No Script

انتشار نشط لإعلانات السماعات والإلكترونيات... و»تحالفات» طلابية في «الواتس» و»السناب»

«تجارة الأثير»... غش في «فضاء الاختبارات»!

تصغير
تكبير

مع بدء العد التنازلي لاختبارات نهاية العام الدراسي للمرحلة الثانوية، التي تنطلق الأسبوع المقبل، بدأت رقعة التجارة الإلكترونية تتسع في الفضاء الإلكتروني، معلنة عن سماعات دقيقة الحجم وكروت فيزا وساعات، وأجهزة تكنولوجية أخرى متنوعة الشكل والحجم، حيث أصبح لـ«تجارة الأثير» سوقاً كبيرة وسلعتها رائجة، وهي تنطلق ذبذباتها سنوياً في فضاء الاختبارات تحت مختلف الأشكال والمسميات، وعلى مرأى ومسمع من المؤسسات التربوية التي ربما وقفت عاجزة في التصدي لها حتى الآن.

ومع اقتراب فترة الاختبارات النهائية لطلبة المرحلة الثانوية، يوم الأحد المقبل، تبدأ الدروس الخصوصية دورتها وتعقد القروبات الطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي تحالفاتها عبر تطبيقي (واتساب وسناب شات)، باتفاقات تعقد سلفاً مع بعض المعلمين، إذ تنتشر اختبارات الثانوية وإجاباتها النموذجية بعد 15 دقيقة فقط، على فض المظاريف وتوزيع الأسئلة على الطلبة في قاعات الاختبار، ومن هنا تكون المأساة التي تؤدي إلى غياب العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، حيث يأخذ الطالب الغشاش مقعداً لا يستحقه في مؤسسات التعليم العالي، على حساب زميل له كان أكثر منه اجتهاداً وتفوقاً.

«الراي» فتحت ملف الغش الإلكتروني في اختبارات الثانوية، تزامناً مع موعد انطلاقها نهاية الشهر الجاري، وتحدثت مع بعض التربويين، حول الحلول الناجعة في القضاء على الظاهرة أو الحد منها.

«أؤيد أجهزة التشويش لأن التجارة لا تستطيع منع دخول السماعات»

خالد الرشيد: تدوير اللجان يرفع الحرج عنها في التعامل مع الغشاشين


خالد الرشيد

أكد الوكيل المساعد السابق للتعليم العام في وزارة التربية الدكتور خالد الرشيد أن «ظاهرة الغش هي ثقافة مجتمع قبل أن تكون سلوكيات طلبة، وتستغرق وقتاً للمعالجة، من خلال التركيز على الجانب التوعوي، مع بعض الاجراءات الأخرى التي أهمها استخدام وسائل تعقب هذه الأجهزة في لجان الاختبارات، وأجهزة التشويش إن لم يكن في ذلك ضرر صحي على الطلبة والمراقبين».

وشدد على «ضرورة تدوير لجان الثاني عشر في الاختبارات، وهو قرار وزاري لا يمثل أي طعن أو تشكيك في نزاهة الإدارات المدرسية، بل على العكس يرفع الحرج عنها في المراقبة على الطلبة والإشراف على تنظيم الاختبارات».

وتطرق إلى إجراء وزاري انتقده بشدة، وهو حرمان الطالب الغشاش في احد الاختبارات من دخول بقية الاختبارات، واحتساب صفر له في جميع المواد، مشدداً على «ضرورة الرجوع للائحة القديمة في هذا الأمر، لما يمثله من ضغط نفسي كبير على الطالب، وفيه ظلم كبير، وأنا مع إلغاء هذا القرار قلباً وقالباً».

وعن التنسيق مع وزارة التجارة للحد من دخول أجهزة الغش، قال الرشيد: «من الناحية القانونية لا يوجد قانون يمنع تداولها، لأنها تعرض للبيع بشكل يتنافى مع واقع استخدامها، وعموماً أنا لست مع محاربة التكنولوجيا، بل أرى أن هناك طرقاً أخرى للحد من الظاهرة».

حدد 3 خطوات ضرورية

حمد الهولي: مراقبة المعلمين... غير المحسوبين على التعليم


حمد الهولي

حدد رئيس جمعية المعلمين حمد الهولي 3 خطوات للحد من ظاهرة الغش في الاختبارات، «أولها تغليظ العقوبة على الطالب الغشاش، ثم التنسيق مع وزارة الداخلية لمنع دخول الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في الغش، ثم الرقابة التربوية على بعض المعلمين غير المحسوبين على القطاع التعليمي، ممن أدوا إلى وجود هذه الصورة غير الحضارية في القطاع التربوي».

وأكد الهولي لـ«الراي» تأييده الكبير لتدوير لجان الثاني عشر في الاختبارات، مضيفاً «إن كنت تسألني هل يحد من هذه الظاهرة؟ فجوابي: نعم، وهناك نتائج كبيرة على أرض الواقع».

وأضاف الهولي: «قبل 7 سنوات بلغت نسبة النجاح في الفيزياء 89 في المئة، ومع التدوير انخفضت إلى 46 في المئة، حيث كنت موجهاً للعلوم، وعلى اطلاع كامل بهذا الأمر، وهنا يتضح أن قرار التدوير قرار صائب في الحد من الظاهرة».

«أؤيد التدوير لمنع الواسطة والعوامل الاجتماعية»

إبراهيم الحمود: الغش يؤدي لتفشي الجهل في المجتمع


إبراهيم الحمود

وصف أستاذ كلية الحقوق في جامعة الكويت الدكتور إبراهيم الحمود ظاهرة الغش الإلكتروني في الاختبارات بـ«المشكلة التربوية» التي تؤدي إلى تفشي الجهل في المجتمع من خلال تقلد المناصب من قبل أشخاص غير أكفاء في المجتمع، مشدداً على ضرورة أن «تتحمل الأسرة دورها في تقويم سلوك أبنائها وتعريفهم بأنها ظاهرة غير حضارية تؤدي إلى تقزيمهم في المستقبل».

وقال الحمود لـ«الراي» إن «دور المؤسسات التربوية في هذا الجانب من خلال نشر الدروس المعززة للنزاهة والأمانة، ومن ثم تجريم هذه الظاهرة ووضع عقوبات رادعة للحد منها مع استخدام وسائل التشويش واجهزة تعقب وقطع الإرسال داخل لجان الاختبارات».

وأعرب الحمود عن تأييده الكامل لتدوير الإدارات المدرسية، مؤكداً أن «الإدارات لها دور كبير وتدويرها يقضي على الواسطة والقرابة والعوامل الاجتماعية الأخرى»، لافتاً في الوقت نفسه إلى «أهمية تغيير نمط الاختبارات في قياس قدرات الطالب، حيث إن الغش ظاهرة عالمية، وفي أوروبا يعتمدون وسائل أخرى لتقييم الطالب غير الامتحانات التحريرية».

«السماعات خطر على الأطفال»

بدر البصيري: تفعيل أدوات الرقابة


بدر البصيري

قال العميد المساعد للشؤون الطلابية في كلية الهندسة والبترول بجامعة الكويت الدكتور بدر البصيري لـ«الراي» إن هناك دوراً كبيراً لوزارة التجارة في منع دخول الإجهزة الإلكترونية المستخدمة في الغش، متسائلاً: «سماعات دقيقة الحجم بماذا نستخدمها وهي تمثل خطراً كبيراً على الأطفال؟».

وبيّن البصيري أن «هذه الأجهزة لا تباع للعامة بل لجهات معينة»، مشدداً على ضرورة تفعيل الأدوات الرقابية في لجان الاختبارات، «وأنا من المؤيدين لتدوير رؤساء اللجان للحد من هذه الظاهرة».

«القضاء على الظاهرة بالثواب والعقاب»

نايف المطوع: أثر الغش النفسي كبير على غير الغشاش


نايف المطوع

وصف عضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة الكويت الدكتور نايف المطوع ظاهرة الغش بأنها «ثقافة وفطرة في الإنسان، لأن الموارد محدودة للعيش، والفرق هو أن هناك مجتمعات تعاقب هذه الثقافة وأخرى تنميها، وهناك دول حاربت الفساد وتغيرت»، مبيناً أن«الحلول الناجعة تكون بتطبيق الثواب والعقاب.

فالأثر النفسي للظاهرة كبير على غير الغشاش حيث تشعره بالإحباط عندما يرى بأن زميله الغشاش يأخذ مقعده الجامعي بغير وجه حق».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي