إنجاز البنية التحتية لـ 9800 وحدة سكنية منذ سنة بلا تحركات للبناء... وتجاهل لإقرار ميزانياتها

بيوت «النعايم» الشعبية... متى ترى النور؟!

تصغير
تكبير

مع الانتهاء من إنجاز المرحلة الأولى من مشروع المساكن الميسرة «البيوت الشعبية» الخاصة بإنشاء البنية التحتية لـ9800 وحدة سكنية في منطقة النعايم على طريق السالمي منذ عام تقريباً، يتساءل الكثيرون من مستحقي الرعاية السكنية عن مصير كل من منطقتي الصليبية وتيماء المملوكتين للمؤسسة العامة للرعاية السكنية، ولم تدرجا ضمن مشاريعها المستقبلية حتى الآن، وما سر بقاء هاتين المنطقتين على وضعهما، وهل هناك شيء يطبخ لهما في الخفاء؟

فاليوم، وبعد مرور أكثر من 50 سنة على إنشاء منطقتي الصليبية وتيماء المخصصتين للبيوت الشعبية التي انتهى عمرها الافتراضي، والنظر لحيوية موقعيهما وقربهما من الخدمات، قامت المؤسسة العامة للرعاية السكنية بتنفيذ مشروع المساكن الميسرة كبديل عنهما، لنقل مستحقي البيوت الشعبية للسكن في المدينة الجديدة، وتفريغ المنطقتين وإعادة تخطيطهما وصرفهما كقسائم سكنية للمواطنين مستحقي الرعاية.

ومن هنا تتولد قضايا كبرى عدة في هذا المشروع الحيوي، أولها من المسؤول عن عدم إدراج ميزانية إنشاء الوحدات السكنية في مشروع المساكن الميسرة حتى الآن؟ رغم أن المخطط له أن تنتهي المنطقة وتسلم لمستحقيها في نهاية عام 2024، فهل تخفيض الميزانيات وتداعيات الأزمة السياسية في مجلس الأمة هي السبب؟ أم أن هناك من يحاول تحوير مشروع الصليبية وتيماء لصالح المطور العقاري من قبل المؤسسة العامة للرعاية السكنية؟

وأما القضية الثانية، في التساؤل عن مصير المواطنين المستحقين للرعاية السكنية الراغبين في هذه المناطق الحيوية، فهل يتم التكتم على المشروع وتعطيله لتسويق المناطق والمدن البعيدة عن المحيط العمراني، مثل مدينة الشيخ نواف الأحمد ومدينة الصبية ومدينة الخيران؟ «الراي» تلقي الضوء على دور كل جهة معنية بالملف. «السكنية» والشفافية

انتهجت المؤسسة العامة للرعاية السكنية نهج الشفافية في التعامل مع القضية الإسكانية خلال العقد الماضي، وكشفت عن مشاريعها وميزانياتها وجداول التنفيذ ولم تخف أي معلومات تتعلق في المشاريع الإسكانية ومدة تنفيذها والميزانيات الخاصة بهذه المشاريع، وحتى المعوقات كانت مطروحة على جدول أعمالها ويتم التعاطي معها بكل شفافية.

ولكن مع دخول العام الجاري، بدأت تتغير سياسية المؤسسة في حجب جدول تنفيذ المشاريع الإسكانية الشهري ونسب الإنجاز، وتكتمت عن طرح مشاريعها الإسكانية الجديدة وأخذت منحنى تراجعيا في مبدأ الشفافية، وخاصة في مشروع منطقتي الصليبية وتيماء والتي شارفت على الإخلاء خلال عامين أو أكثر قليلاً. فالمشاريع الإسكانية تحتاج دراسات طويلة وتخطيطا وغيرها لتدرج من ضمن البدائل الاسكانية المتاحة لمستحقي الرعاية السكنية، ولكن المؤسسة لم تكشف أياً من هذه الدراسات أو الأهداف التي تسلط الضوء على مصير منطقتين حيويتين مرغوبتين من قبل المواطنين حتى الآن.

«المجلس»... أحد أسباب التعطيل

ساهم مجلس الأمة في تعطيل الكثير من المشاريع الحيوية في دولة الكويت، وعلى رأسها المشاريع الإسكانية والتي تمثل أولوية للمواطن الكويتي، من خلال المنازعات والمناكفات السياسية التي عطلت قيام مجلس الأمة بدوره الرئيسي، واتجهت إلى منحنى سياسي متحيز، من دون النظر لما آلت إليه أولويات المواطن الكويتي ومعاناته من القضية الإسكانية.

فقائمة الأنظار بلغت حتى يناير 2022 ما يزيد على 94 ألف طلب إسكاني، تمثل 94 ألف أسرة كويتية مصيرها معلق في طرح البدائل الإسكانية المناسبة وتوفير الميزانيات الخاصة للمشاريع الإسكانية ومعالجة احتكار الأراضي من قبل بعض مؤسسات الدولة، ودعم ميزانية بنك الائتمان الكويتي، بشكل كافٍ، ومعالجة ارتفاع أسعار مواد البناء وشح الأيدي العاملة في قطاع مقاولات البناء وارتفاع أجورهم وغيرها.

فالدور المطلوب من مجلس الأمة كبير جدا في معالجة القضية الاسكانية، وعلى اللجنة الإسكانية أن تنظر في مصير منطقتي الصليبية وتيماء، وتساهم في سرعة إدراجهما من قبل المؤسسة العامة للرعاية السكنية من ضمن البدائل الإسكانية وتوافر الميزانية المناسبة للتخطيط وتنفيذ البنية التحتية لتوزع على مستحقي الرعاية السكنية على المخطط مع الانتهاء من إخلائهما مباشرة إنصافا للمواطن.

المساكن الميسرة... موقع متكامل

ذكرت المؤسسة العامة للرعاية السكنية أن مشروع المساكن الميسرة والذي يبعد عن مدينة الجهراء 35 كم جنوب طريق السالمي، يتم تنفيذه على مساحة 830 هكتارا، ويشمل 9800 وحدة سكنية بمساحة 200 متر مربع للوحدة الواحدة، ويحتوي على 12 مدرسة حكومية، و7 مساجد، ومخفر شرطة، ومركز صحي، ومركز اسعاف، ومركز لتنمية المجتمع، ووحدة اجتماعية، وفرع غاز وسوق مركزي.

وبينت أن المشروع يتضمن مساحة للسكن الخاص تقدر بـ 5.144.300 متر مربع، ومنطقة سكن استثماري بمساحة 48 ألف متر مربع، ومبان عامة وخدمات على مساحة 1.047.000 متر مربع، ومنطقة حرفية بمساحة 169.6 ألف متر مربع، ومناطق خدمات بنية تحتية تتضمن أبراج مياه علوية، ومحطة معالجة صرف صحي بمساحة 204.9 متر مربع، بالإضافة إلى طرق رئيسية بمساحة 1.554 مترا مربعا، وحزام شجري عازل لصد زحف الرمال الناجم عن طبيعة المنطقة.

وأوضحت أن تكلفة المشروع بلغت 68 مليون دينار، ومن المتوقع أن يخدم 88 ألف نسمة، بالإضافة الى تسلم وزارة الكهرباء والماء أيضا محولات الكهرباء الفرعية والبالغة 150 محولاً، جهد 11 كيلو فولت.

واعتمد قطاع التخطيط والتصميم في المؤسسة العامة للرعاية السكنية التصاميم الخاصة ببناء بيوت منخفضة التكاليف، وبانتظار قرار مجلس إدارة المؤسسة لإدراجها ضمن ميزانية السنة المالية الجديدة لتنفيذ بناء البيوت والمباني العامة.

«الصليبية» و«تيماء»... نمو عمودي!

رغم علم سكان منطقتي الصليبية وتيماء بقرب انتهاء مشروع المساكن الميسرة البديل لمنطقتي الصليبية وتيماء، إلا أن التجاوزات في البناء زادت عن حدها بشكل كبير، بعد التمدد الافقي على الخدمات والأرصفة والساحات الترابية لتوسعة منازلهم، اتجهوا إلى التوسع العمودي وبناء دور ثان في كثير من المنازل، من دون أي موافقة من السكنية أو البلدية.

وهذا التوسع الذي لم يقابل بقرارات حازمة من الجهات المختصة، سيتسبب بمشاكل جديدة عند إخلاء المنطقة، ومن الممكن أن يدخل المؤسسة العامة للرعاية السكنية والبلدية في قضايا تعويضات مستقبلية كون هذه الجهات لم تسجل اعتراضها على هذا التوسع، وعدم إخطار الأهالي بمنع التجاوز على حدود البناء المخصص لهم.

كما أن هناك رغبة كبيرة من سكان محافظتي الجهراء والفروانية من مستحقي الرعاية السكنية، بالحصول على السكن الشعبي بديلا عن بدل الإيجار الذي لا يفي بالغرض، في استئجار شقة تؤويهم، حيث إن إيجار السكن الشعبي 50 ديناراً فيما إيجار أي شقة لا يقل عن 350 ديناراً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي