لعلاقاتنا الشفافة نحن في حاجة مستمرة إلى أن نضفي على علاقاتنا مسحة من التأنق والشفافية واللمسات الحانية، فذاك وجه من وجوه السمو الإنساني، ووجه من وجوه كبح الوحش الكامن في داخلنا، وهو أيضاً ضروري لتسهيل الحياة، وجعلها أكثر دفئاً ونمواً. ولن نحصل على هذه العلاقات إلا إذا أطرناها بإطارين هما المشروعية والاعتدال.
علاقاتنا تصبح عامل تناقض وهدم في حياتنا بدل أن تكون عامل بناء وتقدم، إن فقدت وسائل الشفافية في العلاقات لإطار المشروعية. وإن فقدها لإطار الاعتدال يجعلها تقع في حيز التطرف الذي يفضي في النهاية إلى ضد ما أوجدت من أجله، فالفضيلة خُلقٌ وسلوكٌ يقع بين رذيلتين.
الذي يمنح علاقاتنا الشفافية أمور كثيرة ومتداخلة، منها: التجهم في وجوه الناس، لا يحل أي مشكلة، ولا يعطي صاحبه وزناً إضافياً، لذا فلنحاول دائماً أن نبتسم... فالقادرون على الابتسام في معظم الأحيان، هم الصفوة، لأنّ كل واحد منا قادر على أن يعبس في وجوه الآخرين. إذا تجادلنا وتناظرنا حول موضوع ما فسوف نُبلور أفكاراً، وربما غيّرنا بعض القناعات، وربما أثبتنا أننا نتمتع بدرجة عالية من الفهم والاطلاع. ولكن ربما خسرنا علاقتنا بأخ آذيناه في نقاشنا، ولذا فلا بد من موازنة دقيقة بين ثمرات ذلك والأضرار المترتبة عليه، ولتكن قناعتنا «نتناقش وننقد ولكن في ظل علاقة حميمة».
مهما اختلفنا في رؤية الأشياء، فإن هناك هامشاً ثقافياً مشتركاً، فلنحاول دائماً توسعة ذلك الهامش وإثراءه، فذاك أفضل سبيل لبناء حياة عامة آمنة ومنتجة. لنستخرج النبل الذي في نفوس الآخرين من خلال تقدير جهودهم، والثناء على أعمالهم ومواقفهم الجيّدة.
M.alwohaib@gmail.com
mona_alwohaib@