافع شخصاني بحت، وهؤلاء سرعان ما يتعامل معهم الناخبون بتهميشهم وعدم منحهم ما يعزز رغباتهم النفسية.

• المرشح الفقعة، نوعية مُتطفّلة على الممارسة الانتخابية ستختفي حتماً في حياتنا الانتخابية حينما يرتفع وعي الناخبين إلى المعدل المطلوب كما تأمل به القيادة السياسية الحكيمة التي استجابت لتطلعات الشعب وآماله.

mishkatq812345@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي