No Script

تفاعل محلي مع أحاديث عن مجاعة قادمة مواكبة لـ «جدري القرود» وحرب روسيا وأوكرانيا

«تخزين الطعام» «تجهيز الدوا...» أم مبالغات؟

تصغير
تكبير

مع انحسار جائحة كورونا بكل تداعياتها وصورها المؤلمة، من حظر جزئي وكلي وإغلاق للأنشطة التجارية والسياحية والدينية، وصولاً إلى أزمة «جدري القرود» التي بدأ وميضها يشع في بعض دول العالم، تزامناً مع التوترات السياسية السائدة جراء الحرب الروسية على أوكرانيا، عاد مشهد التنجيم والضرب بالقداح في الفضاء الإلكتروني، إذ حذر البعض من مجاعة قادمة ستجتاح العالم، وعلى الناس الاستعداد لها بتخزين الطعام.

التكهنات التي أطلقها دعاتها «رجماً بالغيب» والتي أرعبت الناس خلال أزمة كورونا، عادت مجدداً إلى الفضاء الإلكتروني من باب «القرود» هذه المرة و«الحرب الروسية - الاوكرانية» فيما يجهل كثير من الناس حقيقة الدعوة إلى تخزين الطعام، إن كانت من النبوءات، ومن باب «تجهيز الدوا قبل الفلعة» أو أنها مبالغات، يقف وراءها ما يعرف بمستغلي الأزمات.

«الراي» سلّطت الضوء على أثر إطلاق مثل هذه الدعوات على المجتمع، ومدى مساهمتها في فقد الأمن المجتمعي، من خلال التطرق إلى مضمونها مع عدد من الباحثين والمختصين في هذا الشأن.

«من يدعو لتخزين الغذاء أناس تبحث عن الشهرة»

عادل السعدون: سمعت أيضاً... الحيوانات ستملأ الشوارع من المجاعة

عادل السعدون

وصف الفلكي الكويتي عادل السعدون مطلقي دعوات تخزين الغذاء بأنهم «أناس يبحثون عن الشهرة»، مؤكداً لـ «الراي» أنه سمع أيضاً أن «الحيوانات ستملأ الشوارع بسبب المجاعة، وهذا كلام غير صحيح، وليست هناك أي مؤشرات علمية تدل على ذلك».

ونفى السعدون بشدة توقعات ظهور المجاعة في الكويت أو في أي من الدول الأخرى، باستثناء الدول التي لديها قحط وجفاف، منذ الأزل كبعض الدول الأفريقية، مضيفاً «صحيح أن الحرب الروسية الأوكرانية أثرت على تصدير القمح وبعض المنتجات، لكن هناك بدائل ودول أخرى للاستيراد». وعن ربط هذه الأحداث مع أزمة جدري القرود، قال«هذا فكر الناس المريضة بمؤامرة كورونا، فالأزمة الصحية الجديدة التي نتمنى أن تقف عند أضيق الحدود طبيعية، ومن الطبيعي أن تستعد لها الدول بتوفير اللقاحات، وأزمة كورونا التي انحسرت كانت طبيعية بعد أن قتلت 6 ملايين شخص حول العالم، لولا اللقاح لكانت الوفيات أكثر بكثير».

«الأزمة أدخلتنا في مرحلة المجتمعات القلقة»

خالد المهندي: بعد «كورونا» أصبحت الناس تتقبل كل شيء

خالد المهندي

وصف الاستشاري النفسي الدكتور خالد المهندي الدعوة إلى تخزين الطعام بأنها «نتاج أزمة كورونا، حيث دخلنا في مرحلة المجتمعات القلقة، وبدأت أستقبل عشرات الحالات القلقة التي تملكها الهلع الاجتماعي والخوف من المستقبل، ولا سيما بعد فقد الكثير من وظائفهم خلال الأزمة»، مؤكداً أن«مطلقي هذه الدعوات هي شخصيات مريضة قلقة تحلل الأحداث وتربطها ببعض الأمور، ثم تطلق النبوءات على مواقع التواصل الاجتماعي، وللأسف قنوات انتشارها أكبر بكثير من القنوات الحكومية الرسمية».

وبيّن المهندي لـ «الراي» أن «الحل بوجود قنوات رسمية للدولة تؤخذ منها المعلومات، بعيداً عن المواقع المثيرة للإشاعات والتي عادة ما تنشر من دون وثائق رسمية، فالمجتمعات القلقة سهل السيطرة عليها، وتتقبل كل شيء وهذا ما رأيناه بالفعل مع دعوات تخزين الطعام وأزمة الدجاج».

وقال إن «في علم النفس تمثل هذه الإشاعات في المجتمع سيكولوجية تستخدم لتمرير فكرة معينة، أو بيع منتج بأسعار خيالية، أو تغيير سلوك وقيم مجتمع معين، وهي عادة ما تؤدي إلى ظهور الإشاعة المندفعة التي تؤدي إلى نشر أنباء عن حرب مقبلة أو مجاعة أو حدث كوني أو وباء، وهذا يلعب دوراً كبيراً في رفع أسعار السلع وفي عدم استقرار الأمن الاجتماعي».

سعود الشمري: الإشاعات تؤدي إلى تقويض الأمن

سعود الشمري

أكد المحامي سعود الشمري أن «إطلاق الإشاعات والتكهنات، في أي حدث يؤثر على استقرار المجتمع، وهذا يعتبر جنحة يعاقب عليها القانون، طالما أن جهات الاختصاص لم تعلن، ولا يملك الأشخاص العاديون إطلاق الدعوات بناء على نبوءاتهم وتحليلهم الشخصي».

وقال الشمري لـ «الراي» إن «إطلاق مثل هذه الدعوات تؤدي إلى تقويض الأمن الداخلي، وتعتبر نوعاً من الإشاعات التي تؤدي إلى ترويع المواطنين، وعلى الأشخاص العاديين التزام الصمت في مثل هذه الأمور وأخذ المعلومات من مصادرها الرسمية».

بدر الحجرف: الواقع أهون بكثير... والإعلام ضخّم الأزمات

بدر الحجرف

أكد الخطيب والداعية الإسلامي الشيخ بدر الحجرف لـ«الراي» أن «إطلاق الإشاعات أمر مخالف للشرع يؤثم عليه الإنسان، وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع. والإشاعات شملت الأمور المعيشية والصحية والغذائية وضخمت كثيراً من الأحداث».

وقال الحجرف إن «ما يكتبه الله سوف يقع، وعلى الناس ألا يصيبها الرعب والهم والقلق»، مؤكداً أن «كثيراً من الأزمات ضخمها الإعلام ومنها أزمة كورونا وأزمة جدري القرود والحمد لله الواقع أهون بكثير، وما كو إلا العافية».

فيصل الحيدر: يشعرون الناس أن البلد في حال انهيار

فيصل الحيدر

شدد المحامي فيصل الحيدر على أن «بث الاشاعات من دون دليل في حد ذاته مخالف للقانون، حيث يثير الهلع والقلق في المجتمع، عندما يقول بأن هناك مجاعة ويجب تخزين الطعام، ولا بد أن يصدر الخبر من المختصين والقنوات الرسمية عبر بيان واضح من وزارة التجارة».

وقال الحيدر «لا خلاف على ان الوضع العالمي سيئ وغير مستقر، فهناك حرب ولها تأثيرات، ولكن نحن في الكويت مازلنا في أمن ولله الحمد، والسلع الغذائية متوافرة في كل مكان والمخزون الغذائي جيد، ولا حاجة إلى زعزعة الأمن وإشعار الناس أن البلد في حال انهيار. وعموماً لكل المنتجات الغذائية مدة صلاحية لا يصلح معها التخزين».

أحمد الحنيان: المروّجون يلعبون على العامل النفسي

أحمد الحنيان

اعتبر عميد كلية الدراسات التجارية الدكتور أحمد الحنيان، أن مواقع التواصل الاجتماعي، «منصة مجانية لترويج الإشاعات، وإتاحة الفرصة لتداول الأخبار التي قد تكون صحيحة وقد تكون كاذبة، ولا سيما الأخبار التي تمس الإنسان بشكل مباشر، وتتعلّق بالأمور المعيشية والصحية والغذائية»، مؤكداً أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في هذا الجانب.

وبيّن الحنيان لـ «الراي» أن «البعض يتداول الأخبار الغريبة لجلب عدد أكبر من القراء والمتابعين، عبر تهويل الأمور وتضخيمها، فيما يتناولها البعض الآخر بحسن نية من باب التنبيه والتحذير، والحل يكون بأخذ المعلومات من الجهات المختصة التي تطلق المعلومات بأسلوب علمي قائم على الحقائق والأرقام والإحصائيات».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي