No Script

حديث القلم

نعم... أنا عنصري!

تصغير
تكبير

تعاني دولة الكويت منذ زمن، من مشكلة كبيرة في التركيبة السكانية، وهو أمر مشابه لوضع دول شقيقة، حيث إن الجنسيات الوافدة، تتفوق على المواطنين من حيث العدد، وهو أمر طبيعي بسبب قلة عدد السكان الأصليين، وارتفاع الأجور، التي تعد عنصر الجذب الأول، بالإضافة إلى حاجة تلك الدول للعديد من المهن التي يشغلها أبناء تلك الجنسيات الوافدة.

في ظل التطورات التي شهدتها دول الخليج، ووجود عدد كبير من المواطنين المؤهلين لشغل العديد من المناصب الفنية والقيادية، أصبح بالإمكان الاستغناء عن خدمات الكثير من الوافدين، إلا أنه لا يمكن الاستغناء بالكامل عن العمالة الوافدة بغض النظر عن الجنسية.

اليوم، من حقك كمواطن أن تنتقد، تركّز أو ازدياد جالية بعينها، لكن حبك لوطنك يجب ألا يدخلك حيز العنصرية، ولا أن تذهب إلى أبعد من الانتقاد، فتصل إلى مرحلة الإساءة والتطاول، لأن الأولى بالانتقاد هم تجار الإقامات الفاسدين، الذين أغرقوا البلاد بأعداد كبيرة من العمالة، جزء منها يمكن أن نطلق عليه «عمالة هامشية»، والوافد بالنهاية، دخل البلاد واستقر بها بشكل قانوني.

انتهاك المواطن أو الوافد - على حد سواء - للقانون، يستوجب التحرك من أجل المحاسبة والردع، وهو دور أصيل لبعض الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الداخلية. وأنا وأنت كمواطنين، من حقنا انتقاد هذا الخلل الكبير في التركيبة السكانية.

لكن في الآونة الأخيرة، تطورت الأمور بشكل سلبي وتجاوز الأمر مرحلة الانتقاد، وأصبح البعض عنصرياً من حيث لا يدري، فهناك من انتهك خصوصيات بعض الوافدين عبر التصوير ونشر المقاطع المصورة في وسائل التواصل العامة، وهناك عدد كبير من الحسابات الوهمية التي تبث الكراهية والعداء ليل نهار، حتى وصل الحال بالبعض إلى حد التشمت بمصرع عدد من الوافدين في حادث مروري وقع قبل أيام!

أنا كمواطن كويتي، أتمنى أن تقوم الدولة بإجراء تعديل للتركيبة السكانية، ومنح الأولوية في التعيينات للمواطنين، وهذا من حقي ورأيي ورأي كل كويتي وكويتية.

كما أتمنى أن تكون هناك حملة لإزاحة أي عمالة هامشية لسنا بحاجة إليها، بالإضافة إلى إبعاد كل من يخالف قانون الإقامة.

وأخيراً، أتمنى أن تقود الدولة مشروعاً وطنياً كبيراً لمحاسبة كل من يثبت تورطه بالإتجار في الإقامات. لكن حديث قلمي موجه للعنصريين فقط الذين تجردوا من أخلاقهم وإنسانيتهم لا إرادياً، وكذلك من يعلم بعنصريته ويتباهى بها بل ويقول: نعم أنا عنصري من أجل بلادي!

وخزة القلم:

داء العنصرية هدم دولاً وألحق بها أضراراً بالغة، والتعايش السلمي نهض بدول أخرى، مع التأكيد طبعاً على تطبيق القانون بقوة وحزم على الجميع بالتساوي، ليعرف الجميع حدوده.

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي