تحريك الملف في مجلس الوزراء أحيا التطلع لشروق شمسها من جديد
«المدينة الترفيهية»... جُرعة أمل بقرب الإنجاز
هل تفتح أبوابها للأطفال وتبرد قلوب العطشى إلى المرح والترفيه؟... على أحرّ من الجمر، تنتظر العائلات الكويتية شمس المدينة الترفيهية أن تشرق من جديد، لتكون كما في السابق، الحاضنة في كل الأعياد والعطل والمناسبات، وأن ترجع بإطلالتها السابقة متنفساً ترفيهياً للكبار والصغار، فهل تبرّد مياه «جندولها» حر الانتظار في قلوب العطشى إلى المرح والترفيه؟
المدينة الترفيهية الممتدة (تخطيطياً) على الساحل بحُلتها الجديدة اليوم ضمن مساحة 2.570 مليون م2، هي أحد المشاريع الضخمة التي كانت ضمن نطاق شركة المشروعات السياحية، باتت الآن بعهدة وزير المالية الذي كلفه مجلس الوزراء أخيراً بتنفيذ المشروع بالسرعة الممكنة، بالتنسيق مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، لما للمشروع من أهمية اقتصادية واجتماعية، فهي المتنفس الترفيهي الضخم الذي كانت الأسر تقصده من دول الخليج كافة، وفي الأعياد كانت قبلة الأطفال والرجال والنساء من مختلف الفئات والأعمار.
«الراي» تحدثت مع بعض الخبراء والمتخصصين في الشأن الاقتصادي والنفسي والاجتماعي للنظر في أهمية المشروع من جميع جوانبه، والتاريخ المتوقع لإنجازه في ظل التوجه الحكومي الجاد لتحريك عجلة التنمية وبدء عهد جديد من الإصلاح والإعمار في جميع المجالات.
أسامة النصف: سترجع أجمل مما كانت
- المجتمعات تحتاج إلى المشاريع الترفيهية
وشدّد على ضرورة إنشاء مثل هذه المشاريع، حيث إنها تساهم بشكل فعال في تلبية احتياجات المجتمع وتعزيز اقتصاد الدولة، راجياً تذليل كل العقبات لتنفيذ المشروع في مدة زمنية محددة.
خالد الرشيد: الأماكن الترفيهية... عصب السياحة
- يجب أن تكون هناك 5 مشاريع مماثلة»
وبيّن الرشيد لـ«الراي» أن المشروع يتماشى مع رؤية الكويت 2035 ويجب أن تكون هناك 5 مشاريع مماثلة موزعة على المحافظات، تتنوع فيها الألعاب ووسائل الترفيه فهي شيء أساسي في التنمية، مؤكداً أنه حين يتم إنشاء المدينة المتكاملة فإن من أهم مكوناتها الترفيه، ويجب تخطي الدورات المستندية والاجراءات المعقدة.
وأوضح الرشيد أن المدن الترفيهية تعد ملاذاً مناسباً لتجمع العائلات حيث الأب يخرج مع أبنائه والأم مع أبنائها، لذلك يجب أن تكون شاملة من جميع النواحي وتضم الألعاب المتنوعة التي تصلح لجميع الفئات والأعمار، مشدداً على ضرورة أن تكون ذات طابع ترفيهي وتعليمي وثقافي لتستفيد الأسرة.
أمثال الحويلة: نأمل الإنجاز خلال عام
- الاستفادة من تجارب دول أنشأت جسوراً ضخمة بمدة قياسية
وتمنت الحويلة، في تصريح لـ«الراي» أن يتم إنجاز المشروع خلال عام واحد على أكثر تقدير لتعود الكويت حاضنة للعائلات من جميع الدول المجاورة كما في السابق، موضحة أنه يمكن للجهة المنفذة إنجازها في هذه المدة من خلال التعاون مع الشركات المتخصصة لتزويدها بمختلف الألعاب وتضمينها كل ما تحتاجه الأسرة.
وأعربت عن أملها الاستفادة من تجارب بعض الدول التي أنشأت الأنفاق والجسور الضخمة خلال مدة قياسية ومحدودة.
- غياب المرافق يسبب خللاً اجتماعياً»
وبيّن المهندي، في تصريح لـ«الراي»، أن توافر هذه الأماكن بأشكال مختلفة يلعب دوراً كبيراً في إحداث نوع من الوقاية لدى الشباب، وشغل وقت فراغهم، خاصة في الوقت الحالي مع ارتفاع معدلات المخدرات والجريمة لعدم وجود أماكن وقائية كالملاهي والأماكن الترفيهية، معتبراً ذلك شرخاً في الصحة النفسية ما يؤثر على الأمن الاجتماعي.
وأوضح المهندي أنه حين تغيب المرافق الترفيهية في المجتمع «نرى خللاً لدى الناس يؤثرعلى جميع الفئات سواء الأطفال أو الشباب أو كبار السن»، متمنياً وجود هذه المرافق وتنوعها لشغل الناس في فعاليات مفيدة تشغل وقت فراغهم وتشعرهم بالأمن والطمأنينة.
صباح العنتري: ما زلت أتذكّر التذكرة الشاملة بـ 3.5 دينار
- المشروع قد يُنجز خلال 3 إلى 5 سنوات
وتوقّع العنتري أن يتم إنجاز المشروع خلال 3 إلى 5 سنوات بسبب إجراءات الدورة المستندية للمناقصات، متمنياً ألا تتأخر أكثر من ذلك حتى تكون متنفساً ترفيهياً للصغار والكبار وتكون من مصادر تنشيط الاقتصاد وجذب السياح.
حسين بوشيبة: الحكومة جادة في إنجاز المشروع
وصف مختار منطقة الصليبخات حسين بو شيبة لـ«الراي» مشروع المدينة الترفيهية من أهم المشروعات السياحية التي تساهم في تنشيط الاقتصاد وتفتح الأبواب أمام العائلات وتكون متنفساً للأسرة والمجتمع بشكل عام، مبيناً أنه «لا يوجد ما يمنع إنجازها وأتوقع أن يتم ذلك في عهد الحكومة الجديدة».
وبيّن بو شيبة أن «الحكومة جادة في إنجاز المشروع وإنشاء الأماكن الترفيهية التي تشعر الناس بالراحة والاطمئنان، وإن شاء الله يتم ذلك في أسرع وقت وتعود الكويت إلى سابق عهدها لؤلؤة الخليج».
ضاري الرشيد: خروج أموال ضخمة بسبب غياب الأماكن الترفيهية
- يجب تدوير الدينار عن طريق قطاع السياحة
أكد أستاذ الاقتصاد في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت الدكتور ضاري الرشيد لـ«الراي» خروج أموال ضخمة إلى الخارج بسبب غياب الأماكن الترفيهية في الكويت، مشيراً إلى أنه «يجب تدوير الدينار الكويتي عن طريق قطاع السياحة مع فتح المنافذ وتسهيل استخراج سمات الدخول، فما الفائدة من إنشاء المدن الترفيهية وتنشيط السياحة الداخلية والبلد مغلق؟».
وشدّد الرشيد على ضرورة جذب السياح من خلال فتح الحدود وإنشاء الأماكن الترفيهية المتنوعة فهي أهم رافد من روافد الاقتصاد المختل هيكلياً لاعتماده على النفط فقط، مبيناً أن دولاً مجاورة سلكت هذا الاتجاه لتنويع مصادر دخلها.
واقترح الرشيد ألا تكون ملكية هذه الأماكن للحكومة ملكية كاملة لأنها تبدأ بشكل جيد ثم يطولها الإهمال وتراجع الخدمات ما يسبب عزوف الناس عنها، مشدداً على ضرورة أن تدار من قبل القطاع الخاص بأسعار معقولة تلبي حاجة المواطنين والمقيمين غير القادرين على السفر.
عصام الربيعان: لن يتأخر المشروع
- الكويت في مرحلة العهد الجديد
توقع العميد المساعد للتخطيط والابحاث في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت الدكتور عصام الربيعان أن يتم تنفيذ مشروع المدينة الترفيهية الجديدة في وقت قياسي لأن «الكويت في مرحلة العهد الجديد ولن يتأخر إنجاز المشروع إن شاء الله». وقال الربيعان، في تصريحات لـ«الراي»، إن إنشاء المشاريع الترفيهية ضمن الخطة التنموية للدولة وهي ضرورية لتحقيق الإستقرار الاجتماعي والنفسي للأفراد والعائلات، إضافة إلى توفير الجانب الترفيهي الذي يعد من أهم العوامل في تقدم أي مجتمع لا سيما في الجانب الاقتصادي.
مصدر حكومي: الجدول الزمني 5 سنوات
كشف مصدر حكومي لـ«الراي» أن مشروع المدينة الترفيهية حين كان بعهدة شركة المشروعات السياحية تم تحديد الجدول الزمني لتنفيذه في 5 سنوات، مبيناً أن فترة الإنجاز هذه حددت بموجب تقديم التسهيلات وتوافر الميزانية.
وقال المصدر إن شركة واحدة فقط تقدمت بعطائها آنذاك من أصل 12 شركة أخرى سحبت كراسة الشروط، مشيراً إلى أن صدور بعض الموافقات من البلدية وغيرها قد يستغرق 3 سنوات في الظروف الطبيعية، لكن إذا كانت الحكومة تتبنى المشروع وجادة في تنفيذه خلال وقت قصير تستطيع ذلك تحت إشراف مجلس الوزراء الذي كلف وزارة المالية بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة.