No Script

رأي قلمي

هل أنت منهم...؟!

تصغير
تكبير

قال الله تعالى: ﴿ هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [لقمان: ١١ ].

الدماغ مظهر من مظاهر إتقان الخالق - جل وعلا -، ومنّة من أعظم مننَه على بني البشر، فهو قادر على معالجة ما يصل إلى 30 بليون معلومة في الثانية، ويحوي الجهاز العصبي للإنسان عادة نحو 28 بليون عصبون (العصبونات هي المكونات الأساسية للمخ -الدماغ- والنخاع الشوكي، وهي أيضاً المكونات الأساسية للعُقد العصبية للجهاز العصبي الطرفي)، وكل عصبون من هذه العصبونات عبارة عن حاسب آلي ضئيل الحجم، له استقلاله الذاتي، وهو قادر على معالجة نحو مليون معلومة.

القدرات الهائلة التي زود الله بها بني آدم يقتلها الناس من خلال التربية والتعليم والوسط المحبط.

نحن نظن دائماً أن الأطفال الصغار لا يستوعبون الحديث عن الإبداع والقيادة واتخاذ القرار... مع أن التجارب تثبت أن الطفل يستطيع أن يفهم شيئاً عن هذه الأمور وهو في الروضة.

وتدل الدراسات على أن الطفل يولد وهو على درجة عالية من القدرة على الإبداع، وأن الأطفال حين تكون أعمارهم بين سنتين وأربع سنوات يكون 95 في المئة منهم إبداعيون ومجددون، وإمكاناتهم في ارتقاء، ولديهم قدرة على التجريد والتخيل النشط.

إننا لا نعلّم التفكير لا في الروضة، ولا في الثانوية، ولا في الجامعة، على الرغم من أن العالم كله مهتم بمسائل التفكير والإبداع، وتفتيق الطاقات الذهنية، إلا أن ظلت مؤسساتنا التعليمية غير آبهة بالتفكير الإبداعي، أو الموضوعي، أو العلمي، فهي مشغولة بحشو ذهن الطالب بالكثير من المعلومات، وليس لديها أي وقت لأي شيء آخر.

الإبداع يعني: أن نرى المألوف بطريقة غير مألوفة، ويعني: إيجاد شيء أصيل لا يتوقعه الناس، ويرونه بعيداً عن الحلول والصيغ والطرق المتبعة.

لا بد أن نفرق بين السابح في خيالاته وأوهامه دون أي أصول علمية، ودون التركيز على أي هدف، وبين الذي يوجّه خياله، ويسيّره في اتجاه محدد، ونحو هدف معين، وفي إطار بعض المعطيات والثوابت العلمية المعترف بها.

المبدع ينتج عدداً كبيراً من الأفكار الفجّة والناضجة، ويملك القدرة على غربلة تلك الأفكار وتصنيفها لاستخراج الصالح منها، ولديه القدرة على التحليل والاستدلال، كما أنه رحب الأفق، واسع الخيال، يدمج القديم في الجديد، ويجد سبلاً للتوفيق بين ما قد يبدو متنافراً، ويدرك وجوه الشبه بين الأمور المتباعدة.

المبدع يحب التغيير والتجديد، دائم النظر وقوي الملاحظة، هو مثابر دؤوب، لا يعرف السأم والملل، ويملك قدرة كبيرة على الاستقصاء والحفر في الأعماق، يعشق التجريب والمحاولة، أحياناً يقف عن حل المشكلات، لكنه يظل دائم التفكير فيها، المبدع إنسان إيجابي مرح متفائل، يملك قدراً جيداً من المرونة الذهنية، فهو قادر على استخدام أساليب وطرق كثيرة في سبيل الوصول إلى الفكرة الصحيحة. الإبداع لا يقتصر على أمور الدنيا، فهو يشمل الدنيا والآخرة، فكن منهم لتفلح وتفوز في الدارين.

M.alwohaib@gmail.com

@mona_alwohaib

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي