كلمات

تركيا بلا حزب العدالة والتنمية

تصغير
تكبير

• بدأ العد التنازلي تقريباً لأقوى وأعقد انتخابات في تاريخ جمهورية تركيا، في ظل صراع محموم على السلطة، بين «أحزاب عتيقة» ومكونات مختلفة، مع أحدث الأحزاب وصولاً للسلطة، وهو العدالة والتنمية، الذي لم يتجاوز وجوده في سدة الحكم ورئاسة الوزراء أكثر من 19 عاماً، متجاوزاً الحزب الأقدم في تاريخ تركيا، وهو الشعب الجمهوري، الأكثر وصولاً للسلطة ورئاسة الوزراء.

•لم يكن وصول العدالة والتنمية يوماً ما سهلاً أو ناله باكتساح، أو مضموناً من دون أن يدعم وصوله بتحالفات تكتيكية مع أحزاب أخرى تشترك معه في البرامج الانتخابية أو الفكرية أو قريبة منها... ومن دون هذه التحالفات، فالحزب لن يمر مروراً سهلاً الى الرئاسة أو الغالبية البرلمانية المريحة، وهذه هي اللعبة الانتخابية في كل الدول التي فيها ممارسة انتخابية حزبية.

• على فرض أن الحظ، لم يحالف «العدالة والتنمية»، في انتخابات الرئاسة أو البرلمان، وفاز الحزب المنافس، مثل «الشعب الجمهوري»، بالرئاسة وحظي بغالبية برلمانية، كيف ستكون خارطة تركيا، بعد هذا السيناريو المحتمل فرضاً... فالانتخابات عادة تأتي بمفاجآت بعيداً عن كل استطلاعات الرأي.

• ما ستكون عليه تركيا، بعد سقوط «العدالة والتنمية» وصعود «الشعب الجمهوري»، إذ أعلن زعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، وزعماء أكثر الاحزاب المتحالفة معه، أنهم سينسفون كل مشاريع تركيا السياسية والتنموية والدفاعية والثقافية التي أنجزها «العدالة والتنمية»، سواء القائمة منها أو التي لم ينته إنجازها بعد، أو التي وافق عليها الحزب لتنفيذها، ليمحي كل إنجاز ودور لحزب الرئيس رجب طيب أردوغان في تاريخ تركيا.

• على الصعيدين السياسي والأمني، ستفتح أبواب تركيا على مصراعيها لأحزاب وتنظيمات مصنفة عالمياً، «إرهابية»، للعودة إلى تركيا، لتكون محصّنة، والتي تمارس عملها في المنفى بعد أن لاحقها «العدالة والتنمية»، طوال أعوام توليه السلطة، وحيَّدها قضائياً وعسكرياً، بل ونجح في ملاحقتها ومطاردتها في كل الدول التي هاجرت إليها كـ «حزب العمال الكردستاني» والاحزاب التابعة له.

• تعهد كليجدار أوغلو، بتعطيل كل المشاريع العسكرية في مجال التصنيع الحربي، وعلى رأسها مشروع المسيرة «بيرقدار» التي غيّرت معادلات حروب اقليمية لتركيا كثيراً، وصارت أكثر طلباً من دول العالم، بل وربما غيّرت معادلة الحرب الأخيرة بين روسيا وأوكرانيا.

• تعهد كليجدار أوغلو، لقواعده بوقف كل الصناعات العسكرية، التي دخلتها تركيا منافساً قوياً وحاضراً في سوق الصناعة العسكرية، لتعود تركيا مستورداً لآلتها العسكرية التي تكاد حالياً تكتفي ذاتياً منها.

• تعهد «الشعب الجمهوري» بتعطيل مشاريع تنموية كثيرة كقناة اسطنبول الجديدة، التي بدأ العمل بها أخيراً، والتي ستمنح تركيا مورداً مالياً جديداً، سيعوض خسارة عائدات مضيق البوسفور، الذي لا تجني منه أنقرة أي إيرادات بحكم «اتفاقية لوزان».

• تعهد كليجدار أوغلو، كما وعد قواعده الانتخابية، بإعادة العمل بمطار أتاتورك القديم، وتعطيل العمل في مطار اسطنبول الدولي الجديد، الذي يعد من أفضل مطارات العالم.

• على الصعيد الثقافي، تعهد الحزب أن يعيد تركيا إلى علمانيتها الأتاتوركية، كما كانت، مغربلاً كل تعديلات حزب العدالة والتنمية، في ما يتعلق بحجاب المرأة وعملها ودخولها المجال العسكري أو حتى دخولها الجامعات والمدارس.

• بل حتى سيوقف إدخال اللغة العربية في المناهج الدراسية التي بدأ العمل بها في المراحل الأولى، بل تتجه النية حتى في العودة إلى منع الأذان باللغة العربية، بل التركية فقط.

• تعهد حزب الشعب الجمهوري أن يرفع كل أشكال التمييز ضد مجتمعات «الميم» والمثليين الذين ضيق عليهم «العدالة والتنمية»، بقوانين وتشريعات برلمانية للحد من تأثيرهم على سلوك وقيم المجتمع المسلم.

• تعهد كليجدار أوغلو، لقواعده، أن يفتح ملف اللاجئين على مصراعيه ويعيد جميع اللاجئين إلى بلدانهم والذين استطاعت تركيا أن تؤويهم طوال سني الأزمات الاقليمية في سورية والعراق وحتى في أفغانستان. ونالت تركيا إشادات دولية ودعماً عالمياً على نجاحها في هذا الملف الشائك.

• لا يوجد برنامج لمنافسي «العدالة والتنمية»، الذي يتزعم ائتلافه، حزب الشعب الجمهوري، سوى محو تاريخ العدالة والتنمية من ذاكرة الشعب والعودة إلى المربع الأول لتركيا التي تأتمر بتعليمات القوى العظمى سياسياً واقتصادياً وثقافياً، لا أن تستقل تركيا بقرارها السياسي والاقتصادي والثقافي وتحافظ على خصوصيتها التاريخية الإسلامية.

mishkatq8123@gmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي