No Script

ما في خاطري

«مُوجب»

تصغير
تكبير

كثر «تحلطم» الجمهور الكويتي في السنين الأخيرة على بعض الأعمال المسرحية، وصاحب هذا «التحلطم» الكثير من صيحات الاستهجان والنقد اللاذع بسبب بعض الأعمال التي كانت دون المستوى، ولم تلبِ طموح الجماهير العاشقة للمسرح الكويتي.

وللأسف كان رد بعض الفنانين وقتها بأن «الجمهور عاوز كده»، ولكل جيل جمهور مختلف، وكان مقياسهم الأساسي هو امتلاء مسارحهم رغم أنهم يعلمون يقيناً بأن المسارح سوف تمتلئ بسبب تعلّق الجمهور الكويتي بالمسرح منذ زمن بعيد.

ومن وجهة نظري أرى أن هذا التبرير غير سليم وظلمَ ذائقة الجمهور الكويتي، ففي السنين الأخيرة اجتهد بعض الفنانين خصوصاً الشباب منهم وممن حمل على عاتقه مسؤولية الارتقاء بالمسرح الكويتي، فقدّموا مسرحاً مختلفاً مما كان يقدمهُ بعض الفنانين الذين كانوا يردّدون عبارة «الجمهور عاوز كده»، والذين كانوا يتعذّرون بامتلاء مسارحهم! وبالفعل تقبّل الجمهور الكويتي الأعمال الجديدة وتفاعل معها، وبدأت مسارحهم تمتلئ رغم قلة خبرتهم في المجال المسرحي مقارنة ببقية الفنانين، ولكنهم خطفوا الأضواء وقدّموا مسرحاً مميزاً خالٍ من الإسفاف واستخدام أسلوب الإيحاء الهابط لإضحاك المشاهد وبالفعل هذا ما حدث.

ولعلّ العمل المسرحي المميز «موجب» هو مثال رائع لهذا النوع من الأعمال الهادفة والمميزة والتي قدمت الكوميديا والدراما بشكل جميل، وأنا شخصياً والجمهور الكويتي العاشق للمسرح افتقدنا لهذا النوع من الأعمال في السنين الأخيرة، فلفت نظري هذا العمل الذي لاقى نجاحاً كبيراً وامتد إلى 200 عرض مسرحي تقريباً، وهذا رقم كبير لم يحققه بعض الفنانين الكبار على خشبة المسرح، واستمرار هذا العمل دليل على دعم الجمهور للفن الهادف والمميز، فهذه النوعية من الأعمال سترفع من ذائقة الجماهير الكويتية التي تم اتهام ذائقتها بأنها باتت «مشوهة»، وبدأت بالتلاشي مع مرور الأجيال وأصبح هدفها الأساسي الضحك فقط دون البحث عن عمل فني متكامل الأضلاع، وتألق الأعمال الشبابية الأخيرة دليل على أن الذائقة الفنية عند الجماهير ما زالت حاضرة، ولكن كانت فقط تنتظر من يختبرها وهذا ما حصل.

فنتمنى أن تكون هذه النوعية من الأعمال «قُدوة» لبقية الفنانين الذين يبحثون عن التأثير الإيجابي على الجمهور الكويتي، فشكراً لكل طاقم العمل المسرحي «موجب» على هذا العمل المميز، ونتمنى أن تستمر هذه النوعية من الأعمال التي تُظهر الفن الكويتي بصورة مشرفة وترتقي به.

Twitter:@Alessa_815

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي