«منظرها يبعث الشجن والكآبة في نفوس المعلمات والمتعلمات»
الأسوار الشاهقة لبعض مدارس البنات... تتنافى والبيئة التربوية
- كُلفتها محدودة... يستطيع قطاع المنشآت استبدالها قبل العودة في سبتمبر
- رفضتها الوزيرة نورية الصبيح في 2009... وكانت رغبة الأهالي عذر المنطقة التعليمية
- مهندسون لـ «الراي»: تعلية الأسوار يهدف لتلافي هروب الطالبات وبسبب حوادث السرقة
خلف الأسوار الكونكريتية الشاهقة، تفتح بعض المدارس أبوابها للطالبات وتمضي رحلة التعليم فيها على تلك الشاكلة، في أجواء تبعث الشجن في نفوس المعلمات والمتعلمات وتتنافى ومقومات البيئة التربوية الجاذبة التي تنادي بها جميع المؤسسات التعليمية في العالم.
المدارس شاهقة الأسوار التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة في منطقة الجهراء، وبعض المناطق التعليمية الأخرى رفضتها - وفق مصدر تربوي - وزيرة التربية الأسبق نورية الصبيح في العام 2009 بسبب شكلها الخارجي غير المقبول، إلا أن المنطقة التعليمية تعذرت آنذاك برغبة الأهالي في حفظ خصوصية فتياتهم.
وأكد المصدر لـ«الراي» أن «ارتفاع أسوار الكونكريت المعتم في هذه المدارس مبالغ فيه جداً، ويتنافى ومقومات البيئة التربوية الجاذبة، حيث تترك هذه الأسوار أثراً نفسياً قاسياً لدى الطالبة، وتخلف ذكرى غير جميلة لديها عن المكان الذي قضت فيه معظم سنوات دراستها».
وقال المصدر «إن قطاع المنشآت التربوية لديه الميزانية الكافية لاستبدال هذه الأسوار قبل العودة الشاملة في العام الدراسي المقبل، خاصة وأن عدد المدارس ذات الأسوار العالية محدود ولا يمثل أي عبء مالي على الوزارة»، مشدداً على ضرورة استبدالها لتكون مثل بقية المدارس الأخرى ذات الشكل الجمالي المقبول في البيئة التربوية.
ودعا في الوقت نفسه إلى عدم الالتفات للمبررات غير المقبولة التي يطلقها البعض تحت ذريعة المجتمع المحافظ وخصوصية الأهالي، حيث لا يوجد في الأمر أي انتهاك للخصوصية أو تعد على المحافظة والدليل وجود العشرات من مدارس البنات الأخرى في المنطقة ذاتها بأسوار منخفضة الارتفاع تبعث الارتياح لدى الناظر إليها.
من جانبهم، تحدث مهندسون في قطاع المنشآت التربوية لـ«الراي» عن أسباب تعلية الأسوار بهذا الشكل، مؤكدين أن من أهمها الحد من عمليات هروب الطالبات وتلافي حوادث السرقة التي تتعرض لها مدارس المنطقة بين الحين والآخر وتقيد ضد مجهول.
وأكد المهندسون أن شكلها الخارجي فعلاً قبيح ومبررات تعليتها لوجودها بين البيوت مرفوضة، حيث إن جميع مدارس البنات موجودة بين البيوت ولم ترصد أي شكاوى في شأنها، مشيرين إلى أن إزالتها واستبدالها بأسوار أخرى أمر سهل، ولا يكلف قطاع المنشآت شيئاً إن كانت لديه الرغبة في ذلك.
هدى الحداد لـ «الراي»: سلبية 100 في المئة وتترك ذكرى سيئة
وصفت الموجهة النفسية في وزارة التربية هدى الحداد ارتفاع أسوار بعض مدارس البنات بأنها من الأمور السلبية التي لا تترك لدى الطالبة إلا الذكرى السيئة التي ستكون لها انعكاساتها النفسية على المدى الطويل.
وبيّنت الحداد لـ«الراي»، أن الطالبة لن تشعر أنها موجودة في مؤسسة تعليمية تربوية، بل كأنها بمكان يحبس حريتها، فيما من المفترض أن تشعر بجمال المكان كي تحبه وترغب بارتياده يومياً، مؤكدة أن المقاول الذي صمم السور بهذا الشكل لم يلتفت إلا إلى الجانب المادي فقط، وتناسى الجانب النفسي والتربوي لدى المعلمة والمتعلمة.
الشكل مأسوي
قال مصدر تربوي لـ«الراي»، إن أسوار هذه المدارس من الداخل تكون منخفضة، وقد لا يتجاوز ارتفاعها المترين فقط فيما يبدو ارتفاعها من الخارج فقط، مؤكداً أن شكلها الخارجي مأسوي ويحتاج فعلاً إلى إزالة فورية واستبداله بأسوار مكشوفة.
5 مبررات لتعلية الأسوار
1. تعرض 12 مدرسة في الجهراء للسرقة والتخريب.
2. هروب متكرر للطالبات في بعض المدارس.
3. شكاوى أولياء الأمور بسبب خصوصية الطالبات.
4. رغبة إداراتها المدرسية لحفظ خصوصية المعلمات.
5. موقع المدارس بين البيوت يجعلها عرضة للناظرين.