قدما الليلة الثالثة من «ليالي عدن»
الملا حلّق في سماء الإبداع... والعامري لامس ذائقة جمهور «مركز جابر الثقافي»
تزيّنت عدن بثوب العروس المطرّز بالفرح وابتسم اليمن السعيد في ليلة أضيء قمرها في قاعة الشيخ جابر العلي الموسيقية، بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مساء الجمعة على الأغاني الحضرمية والعدنية والشعبية المرتبطة بتاريخ وإرث الفن اليمني، التي صدح بها كل من الفنان القدير خالد الملا والفنان الإماراتي عبدالمنعم العامري في الليلة الثالثة من «ليالي عدن».
تفاعل لافت
فبعد نجاح الحفلين السابقين والإقبال الجماهيري الكبير، استكمل الملا والعامري هذا النجاح في إحياء الحفل الغنائي الساهر الذي شهد حضور جماهير غفيرة منذ ساعاته الأولى.
وما إن أشارت الساعة إلى التاسعة مساء، حتى أطل المنتج رائد العبكل على المسرح مرحباً بالجمهور بأسلوبه العفوي وبروحه المرحة ممازحاً إياهم قائلاً «من مفاجآتنا الليلة أننا سنطفئ (المكيف)، لتشعروا بحرارة شديدة إن لم تتفاعلوا معنا»، فاستقبل الجمهور هذه الدعابة بضحكات ملأ صداها القاعة، ليقدّم بعدها نجما السهرة الملا والعامري، اللذان بمجرد صعودهما المسرح وجلوسهما إلى جانب الفرقة، استقبلهما الجمهور بحفاوة وتصفيق حار.
بدوره، وجّه العامري الشكر للجمهور على حُسن الاستقبال، معرباً عن سعادته بوجوده بينهم وبرفقة الفنان القدير خالد الملا، متمنياً أن ينال الحفل إعجابهم. واختار أن تكون بدايته مع أغنية «تجازيني»، وهي إحدى الأغاني الشهيرة له، ليتبعها بأغنية «تريد الهوى» التي لا تقل شهرة وشعبية عن سابقتها، ما جعل الجمهور يتفاعل معه بشكل لافت.
استثمار النجاح
بعدها حلّق الملا في سماء الإبداع، بعد أن رحّب بالجمهور والعامري، ليقدّم باقة من الأغاني الشهيرة والأكثر انتشاراً في الجلسات الغنائية، بدأها بأغنية «يا منيتي» التي جعلت كل مَنْ في القاعة يُردّد كلماتها بانسجام وصوت واحد، ليستثمر «بوحنان» هذا التفاعل ويقدّم موالاً شعبياً، مردفاً به أغنية «ويلاه من جور الحب».
وما ان انتهى منها، حتى تعالت أصوات الجماهير مطالبة إياه بتقديم أغانٍ محببة لهم، ليأتي دور العامري من جديد في أغنية «قالت لي بعد العصر» وأغنية «أسايرها تعاندني» ذات اللون الكلاسيكي الطربي، ومن ثم أغنية «بين المحبين» التي لامس فيها ذائقة الجمهور.
«بوحنان» يطلب
وبعد وقت مستقطع قصير، عاد نجما الليلة الثالثة من «ليالي عدن»، ليستكملا ما تبقى من الحفل ويأخذ الملا زمام الأمور ويبدأ بأغنية «وسط صنعاء»، وهي من الألوان العدنية المشهورة، وتفاعل معها الحضور بشكل كبير، ما جعل الملا يطلب منهم الغناء معه.
بعدها انتقل إلى أغنية «يالمحبين دلونا»، وأتبعها بأغنية «الزين بينت رسومه يا علي»، لتتوالى بعدها المواويل والأغاني التي أشعل من خلالها حماسة الجمهور، ليأخذ بعدها العامري دوره ويقدم أغنية «يا ناس أحبه» ومن ثم أغنية «يا زارعين العنب» التي شاركه فيها «بوحنان» الغناء ليقدما معاً دويتو جعل الجمهور يتفاعل ويتمايل ويشارك في التصفيق مع «توحيدة» صوت الإيقاع إلى جانب الآلات الموسيقية الأخرى التي تميزت في عزفها الفرقة.
وعندما أشارت عقارب الساعة إلى الحادية عشرة والنصف قبل منتصف الليل، قدما معاً دويتو آخر من خلال أغنية «سر حبي»، لتكون هذه اللحظة هي مسك الختام والعلامة الكاملة لنجاح الحفل الذي استطاع نجماه من خلال ما قدماه من أغانٍ إعادة اكتشاف درر الفن اليمني المكنون والاستمتاع بالإرث الغنائي الكبير.