انتشار «مُخيف» لخلطة تمزج مخدّر «لاريكا» مع عصائر بسكريات مرتفعة

عصير «لولو الملغوم» بـ... 5 دنانير!

خلط «لاريكا» بالعصير أحدث وسائل ترويج المخدرات
خلط «لاريكا» بالعصير أحدث وسائل ترويج المخدرات
تصغير
تكبير

- العصائر المضروبة بـ «مسميات غرامية» أصبحت أفخاخاً لاصطياد الفتيات المُدمنات
- مصادر أمنية مطلعة لـ «الراي»:
- «الداخلية» سيّرت دوريات راجلة ووضعت نقاط تفتيش ضبطت من خلالها متعاطين
- أكثر فئة مستهدفة هي الشباب والرجال ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً
- بعض المحال يضع علامة يعرفها الزبائن تدل على وجود العصائر الملغومة
- السعر المنخفض يستقطب أعداداً كبيرة من الشباب والشابات
- معظم المواقع المشبوهة في الجهراء والفروانية والعاصمة والأحمدي
- كميات يتم تهريبها من المنافذ على الرغم من يقظة رجال الأمن والجمارك
- أكثر دول تأتي منها الكميات هي العراق وإيران ودول شرق آسيا
- على جميع الجهات المعنية وأفراد المجتمع تحمل مسؤولياتهم

لا يتوقف مروّجو المخدرات وتجارها عن ابتداع وسائلهم والطريقة التي يصطادون بها فرائسهم، أو يروّجون بضاعتهم، بشكل أو بآخر بعيداً عن أعين الجهات الرقابية والأمنية.

ومن آخر ما توصّلت إليه أفكارهم «الشيطانية»، وسيلة يروجون بها سلعهم، ويحققون من خلالها أكبر قدر من النشوة للمتعاطين، وذلك من خلال خلط مخدر «لاريكا» (الذي يطلق عليه في أوساط المدمنين أسماء مثل «لولو» و«الصاروخ») بعصائر مُعيّنة مرتفع السكريات، الأمر الذي يجعل تأثيره أقوى، وهو ما انعكس على الطلب المتزايد لهذا «العصير الملغوم» الذي يتم ترويجه بطرق متنوعة وعشوائية، حيث أصبحت بعض المواقع بؤراً لتوزيع المخدرات عبر العصائر.

وأُطلق على هذا النوع من العصائر بعض «المسميات الغرامية» التي يعرفها زبائنها، بل أصبحت هذه العصائر الملغومة أفخاخاً ينصبها بعض الشباب، عبر وضعها في مقدمة السيارة، لاصطياد بعض الفتيات من مُدمنات هذا النوع من المخدرات.

ومع ارتفاع الأصوات التي تحذر من خطر هذه الظاهرة، وضرورة وضع حد لتجار العصائر الملغومة، أماطت مصادر أمنية مطلعة اللثام عن بعض ما يجري في هذا الإطار، موضحة لـ«الراي» أن «الجهات الأمنية لاحظت في الآونة الأخيرة، أن هناك بعض مواقع بيع العصائر تجني أموالاً طائلة، بسبب بيعها مواد مخدرة (كاميكال، شبو، لاريكا) عبر خلطها مع عصائر يوجد بها نسبة سكريات كبيرة»، مشيرة إلى أن «أكثر فئة مستهدفة هي الشباب والرجال ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاماً، لسهولة وجود مروجين يستغلون بعض المحال ومواقع بيع العصائر».

وكشفت المصادر أن «مما تم رصده أن يضع بعض أصحاب المحال علامة تدل على وجود العصائر الملغومة بمواد مخدرة، يعرفها الزبائن، من خلال إشارات متفق عليها، عبر الترويج المسبق لذلك، وهناك البعض ممن يروّجون للمخدرات بطريقة احترافية قوية جداً، ويتم بيع زجاجة العصير المخلوط بمواد مخدرة بنحو 5 دنانير، وهذا السعر زهيد، وهو ما يستقطب أعداداً كبيرة من الشباب والبنات للإقبال عليه».

وأكدت المصادر الأمنية أنه «من خلال مراقبة رجال المباحث لبعض المواقع المشبوهة، وأغلبها في محافظات الجهراء والفروانية والعاصمة والأحمدي، تم ضبط العديد من البائعين في المحال من جنسيات عربية، واكتشاف أنهم يجنون أموالاً طائلة، عبر ترويج المواد المخدرة بالعصائر واستدراج الشباب والبنات لشرائها»، لافتة إلى أن «عصيراً مشهوراً يتم خلطه بالمخدرات، وأصبح وسيلة رائجة لتناوله بين المتعاطين».

ومن بين الخطوات التي اتخذتها الجهات الأمنية بعد ورود شكاوى في هذا الأمر، تسيير دوريات راجلة، ووضع نقاط تفتيش بشكل دقيق، وفق المصادر، التي أشارت إلى أنه تم ضبط عدد من المتعاطين عبر العصائر التي كانت بحوزنهم.

ولفتت إلى أنه «على الرغم من يقظة رجال الأمن والجمارك، وعملهم على قطع الطريق على تجار المخدرات وتجفيف منابعه، فإن هناك كميات يتم تهريبها، سواء من المنافذ البرية أو البحرية أو حتى الجوية، وأكثر دول تأتي منها الكميات هي العراق، وإيران، ودول شرق آسيا».

وختمت المصادر بدعوة جميع أفراد المجتمع إلى تحمل مسؤولياتهم، «فالجهات المعنية مطالبة بتكثيف جهودها على جبهتي منع تهريب المخدرات وملاحقة المروجين في الداخل، فيما يجب تفعيل الدور المجتمعي، بدءاً من الرقابة الأسرية للأبناء، مروراً بدور جمعيات النفع العام في هذا الإطار، وصولاً إلى وزارة التربية لمحاربة هذه الآفة التي أصبحت ظاهرة تنعكس على سلوكيات الشباب في المجتمع، من خلال ما تخلفه هذه المؤثرات العقلية من جرائم قتل وسطو مسلح ومشاجرات».

الخلط... خطرٌ قد يُفضي للموت

| كتب عمر العلاس |

يميل المدمنون إلى تجريب المواد المخدرة أو المنشطة للوصول إلى نشوة مزيفة عن طريق خلط أدوية وبعض المخدرات، ومن ذلك خلط حبوب «لاريكا» مع مشروبات الطاقة أو بعض العصائر، للاعتقاد الخاطئ بالوصول إلى مزيد من الشعور بالنشوة أو للتغلب على طعمها غير المستساغ.

وتؤكد مصادر صحية أن ذلك يعرض الجسد إلى خطر بالغ قد يكلف الشخص حياته، فخلط حبوب «لاريكا» مع العصائر أو الكحول قد يؤدي إلى تثبيط الجهاز العصبي المركزي، وهو ما ينعكس على معدل التنفس فيجعله بطيئاً، الأمر الذي يسبب فشلاً تنفسياً. كما أن هناك مجموعة من الحيل التي يروج لها البعض لخداع تحليل المخدرات أو بعض الأدوية إذا كان تعاطيها يتم من دون وصفة طبية.

وكشفت مصادر صحية لـ«الراي» أن تلك الحيل لا تفيد، مشيرة إلى أن من بينها تناول كمية كبيرة من الماء قبل التحليل أو تناول عصير التوت أو الخل لأنهما يتفاعلان مع المادة المخدرة، ما يشوش على بقائها في التحليل، لكن التحاليل الحديثة تقوم بإظهار كامل التفاصيل.

متى تحوّل «لاريكا» إلى مخدرات؟

يُستخدم «لاريكا» في علاج الكثير من الأمراض المرتبطة بآلام الأعصاب، لكن مع صعوبة الحصول على «الترامادول» وارتفاع سعره، اتجه الكثير من الشباب لإدمان «لاريكا» بدلاً منه.

ومع اشتهار «الترامادول» في الأعوام القليلة الماضية وتركيز الحملات الأمنية عليه في العديد من الدول العربية، وجد بعض الشباب ضالتهم في حبوب «لاريكا»، ليصبح أحد أحدث أنواع المخدرات التي تنتشر بسرعة كبيرة ورهيبة بين فئات الشباب.

وبحسب الأوساط الطبية، فإن تناول «لاريكا» لا يسبب الإدمان من أول مرة، وإنما في حالة التعاطي طويل الأمد.

التجريم في الكويت

اعتباراً من مايو 2021، أصبح دواء «لاريكا» محظوراً في الكويت، مع صدور قرار منع تناوله من دون وصفة طبية في الجريدة الرسمية، حيث تصل عقوبة التعاطي إلى 5 سنوات والإتجار إلى 10 سنوات.

وأكد مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالإنابة العقيد محمد قبازرد، في بيان صدر آنذاك، أنه تم إعداد دراسة حول مادتي Pregabalin وGabapentin (الاسم التجاري: لاريكا ونيورنتين) اللذين يستخدمان لأغراض طبية، حيث يتم استغلالهما من تجار السموم.

وأفاد أن هذه المواد تسبب الإدمان عند إساءة استخدامها، وأنه يتم جلبها في الغالب على هيئة مسحوق من إحدى الدول الآسيوية ويتم تصنيعها محلياً، وأحياناً صرفها من الصيدليات بوصفات طبية غير صحيحة.

وأوضح أن الدراسة التي أجرتها «مكافحة المخدرات» منذ أكثر من عام (أي في 2020) تم رفعها إلى القيادة العليا لوزارة الداخلية التي وجهت بضرورة تكاتف الجهود بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات الشأن، من أجل سد جميع الثغرات أمام جميع المروجين والمتعاطين لهذا العقار، الذي لم يكن مُجرماً أو مُدرجاً في جدول المخدرات والمؤثرات العقلية.

4 مراحل للعلاج

إن مجرد سحب «لاريكا» من الجسم، لا يعني تخليص المدمن من الإدمان، ولكنها مجرد مرحلة أولية للوصول إلى العلاج النهائي، نظراً للتأثير النفسي البالغ الواقع على المدمن، والسلوك الذي اكتسبه من بيئة الإدمان والذي يقف عائقاً أمامه وأمام الاندماج مع المجتمع مرة أخرى. لذلك تم وضع 4 مراحل للتخلص من السموم والحماية من الانتكاسة، وتطوير قدرات المدمن ليتمكن من النجاح، هي:

1 - سحب السموم يتم سحب سموم «البريجابالين» من الجسم بشكل تدريجي حتى يختفي تماماً، وذلك يتم في غضون أسبوعين أو يزيد بحسب نسبة المخدر داخل الجسم.

2 - العلاج النفسي تخليص المريض من الأمراض التي أصابته، وإعادة الاتزان النفسي، ومستويات الإدراك الطبيعية له.

3 - تأهيل السلوك هذه المرحلة من العلاج تهدف إلى تمكين المريض من التصرف بطريقة سوية، وإزالة كل الأفكار والمعتقدات التي تخص بيئة الإدمان، وذلك يمكنه من الانخراط في المجتمع بشكل صحيح، من دون التعرض لأي ضغوطات نفسية.

4 - المتابعة في سبيل التخلص من إدمان «لاريكا» بشكل نهائي، تهدف المرحلة الرابعة إلى متابعة المريض بعد الخروج من مركز العلاج، بهدف تجنيبه الضغوط، وتحفيزه وتنمية قدرته لمواجهة التحديات في الحياة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي