أضواء

الشعبويّة تتمدّد في أوروبا

تصغير
تكبير

أصبحت أوروبا مرتعاً لظاهرة اليمين المتطرّف ورديفتها الشعبويّة، التي بدأت تتزايد منذ سنوات في دول الاتحاد الأوروبي وبخاصة الكبرى منها، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وأخذت منحى فاشستياً ينشر الكراهية ضد الأجانب وبخاصة المسلمين، وينادي بمنع الهجرة مبررة ذلك بالحفاظ على الهوية الثقافية الأوروبية من الثقافات الدخيلة تحت شعار (أوروبا للأوروبيين)، وقد لاقى قبولاً لدى شريحة لا يستهان بها في فرنسا حيث نجحت اليمينية المتطرفة مارين لوبان في تعزيز موقعها المعارض في الجمعية الوطنية وأصبح حزبها «حزب الجبهة الوطنية» ثاني الأحزاب الرئيسية، وكانت المنافس الند للرئيس ماكرون في الانتخابات الرئاسية الماضية.

في ألمانيا ساهم الشعبويون ويمثلهم (حزب البديل من أجل ألمانيا) في ثني المستشارة السابقة ميريكل عن قبول المزيد من اللاجئين التي ارتأت أن ألمانيا بحاجة إليهم خاصة من المتعلمين وحملة الشهادات بعد موجات اللاجئين التي غادرت منطقتنا العربية بعد (ثورات الربيع العربي).

موجة اليمين المتطرّف ضربت كذلك إيطاليا ويركبها حزب (إخوان إيطاليا) بزعامة اليمينية المتشددة جورجيا ميلوني ولا غرابة في ذلك فإن إيطاليا كانت دولة فاشستية بزعامة موسوليني قبل هزيمتها في الحرب العالمية الثانية!

رئيس الوزراء الهنغاري أوربان وهو يميني متطرّف لم يتمالك نفسه وصرّح (بخطورة تواجد مجموعات بشرية من أجناس مختلطة) في بلاده.

لا أدري بأي منطق أعربت مبعوثة الولايات المتحدة ضد العداء للسامية ديبورا ليبستاد عن انزعاجها من تصريح أوربان واعتبرته استحضاراً للعنصرية النازية بينما بلادها غارقة في دعم السياسة الفاشستية الصهيونية في فلسطين المحتلة، ورئيسها السابق ترامب كان مثالاً صارخا «للشعبوية».

واضح أن الشعبويّة في أوروبا أصبحت قوة فاعلة في منافسة الأحزاب الرئيسية التي تسيطر على الساحة السياسية، بعد إجادتها اللعب بورقة الصعوبات الاقتصادية والدفاع عن الهوية أمام خطر المهاجرين، وصارت تثير قلق الأوروبيين بأنها تكسب المزيد من التأييد الشعبي و باتت تهدّد قيم أوروبا الديموقراطية وتمهد بعودة المشاعر الفاشستية وتنذر بتفكيك الاتحاد الأوروبي مستلهمة بذلك خروج بريطانيا منه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي