«عوض الدوخي وعثمان السيد وضعا الأغنية الكويتية في مكانة مهمة»
خلف المشعوف لـ «الراي»: جديدي... «تنساني» صُنعت لأم كلثوم قبل وفاتها
- الأغنية الطربية هي المدرسة «الشبابية» الحالية
- لا خلاف عليها أغاني أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب خالدة في ذاكرة التاريخ
أكد الفنان الشاب خلف المشعوف أن الأغنية الطربية هي المدرسة التي لا بد لأي فنان أن «يعدي» منها، وهي بوابة عبور للوصول إلى الجمهور في الخليج والوطن العربي، لافتاً في تصريح لـ«الراي» إلى أن «الأغنية الشبابية الحالية لا خلاف عليها، ولكنها أغنية لحظية تُغنّى اليوم وتنسى غداً، وأنا كوني فناناً أتطلع للأفضل لتقديم أغان طربية فيها من شكل الزمن الجميل مؤثرة لا يمكن نسيانها بسهولة من خلال تعاوني مع كبار الشعراء والملحنين في الكويت والخليج والوطن العربي».
وكشف المشعوف، أنه من خلال هذا المبدأ، انطلق في مشاريعه الفنية المقبلة «عبر تعاوني في أغنيتين مع الملحن القدير فاروق سلامة وهما (قول واعترف)، و(تنساني) كتب كلماتهما الشاعر الكبير محمد زكي الملاح وأنا سعيد جداً بهذا التعاون، خصوصاً أن أغنية (تنساني) وكما أخبروني كتبت ولحنت للفنانة أم كلثوم، ولكنها لم تُغنّها بسبب رحلة علاجها التي سبقت وفاتها. كما يجمعني عمل غنائي بعنوان (الله يسامحك) من كلمات وألحان الموسيقار الأستاذ حلمي بكر وأعتبر نفسي محظوظاً بأن تكون انطلاقتي نحو الوطن العربي من خلال عملي مع هذه الأسماء التي لها مكانتها وقيمتها بالساحة الفنية الغنائية».
«كبار المطربين»
وأوضح المشعوف أن الفنان الذي يريد أن يكون متميزاً ويمشي في خطوات ثابتة في الغناء، عليه في بداياته أن يغني لكبار المطربين في الوطن العربي من الجيل القديم وأن يحرص على الاستماع لأغانيهم الطربية، «فمثل هذه الألوان الغنائية تساهم كثيراً في إبراز إمكانات وقدرات أي فنان وتثقيفه فنياً، ما تجعله واثقاً من نفسه في الوقوف أمام الجمهور في الحفلات وكذلك في اختياراته المستقبلية».
وأضاف أنه تأثر بـ«كوكب الشرق» أم كلثوم وبـ«موسيقار الأجيال» محمد عبدالوهاب لأنهما من عمالقة الفن وقدما طوال حياتهما العديد من الأغاني الطربية الأصيلة التي تخطى نجاحها حدود الوطن العربي وأصبحت خالدة في ذاكرة التاريخ ويرددها غالبية الفنانين في كل مكان إلى يومنا هذا، لافتاً إلى أن «لكل منهما مدرسة مختلفة ومنوعة جمعت كل الألوان الشرقية والغربية في بعض الأحيان، من خلال اختيارهما للألحان وأيضاً ذكائهما في تعاملهما مع كبار الشعراء واختيارهما للكلمة وطريقة أدائها في الأغنية».
وأردف «كذلك، ينسحب الأمر على الفنانين عوض الدوخي وعثمان السيد اللذين وضعا الأغنية الكويتية في مكانة مهمة في إسهاماتهما برسم هوية لها من خلال الألحان التي ميزتهما عن بقية الفنانين والأغاني التي وصلت إلى خارج حدود الكويت».
«مكتبة القاهرة»
وأعرب المشعوف عن سعادته البالغة لاستضافة قناة النيل الثقافية له في حلقة كاملة تخللها تقديمه مجموعة من الأغاني «التي نالت إعجاب القائمين على القناة والمشاهدين ومجموعة من الملحنين المصريين، في مقدمهم الموسيقاران الكبيران حلمي بكر وفاروق سلامة اللذان أشادا بموهبتي وأثنيا على أدائي، ما جعل سلامة يأخذني إلى مكتبة القاهرة لإحياء حفل غنائي، وفعلاً أحييت الحفل ووجدت حفاوة واستقبالاً حارين وتفاعلاً كبيراً من الجمهور المصري مع كل أغنية، وهذا الشي ليس بغريب من جمهور معروف عنه الرقي في ذائقته الفنية وصاحب مزاج عال ومستمع جيد للكلمة والجُمل الموسيقية».
وتابع «صحيح أنني أبلغ من العمر 19 عاماً وهناك من يروا أن مثل هذه النوعية من الأغاني صعبة على شاب بمثل عمري أن يغنيها لأنها تحتاج من وجهة نظرهم إلى فنان لديه تجارب وخبرة، لكنني أقول لهم إن الفن لا يقاس بعمر الإنسان بل بموهبته وأنا فنان موهوب وأحب الغناء، وتحديداً الأغاني الطربية ومطلع وقارئ وأبحث بشكل مستمر عن المعلومة التي أستفيد منها وتكون لي مرجعاً في خطواتي المقبلة»، مؤكداً أنه يسعى لتطوير نفسه «من خلال التدريب والاستماع والغناء بشكل يومي لكبار الفنانين، إلى أن وصلت والحمدلله إلى مكانة شبه احترافية في الغناء، وهذا الشيء سوف أستثمره في دراستي بالمعهد العالي للفنون الموسيقية في الفترة المقبلة».
«رونق خاص»
كان واضحاً على المشعوف خلال اللقاء تعلقه بآلة العود التي كان يحتضنها بين ذراعيه طوال اللقاء، حيث قال عنها إنها «من أجمل الآلات الموسيقية والعزف عليها له رونق خاص وصوت يلامس المشاعر ويقتحم الوجدان من دون استئذان وتعتبر آلة مهمة جداً في أي أغنية»، لافتاً إلى أنه عندما أمسك العود للمرة الأولى كان صغيراً جداً، ومنذ تلك اللحظة بدأت علاقة الحب بينهما وكبرت وتطورت إلى أن تمكن من العزف عليه بإتقان.
ومن العود إلى آلة الأورغ، التي لها جزء كبير في حياته، إذ اختار أن يعزف عليها ليأخذنا إلى عالم الموسيقى مع صوته الجميل، إذ لهذه الآلة مكانة خاصة له أيضاً، موضحاً أنه تعلم العزف عليها عندما كان تلميذاً في المرحلة الإبتدائية وأن المعلمين هم من أعطوه أساسيات العزف عليها ومن بعدها استمر وطوّر من نفسه إلى أن أصبحت من الآلات المهمة لديه.