لفت انتباهي ذكر شخصية، كارلو بيتريني، في برنامج وثائقي، وهو عالم اجتماعي ايطالي وناشط اجتماعي، وقد قام بتأسيس منظمة الوجبة البطيئة، وهي حركة تدعو إلى ثقافة غذائية مواجهة للاطعمة السريعة، وتعتمد هذه الثقافة على العودة إلى الطبيعة سواء في انتاج أو تجهيز وجبات الاطعمة وتحضير وجبات ذات طابع محلي.
ولديّ صديق وهو متزوج من سيدة ايطالية وقد اخبرني ان ايطاليا تشتهر بالوجبات الطبيعية الصحية، حيث انهم يستخدمون الطماطم الطبيعة التي يزرعونها، بل ان بعض القرى لديها انواع الاجبان الطبيعية وهي تختلف تماماً عن الاجبان المعلبة التي نشتريها، علما بأن الكويت لا توجد بها أجبان ايطالية.
ومن سافر إلى بعض الدول الغربية فانه يلاحظ ان هناك قانوناً بتحديد عدد السعرات الحرارية في كل وجبة، سواء كانت سريعة أو عادية، اضافة إلى بعض المخبوزات المحلاة المختلفة، ولعل ذلك ما نفتقده في الكويت حيث ان الخطوة الأولى هي سن قانون لالزام المحلات «الوجبات والحلويات» بتحديد عدد السعرات الحرارية، واذا نجحت الجهات المعنية بذلك الأمر فانه انجاز كبير يضاف إلى بقية الانجازات.
وبالنسبة لي، فان الطهو احدى هواياتي المفضلة التي امارسها منذ عقود من الزمن، كما انني حصلت على شهادات عدة في الطهو من بعض الدول العربية، إلا انني اميل إلى المأكولات الكويتية القديمة، علما بأنني لا أتناول الا كميات قليلة جداً من الاطعمة وانا في العقد السابع من عمري.
وأذكر مرة زارني صديق عربي ولد في الكويت ويعيش الآن في بلد غربي، وعندما دعوته لتناول الغداء في منزلي وافق لكنه اشترط ان أطهو له «المموش» فنظرت له نظرة غريبة، حيث انه ليس من الكرم دعوة شخص على الغداء دون تناول احد انواع اللحوم، فقال لي انني أفتقد الأكلات الكويتية بشكل عام و«المموش» بشكل خاص، ثم أضاف قائلاً جملته التي يكررها باستمرار «لا يهمني ماذا أتناول من المأكولات بقدر ما يهمني مع من أتناول تلك المأكولات»، وأظنه على حق بمقولته تلك.
همسة:
السنة النبوية تدعو إلى الاقتصاد في الاكل.