من منظور آخر

ما دور الإعلام في القضايا النسائية؟

تصغير
تكبير

نيرة أشرف، الفتاة التي قتلت أمام مقر دراستها في إحدى الدول العربية، ظل تداول الخبر لأسابيع عدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بسبب التفاصيل التي يعلن عنها الإعلام بين حين وآخر، مثل تقرير الطب الشرعي الذي يثبت عذريتها، وقصة قاتلها الملتزم.

سأنقل لكم هنا كيف يؤثر الإعلام والصحافة، والإعلام الحديث مثل مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الحسابات الاخبارية على الرأي العام، وحتى على أفكار الأفراد، ولماذا ينحاز إلى الرجل عند نقل الخبر؟

لسنوات طويلة حبست النساء ومنعت عن العمل، وكان من المعيب أن تعمل المرأة خاصة في مجال الإعلام والصحافة، فكان للرجل النصيب الأكبر بتلك الوظائف وبطبيعة الحال سيقود هذه المؤسسة حسب أفكاره ومعتقداته والتي غالباً ما تكون ذكورية، سواء عن عمد أو غير عمد، فتدخل تلك الأفكار في البيوت والعقول عن طريق الأعمال الدرامية أو الأخبار، وغالباً دون إدراك من المتلقي، فمثلاً نجد عند خبر تحرش رجل بامرأة يكتب الصحافي: «معجب»، وعند خبر الاغتصاب يصاغ بـ اعتداء، وحتى في قضية نيرة أشرف قرأنا جميعاً بأن القاتل كان متدينا من أجل كسب تعاطف الرأي العام، في حين كتب عن نيرة بأنها لم تفقد عذريتها مما يشكك القارئ عن السبب.

وعندما أعلنوا خبر فوز بطلة عربية في الأولمبياد كان يسبق الخبر بأنها المرأة التي خلعت حجابها، بالرغم من أن ذلك ليس له أي علاقة ببطولتها، بنظري اليوم بأن الإعلام والصحافة صارا يفضحان قضايانا كنساء دون قصد، التدخل بخيارات المرأة، محاولة تلميع الجاني ولوم الضحية وغيرها من الأمور التي نعاني منها في الحياة الواقعية اليومية، لكن علينا أن نكون أكثر وعياً ونواجه أي إعلام انحيازي وذكوري فهو له دور في بناء ثقافة المجتمع الذي يتعامل مع كل القضايا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي