No Script

ومضات

وليد العلي... سيرة عطرة!

تصغير
تكبير

مما جاء في رثائه شعراً:

وليد السجايا لم يزنْ ببريةِ

عليٌ فلم يدركهُ بالمجدِ كوكبُ

لقد عاش محموداً ومات محمداً

كشمس لها شرقٌ منيرٌ ومغربُ

من علامات القبول أن يذكرك الناس بالخير بعد موتك. أكثر من 6 سنوات على رحيله المفاجئ عن دنيانا، إلا أن سيرته العطرة مازالت حية، أهله، محبوه، تلامذته لا زالوا يستذكرونه بالخير ويدعون له.

إنه وليد الكويت الشهيد الشيخ وليد بن محمد بن عبدالله العلي - رحمه الله وغفر له وجعل الجنة داره ومستقره، وأنزله الله منازل الشهداء، أستاذ الشريعة والدراسات الإسلامية وإمام مسجد الدولة الكبير، المولود في عام 1973 والذي اشتهد في عام 2017، وهو في رحلة دعوية وخيرية إلى الله في مدينة واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو، في حادثة مؤسفة هزت وجدان أهل الكويت جميعاً وأحزنتهم.

قيل: إنه لا يمنع حذر من قدر ولا نقول إلى ما يُرضي ربنا عز وجل.

وأمثاله لا يُعزى بهم لأن خاتمته حسنة ونهايته صالحة، فما أعظم أن يموت المسلم شهيداً!

الشهيد الشيخ وليد العلي، تلقى تعليمه الأولي في الكويت ثم انتقل إلى المدنية المنورة - بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم - ونال الشهادة الجامعية والماجستير والدكتوراه هناك، ثم عاد إلى الكويت، موشحاً بوشاح العلم والمعرفة، وانضم إلى جامعة الكويت أستاذاً في كلية الشريعة حتى وصل إلى منصب نائب العميد للشؤون الطلابية.

كان الشيخ وليد أيقونة علمية مميزة وموسوعة معرفية متفردة وباحثاً جاداً ومجتهداً، ألف كتباً عدة، كما قام بتحقيق كتب أخرى. ترك تراثاً ثقافياً زاخراً... مازالت كتبه تُقرأ، ومحاضراته في «اليوتيوب» تُشاهد، وهذا إن شاء الله من العمل الصالح الذي ينال الإنسان أجره بعد موته.

كان الشيخ وليد العلي وسطياً ومتزناً وكسب احترام الجميع، هيناً ليناً لم يكون عداوات حتى مع المخالفين.

من أسرار تميز وإبداع الشيخ - رحمه الله - أنه كان باراً بوالدته أشد البر كما علمتُ، وقد رثتهُ بكلمات معبرة خارجة من صميم فؤادها عبر حسابها في «تويتر» بقولها:«فخورة بك يا فلذة كبدي وريحانة قلبي، فخراً يتعدى معنى هذه الكلمة شعوراً واحساساً إنها بوح روح وقلب، يا وليد الكويت وتاج الوقار»...

أقول: رحل وليد الكويت. وليد العلم والمعرفة. وليد الأخلاق والسجايا العذبة. وليد السماحة والوسطية، وبقيت ذكراه حاضرة والبركة في أبنائه عبدالله ومحمد وإبراهيم. فكما قيل«لم يمتْ من أعقب ذرية صالحة».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي