No Script

خواطر صعلوك

بيان للأسرة الكويتية

تصغير
تكبير

يمكن لك عزيزي القارئ الهُمَام يا من تشكو الزحام في المرور، وسرقة اللئام في المؤسسات، أن تعتبر هذا المقال نداء للأسرة الكويتية المتوسطة التي تقع في شقق الإيجار منذ زواجها وحتى الآن، وأيضاً الأسر التي تقع في البيوت ولكنها تقع على رقبتها منذ السماح لها بأخذ القروض لمن لا يحتاج بل لمن يرغب.

كذلك ومن باب الاحتياط، هو نداء للأسرة المتوسطة أسيرة «البراندات» والسفرات والصرف على الفاضي والمليان دون أي اعتبارات للمستقبل.

أعزائي الكرام... هناك موجة غلاء مقبلة، واختصاراً للكلمات وحبر المطابع أشير لكم بكلتا يداي إلى أهمية شد الحزام - وتخيط الجيوب، ولا ينبغي أن يكون الحزام ماركة معينة - بل حزام من قناعة مفادها لماذا أشتري بالأغلى طالما أستطيع أن اشتري بالأقل، كذلك عليكم اعتماد ثقافة الادخار وليس ثقافة الافتخار.

وعليكم أن تعلموا أن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي استطاع أن يكذب على نفسه عبر استهلاك منتجات لا يحتاجها، شاهدها في إعلانات لا تخاطبه، لكي يحقق أهدافاً لا تعنيه، من أجل أن يُنافس ويتفاخر في مجتمع لا يراه!

وفي ظل موجة غلاء الأسعار المقبلة، وفي ظل رفع قرار تثبيت الأسعار من وزارة التجارة، وفي ظل الأحداث العالمية الجارية والمتلاحقة والمليئة بالوقاحة والفجاجة والميوعة والسيولة، وفي ظل كوننا دولة لا تنتج سوى التجمعات في ساحة الإرادة... في ظل كل هذه «الأظلال» السابقة علينا أن نستعد لهذه الموجة، والاستعداد لا يكون عبر خروج ذلك المواطن الأليف في السوشيال ميديا والذي يردد دائماً «الحمدلله على حكومتنا اللي ما تخلي علينا قاصر»، أو ذلك القارئ الذي يقول «اشفيه هذا الكاتب متشائم... أقول الله لا يغير علينا بس» أو رفع الصوت على الحكومة والخروج بلوحات تطالب بإسقاط أو تأجيل القروض، ولكن الاستعداد يكون من خلال جلوس الأسرة «سواء كانوا متزوجين حديثاً أو متزوجين بأبناء وخادمة، أو متزوجين بمصاريف مدارس أجنبية...» أياً كان شكل الأسرة فعليها أن تتكلم عن الفترة المقبلة وسياسة الادخار المتبعة.

وأنا أعلم جيداً أن هذا النوع من المقالات غير مرغوب فيه في مجتمع استهلاكي، وأن القاء اللوم على الحكومة أسهل من توجيه الخطاب للقارئ، ولكن ما ينبغي علينا معرفته هو أنه ليس من الشجاعة أن تؤلف رفاً من الكتب في شأن الأوضاع السياسية في البلد، وتملأ العالم بالروايات والقصص عن الإنسانية المظلومة، ولكن الشجاعة تكمن في قدرتك على إدارة بيتك والعيش برفق وعدل مع الأسرة ومع نفسك، والإحسان إلى نفسك وأبنائك عندما تُقدر ميزان مصاريفك وليس تقدير المواقف السياسية والتحدث بثقة في المنتديات الثقافية... فمثلاً ماذا سيستفيد ذلك الرجل الذي يتم الاحتفاء به لأنه حاول أن يقيس السماوات العلا، أو محاولته تحديد عدد النواب الذين قالوا «لا» في وجه من قالوا «نعم» دون أن ينتبه أن ثمة وقتاً كافياً سيتوافر لديه ليشغل ذهنه بأشياء فوق السُّحب حين يُنهي تأمله في كل شيء تحت قدميه... وأهم شيء حالياً تحت أقدامكم أعزائي القراء ليس تفسير النصوص الدستورية، بل الالتفات إلى موجة الغلاء العالمية. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي