No Script

بالقلم والمسطرة

لا تنتخبوا هؤلاء!

تصغير
تكبير

مع سخونة الأجواء وقُرب موعد الانتخابات لمجلس الأمة المقبل، نجد الكثير من المشاهد الغريبة والعجيبة لبعض المرشحين وفي الوضع السياسي الانتخابي بشكل عام، فالانتخابات تمثل فرصة متكررة للناخبين خصوصاً الواعين لتقييم تلك المشاهد والغرائب!

فمثلاً يجب ان يقارنوا بين تصريحات النائب سواء في حملاته الانتخابية السابقة أو في الساحة الإعلامية، وبين أدائه الفعلي خلال السنوات السابقة داخل المجلس، وبالتالي يعرفون انه أنجز بالواقع أو من أصحاب الكلام فقط، والبعض حتى لا يتكلم ويمر مرور الكرام إن كان من الكرام أصلاً!

ومن تلك المشاهد الاندفاع نحو مرشح وفقط لأنه من هذا التيار السياسي أو ذاك، أو لأنه من هذه القبيلة والدخول في ما يسمى التشاوريات، فالأصل في الموضوع هو الكفاءة والقدرة على تمثيل الأمة بما يُرضي الله عزوجل، ومشهد آخر وهو أن تجد مرشحاً يُعطي الكلام (الإنشائي) المعتاد والوعود (المعسولة) ويدخل السجالات والردح الإعلامي، وربما الاستعراض المسرحي ويستخدم الحركات والايماءات، وكأنه في تجربة أداء تمثيلي سواء في البرلمان أو في بعض الحملات الانتخابية، وربما له حضور إعلامي أكثر من مشاركته الواقعية في تشريع تلك القوانين المهمة التي يحتاجها البلد، فالمهم ليس التصريحات الرنانة أو تفريغ (الطاقة السلبية) أو العزف على أوتار بالية أو أن يحمل فقط هدفاً انتخابياً لتحريك المشاعر للحفاظ على قاعدته جماهيرية من أجل الكرسي الأخضر (الحلو).

ومشهد آخر تجد مَنْ يقاتل للحصول على العضوية من أجل الوجاهة أو (البرستيج ) الاجتماعي للتفاخر المرفوض وليدخل الديوانية كأنه راجع من حملة عسكرية لتوسيع الدولة الاسلامية! وربما في الانتخابات كان شخصاً أليفاً ووديعاً ويتودد مع الناس وعندما يفوز قد يتهرب من الناخبين أو يقابلهم وكأنه لا يعرفهم أو فقد الذاكرة!

ومشهد آخر وهو مَنْ يلصق صوره على بيته متحدياً للقانون، ويجعل من ديوانيته مقراً لتمرير المعاملات وكأنها فرعاً لمجمع الوزارات ويساهم في تكريس (الواسطات) وتخطي رقاب الكفاءات وينظر للبرلمان على أنه وسيلة سريعة لتمرير معاملات المحيطين فيه فقط، ومَنْ ينتخبه ليكون ثمناً مبطناً للأصوات الانتخابية، وكذلك طريقاً مختصراً لإيصال أحبابه وأقاربه إلى المناصب المرموقة السياسية. والخاسر كالمعتاد مصالح البلاد والعباد. ومن جهة أخرى عند الحكومة نفسها، فإنه عند تطبيق الإصلاح وتصحيح المسار بشكل يتعدى الشعار وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء المجتمع، فإنه مثل مرشحين أو نواب الخدمات لا يجدون مجالاً لهم وتنطفئ الأضواء الخضراء لمعاملاتهم في أروقة الجهات الحكومية، وما أكثر المعاملات وكذلك وما أكثر الجهات!

لذا، فإنه مع تفعيل هذا التصحيح المنشود فإن كل مواطن أو مقيم يأخذ حقه وتنضبط الأمور، و يصبح الأداء الحكومي مؤسسياً وذا نهج بعيداً عن الصراعات السياسية، وكأن الوضع أشبه بأرض مشاع يحصل عليها الأقوى في النفوذ السياسي!.

لذلك، وبعد استعراض عدد من المشاهد السلبية للبعض، نقول للناخبين الواعين لا تنتخبوا هؤلاء!

لذا، فإن الكرة الآن في ملعب الناخب الواعي بحُسن اختياره، ويكون لديه إدراك حقيقي لبرنامج المرشح الانتخابي وسيرته الذاتية والسمعة الحسنة والتعليم الأكاديمي وقوة الشخصية والخبرات الأخرى، والتي تجعل منه عنصراً مفيداً داخل مجلس الأمة، وبالتالي تتم إعادة تشكيل مجلس الأمة بصورة تساعد بلدنا وتساعد في خدمة الوطن والمواطنين، والله عز وجل المُعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي