No Script

رأي قلمي

الزمان والمكان...!

تصغير
تكبير

يتجلى لطف الله بعباده في ما لا يحصى من الأحداث والأوضاع، ومنها مسألة النظام السياسي، نحن نعلم بأن هناك مجالات في الشريعة لا تتأثر بتغير الزمان والمكان، كما هو الشأن في العبادات، وجاءت مفصلة غاية التفصيل، وغيرها يتأثر بتغير الزمان والمكان وجاء مجملاً مع وجود مبادئ هادية وموجهة، على ما هو الحال في الشأن السياسي، وفي هذا حكمة بالغة من الله - سبحانه وتعالى.

إن قلة النصوص تستدعي قلة الأحكام والتفاصيل، وهذا يعني بالضرورة ترك المجال للاجتهاد والبحث عن المصلحة في إطار المبادئ الهادية.

حثتنا النصوص الهادية في مجال اختيار الحكومة وممارسة السياسة على إقامة العدل ومحاربة الفساد والبغي والطغيان، والعمل على حفظ أمن البلاد والدفاع عنها إلى جانب العمل على حفظ حقوق الناس وتحقيق الأمن والاستقرار.

وعلى الحكومة المسلمة بشكل خاص وبقية الحكومات بشكل عام التعفف عن المال العام واختيار الأكفاء الأمناء لحراسة وحفظ أموال الناس، كما أن الأمة هي صاحبة الحق في اختيار الرؤساء، وهي مصدر السلطة التي يستخدمونها، وللأمة أن تجرد الفاسد منهم متى ما شاءت.

والجميل في الموضوع هو ترك الأساليب والوسائل في العمل بهذه المبادئ للأمة وللحكومة، لأنها تختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان آخر، وهذا يعني إتاحة فرصة كبيرة للتطوير والاقتباس من تجارب الأمم بما يحقق روح المبادئ المشار إليها، ويجعل الحكومة أقرب إلى الصلاح.

ما يحدث اليوم في الكويت على الصعيد السياسي لا يقبل به الطفل الصغير أو الشاب الناضج أو المسن الكبير، تخبط، اضطراب، فساد سياسي، نحن لسنا مع أو ضد جهة بعينها، ولا ممارسة بحد ذاتها، نحن مع كل قانون أو قرار أو ممارسة سياسية تعمل على إقامة العدل بين الناس، وتحارب الفساد، وتحفظ أمن البلاد، وتحقق الأمن والاستقرار، بأي شكل من أشكال الممارسات السياسية التي لا تضر بالبلاد والعباد.

وما يستحق التوقف عنده هو شكل الدولة الذي تتجسد فيه التوجيهات الربانية الكريمة، وتحقق الأهداف المنوطة بالحكومة وأجهزتها المختلفة، خصوصاً خدمة الناس ومساعدتهم في استرجاع حقوقهم المسلوبة، أو استكمال حقوقهم المنتقصة.

نحن نكتب لنذكر كل من تناسى يوماً حتمياً لا محال منه كما قال الله - تعالى -: «وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ» البقرة.

M.alwohaib@gmail.com

@mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي