6 جرعات أسبوعية... تليها «تعزيزية» كل 3 أسابيع على مدار سنة

لقاح مُضاد لـ «السرطان»... من أورام المرضى

تصغير
تكبير

- اللقاح نتاج تقنية جديدة تسمح بـ «تفصيل» تركيبته لكل مريض بما يتوافق وبصمته الجينية

نجح علماء وباحثون بريطانيون وفرنسيون في تطوير تقنية تسمح باستخلاص أول لقاح مضاد للسرطان من أورام المرضى، مؤكدين أن ذلك اللقاح أثبت نجاحاً كبيراً وغير مسبوق في الحؤول دون عودة تلك الأورام بعد استئصالها جراحياً.

العلماء والباحثون التابعون لشركة «ترانسجين» الفرنسية المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية، ومركز كلاتربريدج الانكليزي لأبحاث السرطان، أطلقوا على ابتكارهم العلاجي الجديد الرمز الاصطلاحي الموقت «TG4050»، وأوضحوا أنه نتاج تقنية جديدة تسمح بـ«شخصنة» أو «تفصيل» تركيبة اللقاح لكل مريض على حدة، بما يتوافق مع بصمته الجينية المتمثلة في حمض «D N A» الوراثي الخاص به. وهذا يعني أن تركيبة اللقاح الخاص بكل مريض تحمل بصمته الجينية المتفردة الخاصة به، على الرغم من استخدام تقنية واحدة.

ووفقاً لورقة بحثية، أسفرت التجارب الإكلينيكية الأولية التي أجريت على 8 مرضى سرطان، عن نتائج مبشرة بلغت نسبة النجاح فيها 100 في المئة، حيث تم حقنهم بهذا اللقاح «المشخصن» عقب خضوعهم لعمليات استئصال أورام سرطانية في الرأس والرقبة، ولوحظ أن أياً منهم لم تنتكس تلك الأورام لديه بعد ذلك رغم مرور أكثر من 4 أشهر. وبالمقارنة، لوحظ انتكاس الأورام لدى مرضى آخرين خضعوا لجراحات استئصال أورام سرطانية مشابهة، لكنهم لم يتلقوا ذلك اللقاح بعد العمليات.

وأوضح الدكتور مود براندلي، الذي تولى الإشراف على تحقيق هذا الإنجاز البحثي، أن فكرة تركيبة اللقاح المشخصن تعتمد جزئياً على تقنية «الناقل الفيروسي» التي انتهجتها بعض اللقاحات المضادة لـ«كوفيد 19»، حيث يتم أولاً استخلاص قصاصات جينية معينة من الحمض النووي الخاص بخلايا الورم السرطاني لدى المريض.

وبعد إخضاع تلك القصاصات للتعديل الوراثي، يتم إدماجها في داخل فيروس ناقل موهَّن ليتشكل اللقاح الذي يتم حقنه في جسم المريض بعد استئصال الورم. وبهذا يتولى اللقاح تحفيز الجهاز المناعي على مكافحة وقتل الخلايا السرطانية في حال عودتها.

ووفقاً لخطة العلاج، يتم حقن المريض بست جرعات أسبوعية، ثم يتلقى جرعة تعزيزية كل 3 أسابيع على مدار سنة للقضاء نهائياً على بقايا الورم السرطاني وضمان عدم انتكاسه.

من جانبه، قال البروفيسور كريستيان أوتنسيمير الذي أشرف على التجارب الإكلينيكية في مركز كلاتربريدج الانكليزي لأبحاث السرطان «أنا متفائل لأن جميع النتائج جاءت مبشرة وتشير إلى الاتجاه الصحيح.

فنجاح هذا اللقاح في تدريب الجهاز المناعي على التصدي للخلايا السرطانية ومنع انتكاسها يعني أنه سيمنح المرضى فرصاً غير مسبوقة للشفاء والتعافي والبقاء على قيد الحياة».

وسيتعين إجراء تجارب إكلينيكية على نطاق أوسع، قبل أن تتقدم الشركة الفرنسية بطلب للحصول على موافقة تنظيمية لاعتماد هذا اللقاح كعلاج آمن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي