No Script

إطلالة

هجوم دونالد ترامب

تصغير
تكبير

بينَ فَينةٍ وأخرى يحاول الرئيس السابق للولايات المتحدة دونالد ترامب تشويه سُمعة الرئيس الحالي جو بايدن، وكان ذلك منذ بداية السباق الرئاسي وحتى مغادرته مكتبه في البيت الأبيض، ومروراً بمحاولاته الفاشلة مع أنصاره على قلب نتيجة الانتخابات الرئاسية والتي خسر فيها أمام منافسه جو بايدن خسارة بالغة رغم طموحه بالبقاء على سدة الرئاسة حتى آخر يوم، وعدم استسلامه للرحيل بسهولة، ولذلك يعتقد ترامب أن الرئيس جو بايدن هو أحد أسباب خسارته ويجب الانتقام منه بكل الوسائل المتاحة.

وفي الآونة الأخيرة عاد دونالد ترامب إلى واشنطن للمرة الثانية منذ مغادرته البيت الأبيض ليلقي خطاباً مشابهاً لمستوى خطاباته السابقة أثناء حملته الرئاسية التي سبق لها وأن تميّزت بالطرح الجريء والأسلوب الحاد، فقد عاد ليكون حاضراً أمام مناصريه في تلميحاته المباشرة وليذكر الجميع إلى احتمال ترشحه لولاية جديدة في عام 2024، ومشيراً بخطابه إلى أن السياسة الحالية جعلت الولايات المتحدة الأميركية تركع على ركبتيها وتتعرّض إلى الإذلال تلو الآخر في عهد سلفه. لقد كان حضوره بدعوة معهد «أميركا فيرست بوليسي» للأبحاث الذي يديره حلفاؤه، وقدّم ترامب فيها خطة عمل جديدة وكأنه يقول أمام الملأ:«أنا الرئيس الجمهوري الذي حتماً سيعود إلى البيت الأبيض في عام 2024، وقد ركّز في خطابه على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة على مواضيع سياسية اقتصادية متعددة خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الهجرة والجريمة التي دائماً ما يعطيها أولوية في عهده تحت شعار«make America ِِِِِِgreat again»، وهو الشعار الانتخابي الذي سار على نهجه، ولكنه لم يكتمل حسب رؤيته، حيث يستعد ترامب لعودة مرتقبة قائلاً: ليس لدينا خيار آخر بعد رسم صورة قاتمة للبلاد!

في حين لم يتطرّق أبداً إلى الصورة القاتمة التي تركها أنصاره في أحداث 6 يناير 2021 وهو اليوم الأسود الذي اقتحم فيه أنصاره الكونغرس بالقوة في محاولة يائسة لمنع المصادقة على نتائج الانتخابات الرئاسية!

والغريب في الأمر عدم تطرّق ترامب في خطابه الأخير عن التزوير الانتخابي أو سرقة الانتخابات كعادته، ولكنه سلّط الضوء على تاريخ فوزه للمرة الأولى حينما خاض السباق الرئاسي في عام 2016 عندما كانت الولايات المتحدة تعاني من التدهور الاقتصادي الذي تميّز بالركود، ثم قال لقد خضتُ السباق مرة ثانية وفزتُ بأصوات أكثر، وكأنه يتفاخر بفوزه للمرة الثانية ليوصّل رسالة للشعب الأميركي على نيته النزول للسباق الرئاسي للمرة الثالثة قريباً، مضيفاً كان يجب على بلادنا العظيمة أن تتعلم كيف تتعامل مع الإذلال التاريخي تلو الآخر على المسرح العالمي، ففي الداخل حقوقنا وحرياتنا الأساسية هي تحت الحصار، وهي إشارة واضحة لسياسة الرئيس الحالي جو بايدن، ففي عهده كانت سياسته مختلفة تماماً إذ سيطرت على قضية موارد الطاقة وحافظت على أسعار البنزين بحيث كانت منخفضة، مضيفاً أن الولايات المتحدة كانت تحظى باحترام في العالم أي على عكس ما نشاهده اليوم، وقال متألّماً: لقد تمزّق الحلم الأميركي إلى أشلاء، والآن يركع بلدنا العظيم على ركبتيه، فالولايات المتحدة اليوم تتوسّل إلى الدول الأخرى من أجل الطاقة وتتحرّك نحو الجحيم بسرعة كبيرة على حد قوله، كما قال لم يشهد في عهده هذا التضخم وهذا الارتفاع في أسعار البنزين التي تضرب أرقاماً قياسية وأثارت سخطاً شعبياً.

ثم انتقد الوضع الأمني قائلاً إن ملايين المهاجرين يغزون الحدود غير المحمية، حيث يذكر أن دونالد ترامب هو الرئيس الذي سعى جاهداً نحو إقامة جدار فاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك للحد من الهجرة والمهاجرين.

ويبقى السؤال هنا: لماذا يريد الرئيس السابق العودة ليكون رئيساً للولايات المتحدة مرةً أخرى، وهو لم يكمل شعاره الانتخابي للمرة الثانية على التوالي، فهل يسعى إلى إعادة العنصرية وإعادة قضية الجدار العازل مرةً أخرى؟!

ولكل حادثٍ حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي