صانع الفيلم روى قصة جده من جانب إنساني
القضية الفلسطينية... على «خط التماس»
- محمد صفوري وُلد وترعرع في الكويت مكملاً مشواره الأكاديمي في الولايات المتحدة
على «خط التماس»، جلس ما يفوق المئة شخص مساء أول من أمس داخل قاعة «لولوة القطامي» الواقعة في «الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية»، مبدين اهتمامهم الكبير بالقضية الفلسطينية التي طرحها فيلم طوال خمس عشرة دقيقة.
«خط التماس» هو مشروع تخرج لمؤلفه ومخرجه محمد صفوري، الشاب الفلسطيني الذي ولد وترعرع في الكويت ليكمل مشواره الأكاديمي في الولايات المتحدة الأميركية. وبالرغم من صغر سنه، إلا أنه لم ينس القضية الفلسطينية، فاختار منها قصة واقعية كان قد عاشها جده خلال نكبة 1948، روى من خلالها جانباً إنسانياً اجتماعياً من دون التطرق إلى السياسة.
«تمرير الحلم»
تحكي القصة عن شاب يدعى أحمد صفوري، وهو في السادسة عشرة من عمره، ويلعب كرة قدم في أحد الأندية الرياضية داخل دولة فلسطين المحتلة، وتحديداً مدينة حيفا، حيث صُوّر الفيلم.
وخلال إحدى المباريات التي ينتصر بها فريقه، يتم اختياره ليكون لاعباً أساسياً من ضمن لاعبي المنتخب الفلسطيني.
لكن خلال طريق عودته إلى البيت، لاحظ أموراً غريبة تحصل، منها هلع الناس ومحاولة هروبهم، وفور وصوله إلى منزله تلقى الخبر الصاعقة من والده ووالدته اللذين أخبراه بضرورة الرحيل السريع من المنزل والفرار إلى مكان آمن خوفاً من الحرب التي اندلعت في فلسطين.
لكن أحمد يرفض الرحيل معهما بقوله إنه لن يترك أرضه وحلمه، ويخرج إلى الشارع هائماً يفكر في حلمه الذي لن يتحقق والأرض التي سيتركها.
وفي هذه الأثناء يلتقي بعائلته خلال رحيلها ويرافقها بعد أن يمنح كرته إلى أحد الأطفال الذي كان متواجداً في الملعب خلال المباراة، في دلالة على أن الأمل على تحقيق الحلم لن يموت، عبر تمرير حلمه للطفل مع وجود حق العودة لأرض الوطن.
رفض من 60 مهرجاناً
الفيلم الذي جسد بطولته كل من باسل عسكر، فيصل بدور، مصطفى مراد ولينا أبو رزق، تم تصويره خلال فترة جائحة كورونا العام 2020، وتحديداً في شهر أكتوبر، وقد تم تقديمه للمشاركة في 100 مهرجان سينمائي عالمي وعربي، لكنه قوبل بالرفض من 60 منها، بحسب ما كشف عنه المخرج صفوري، موضحاً التحديات التي واجهته.
الجمهوران الأميركي والغربي
فور انتهاء عرض الفيلم، أقيمت جلسة حوارية أدارتها شريفة الخميس عضو مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، والتي أجاب فيها صفوري عن أسئلة العديد من الجمهور، أبرزها قوله إن «(خط التماس) يستهدف الجمهورين الأميركي والغربي بالدرجة الأولى بهدف إيصال الفكرة والقضية الفلسطينية لأكبر عدد من الناس»، موضحاً أن «المغزى من مصطلح (خط التماس)، جاء من ملعب كرة القدم الذي يعبر عن حلم جدي في الاحتراف، وأيضاً كما نعلم أن خط التماس يكون خطاً وهمياً في الحروب ما بين طرفي النزاع».
وأردف: «هدفي من صناعة هذا الفيلم هو رغبتي في أن يعرفوا تاريخ فلسطين الحقيقي، وهذا واجب عليّ، ولم أجد أفضل من قصة جدي التي سمعتها بنفسي، وطبعاً هي قصة تعتبر إنسانية وليست سياسية. وفي النهاية، ستبقى قضية فلسطين تعيش في قلوبنا ومليئة بالقصص التي لا تنتهي، والتي يجب علينا أن نحييها إعلامياً وسينمائياً بشكل أكبر على مستوى العالم».
دواع إنتاجية
أوضح صفوري السبب وراء الثراء في الصورة المرئية أن: «الرواية الصهيونية تقول إنهم من عمروا وزرعوا دولة فلسطين، لذلك حرصت على إظهار مدى تحضرنا في كل شيء وامتلاكنا للثقافة قبل احتلالهم لأرضنا».
وعن السبب وراء غياب المقاومة لدى دخول الصهاينة، قال: «درامياً، وأيضاً لدواعٍ إنتاجية، حاولت قدر المستطاع وضع كامل الأفكار المتاحة في الفيلم، لذلك غاب عنها الشق السياسي من خلال عدم وجود المقاومة والاشتباك لدى دخول الاحتلال».