No Script

بالقلم والمسطرة

بلا هيئات بلا بطيخ!

تصغير
تكبير

قرأنا في الصحافة أخيراً عن التقرير الاقتصادي لشركة «الشال» وخلاصته أن لدينا في القطاع الحكومي نحو 50 هيئة ومؤسسة ومجلساً ولجنة دائمة معظمها لا حاجة حقيقية له، وأن مبررات إنشاء معظم تلك الهيئات والمؤسسات جاءت لخلق وظائف قيادية لمَنْ يطلب ودهم وولاءهم.

وذكر التقرير أن للكويت أكبر حكومة في العالم، حيث توظف نحو 80 في المئة من العمالة المواطنة، ويبلغ عدد هيئاتها 3 أضعاف عدد وزاراتها، بينما إنتاجية القطاع العام في هبوط متصل، وأن الكويت قد لا تملك «سوى فرصة واحدة للإصلاح»، محذراً من خطر ارتفاع بطالة الشباب، مع ما تؤكده الإحصائيات بأن 76.4 في المئة من المتعطلين الكويتيين أعمارهم دون الـ 29 سنة، في مؤشر إلى عجز الاقتصاد عن خلق فرص عمل (انتهى).

و يمكن الرجوع للتقرير والذي قرأته ايضاً بالسياق نفسه في 2019، وشخصياً كتبت أكثر من مقالة في الموضوع ذاته للتحذير من هذا الوضع الإداري الغريب العجيب، والذي يدخل البلد في دوامة الترهل الإداري والمراسلات والتعمق في البيروقراطية بينما لدينا في الخليج من تخلص نهائياً من التعاملات الورقية!

وكنت قد كتبت عن (تفريخ) الهيئات إن جاز التعبير في أكثر من مقال في 2019، وأحدها كان بعنوان (هيئة أو دشداشة!) والآخر (هيهات على كثرة الهيات!) وتحدثت بالتفصيل عن هذا الوضع، وبأنه من الأحرى أن يتم ضبط نمو الهيئات الجديدة بحيث لا تكلف ميزانيات ضخمة، وتكون مجال خصب لتدخلات بعض النواب والمتنفذين لتعيين (الأقارب والربع) في المناصب القيادية لتلك الهيئات الواعدة الجديدة!.

وذكرت كذلك بأنها هيئات وليست (دشاديش) يتم تفصيلها، لذلك يجب أن يكون للهيئات إنتاج وخطة واضحة واقعية وأهداف محددة لقياسها ومحاسبة القائمين عليها تجنباً لهدر أموال ووقت الدولة والشعب ولكي تبين جدوى إنشائها من الأساس!.

ويكفي مجاملات لتأسيس الهيئات، والإنجازات لا تكون بكثرة المسميات الإدارية بل تكون الإنجازات الحقيقة بتسهيل حياة المواطن والتأكيد على التنمية المستدامة بعيداً عن الشكليات والتضخم الحكومي، ونحن في عصر الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية، لذلك عند إنشاء هيئة أو أي مسمى تنظيمي إداري فإن المطلوب بالطبع هو تنفيذ مجموعة من الخطط والرؤية المستقبلية، والتي من المفترض أنها تخدم الصالح العام، ولكن أن نشاهد ونرى بين فترة وأخرى إنشاء هيئات جديدة ويتم تعيين أعداد كبيرة من القيادات والوكلاء المساعدين، فإن ذلك يجعلنا نستغرب هذا الحجم الإداري الحكومي المتضخم، فالوزارات التقليدية لديها الكثير من العوائق والمشاكل المزمنة وهي تحتاج بدورها من يساعدها، فليس الحل باقتطاع جزء من هذه الوزارة أو تلك وتظهر لنا هيئات جديدة، وأثبتت الأزمات السياسية أن كثرة تعيين القياديين لم تفد الحكومة السابقة، لذلك فإن لسان الحال يقول بشدة (بلا هيئات بلا بطيخ!).

وليتم التركيز على التنفيذ المباشر للإصلاحات بدون تنطع بالمسميات الإدارية، وليتم قياس أداء الهيئات الجديدة والتي تم إنشاؤها آخر ثلاث سنوات ولنرى ما تم إنجازه، خصوصاً ان البعض لم نسمع عنها ولا نجد تصريحات لبعض قياداتها ولا ندري ما هي إنجازاتها، ونقول لهم (أين أنتم أو من أنتم ؟!) وأضيف كذلك أنه حان الوقت مع موجة تصحيح المسار الحالية أن يتم إلغاء أكثر الهيئات الحكومية، وإيقاف هدر أموال ووقت الدولة والشعب. والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي