بالقلم والمسطرة

قبل اختفاء الوزير!

تصغير
تكبير

عندما يكون هناك حديث عن التغيير إلى الأفضل، ونجد الأمور كما هي من دون تحسين، أو أن الموضوع مجرد كلام في كلام مبني على شيء ما ربما، وأكرر ربما يحدث في المستقبل من دون تخطيط حقيقي وتنفيذ فعلي وتجد بعدها الحال لا يتحسن بشكل ملموس، فإن ذلك يؤكد وجود أخطاء كبيرة.

فالتغيير يرتكز بالطبع على عوامل القوة المالية والإدارية واتخاذ القرارات الحاسمة من دون مجاملات أو ضعف أو تردد معتاد، فإذا لم يحصل التطوير المطلوب بعد استقالة الحكومة وتكون حكومة جديدة بمعنى الكلمة، عندها نتذكر المقولة الشعبية «لا طبنا ولا غدا الشر».

لذلك فإن المهم للحكومة المرتقبة أن يكون لها النهج الجديد المؤسسي بعيداً عن الارتباط فقط بتغيير بعض الوجوه من دون أن يكون لديها خطة وقفزات نوعية يفترض أنها تمشي عليها، وضرورة ترك الداء السياسي والمتمثل بالمحاصصة والمجاملات السياسية المتربطة بها والتي تؤخر البلد وتعطل الإصلاحات المطلوبة وحصر دائرة الاختيار في بعض الأشخاص ذوي الوضع الذهبي ومن لديه كرت خاص مكتوب عليه «هذا ولدنا»!

و ربما يفتقر ذلك المرشح المحظوظ لأدنى المواصفات القيادية أو ليس لديه الخبرات العلمية أو العملية المطلوبة، والخسارة تكون كالمعتاد لمصالح البلاد والعباد، لذلك فإن دور الوزير مهم ويجب أن يكون دقيقاً في تحرى الأوضاع داخل وزارته ومتخصصاً في المجال نفسه، ويضع بدوره الشخص المناسب في المكان المناسب.

والمهم ألّا يخشى الضغوطات السياسية فهذا المنصب ليس «بشت ووجاهة وصور في الجرائد»، بل هو أمانة كبيرة أمام الله عز وجل ثم الشعب.

كذلك يجب أن يكون الوزير لديه القدرة على التعامل مع لغة الأرقام والإحصائيات والجداول البيانية والتي تقيّم الأوضاع وتساهم في قياس الأهداف. وتلك الأرقام يجب أن يستوعبها الوزير نفسه على الأقل ليشعر المواطنين أنه فاهم لعمله!

والأداء التقني يساعد الوزير نفسه إذا كان مجتهداً في عمله لتقييم عمل العدد الكبير من القياديين والمستشارين والوكلاء المساعدين التابعين له، وبالتالي يقدم الحلول المطلوبة ضمن مراحل وخطوات متدرجة ويشرحها بشكل دوري وعلني أمام الإعلام، ويكون ذلك مع التنسيق الحكومي الشامل حتى يكون نهجاً مؤسسياً للدولة وتطبيقاً للكلمات الرنانة، مثل «الميكنة» و«الرقمنة» مع ضرورة عمل «رجيم» للجهات الحكومية نفسها لتقليل عددها المتزايد! بحيث تضعف التكسبات السياسية وكثرة القياديين وهدر الأموال نتيجة ذلك!

وقبل اختفاء الوزير من المشهد السياسي! وخروجه من الحكومة المستقيلة، من المفترض أن يقوم بتقديم تقرير مفصل وبالأرقام عن أداء وزارته حتى نعرف ما كان من عمل، وما هي نسبة انجازه للخطط المتربطة فيه، وذلك بالطبع جزء من الخطط والترابط والشفافية المفترض أن الحكومات المتعافية تمشي عليها!

فأحد مقاييس النجاح في الأداء الحكومي يكون بقلة الأوراق والطوابع والتنقل بين وزارة وأخرى، على العكس من حركة العالم المتقدم والمستغني عن الأوراق اليدوية، وكذلك ضرورة تفعيل المشاريع الضخمة الاقتصادية وتطوير الخدمات الصحية وعلاج التركيبة السكانية وتخفيف زحمة الطرق وفرض الهيبة بشكل أكبر. وما سبق جزء من تحديات ومزمنة تحتاج حلولاً واقعية وأصحاب قرار بعيداً عن ذلك التنظير المعتاد، والله عز وجل المعين في كل الأحوال.

Twitter @Alsadhankw

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي