No Script

الجميع ذاهب إلى التفاوض لكن متى وبأي أوراق؟

خيرسون... مَفصِلُ الحسْم في حرب أوكرانيا

لا حل إلا بالتفاوض لكنه بحاجة إلى نقطة توازن عسكري (ا ف ب)
لا حل إلا بالتفاوض لكنه بحاجة إلى نقطة توازن عسكري (ا ف ب)
تصغير
تكبير

لأن أميركا وروسيا رسمتا الحدود: الأولى بعدم القتال على الأرض أو تسليم أوكرانيا أسلحة تهدد الداخل الروسي، والثانية بقبول تسليم شحنات الأسلحة الغربية لكييف والاكتفاء بمشروع «نوفوروسيا» بدل تحويل كامل الخريطة إلى أرض قتال، كل المؤشرات تؤكد أن الحل في نهاية المطاف لن يكون إلا تفاوضياً، لكنه بحاجة إلى نقطة توازن عسكري لانتقال الجميع من «ميادين القتال» إلى «طاولة السياسة».

في ظل هذه الحقيقة الثابتة، تبرز في المعادلة مدينة خيرسون، التي كانت أوكرانية وأصبحت «روسية»، بالنظر إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي، فهي على الجهة الغربية لنهر دنيبر وتضم ميناء مهماً على البحر الأسود وتشكل منفذاً مهماً إليه.

تعد خيرسون المدينة الأولى التي احتلتها روسيا في الأيام الأولى للاجتياح الذي بدأ في 24 فبراير الماضي، وقيل الكثير حينذاك عن «خيانات» أدت إلى سقوطها.

وفي خضم تواصل المعارك في أكثر من بقعة على الخريطة الأوكرانية، وضعت كييف في الآونة الأخيرة هدف تحرير خيرسون على رأس الأولويات، وتالياً بات مصير المدينة مفصلاً حاسماً لجهة مصير الحرب برمتها، بناء على الاحتمالين الواقعيين:

1- إذا استطاعت أوكرانيا استعادتها فإنها ستفتح الطريق إلى البحر الأسود مع جبهة كبيرة، وستكسر مشروع «نوفوروسيا» ما يؤدي إلى منع الروس من الوصول إلى أوديسا. (مشروع نوفوروسيا هو ربط الدونباس في الجنوب الشرقي بأوديسا في أقصى الجنوب الغربي وخلق دويلات مستقلة لاحقاً).

ونقطة القوة بالنسبة للجيش الأوكراني، تتمثل في أن خلفية المدينة من الشمال والغرب مفتوحة على عمق الأراضي الأوكرانية وخطوط الإمداد التي تصل إلى بولندا، وهو ما يسهل الهجوم بكثافة نيران عالية.

2- إذا استطاعت روسيا الاحتفاظ بمدينة خيرسون، فستذهب إلى طاولة التفاوض بموقع قوة، لأنها عملياً تهدد بعزل أوكرانيا عن البحر «الثاني» وهو البحر الأسود، بعدما عزلتها عملياً عن البحر «الأول» وهو بحر أزوف، بسيطرتها على ماريوبول في 21 أبريل الماضي.

ونقطة القوة الرئيسية بالنسبة للجيش الروسي هو التواصل بين خيرسون وشبه جزيرة القرم، التي تشكل قاعدة إمداد ضخمة للدفاع عن المدينة، كما أن قربها من البحر يجعل من الأسطول الروسي مشاركاً في المعارك، ما يمنح أفضلية للقوات البرية.

في المحصلة، ما هو معروف أن الجميع ذاهب إلى طاولة التفاوض، لكن ما هو غير معروف: متى، وبأي أوراق، وكم سيكون حجم المساحات التي يسيطر عليها عندما يحين وقت الديبلوماسية، وما هي قدرته على الاستمرار في المعركة إذا فشل التفاوض؟

الغرب مازال حتى الآن يمد أوكرانيا بما تحتاجه لمواصلة الصمود والقتال، ونجح بإدخاله منظومة «هيمارس» إلى الساحة، بمنحها أفضلية على القوات الروسية المهاجمة في كثير من المناطق.

روسيا في المقابل ماضية في المواجهة، وتقوم بعمليات تجنيد في نحو 85 مقاطعة، بمعدل كتيبة من كل مقاطعة، تضم الواحدة منها 400 مقاتل، يخضعون لتدريبات لمدة شهر ثم يلتحقون بالمعارك. وهذا يؤشر على أن خططها مبنية على أساس أن الحرب قد تستمر لسنوات.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي