مع رفع البنوك المركزية حول العالم الفائدة
توقعات باستمرار تدهور أسواق الأسهم العالمية
من المتوقع أن تستمر أسواق الأسهم العالمية في نزف الأموال مع تواصل عمليات البيع المكثفة هذا الصيف بينما ترفع البنوك المركزية حول العالم أسعار الفائدة لمحاولة مكافحة التضخم المتصاعد.
من جانبه، يعتقد الرئيس التنفيذي رئيس الأبحاث في شركة الاستشارات المالية «Rosa & Roubini»، برونيلو روزا، أن البنوك المركزية ستستمر في تشديد السياسة النقدية بينما تواصل الأسواق الانحدار اللولبي، وفقاً لما ذكرته شبكة «CNBC».
ويقول: «حان الوقت الآن لإعادة تقدير الأسس الاقتصادية حول العالم من حيث النمو. من الصعب على الأسواق أن تكون متفائلة تماماً عندما يرتفع التضخم، وينخفض النمو، وترتفع أسعار الفائدة بسرعة في جميع أنحاء العالم».
وفي يوم الخميس الماضي، انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1000 نقطة بينما انخفض مؤشر ناسداك المركب بنسبة 5 في المئة تقريباً. وأدى هذا الانخفاض بنسبة 5 في المئة إلى محو جميع المكاسب من ارتفاع قصير الأجل في اليوم السابق عندما أعلن مجلس الاحتياطي الفيديرالي الأميركي أنه سيرفع أسعار الفائدة.
يأتي ذلك، فيما كان الارتفاع قصير الأمد مدفوعاً بتفاؤل المستثمرين بأن مجلس الاحتياطي الفيديرالي لم ينفذ زيادة أكبر في سعر الفائدة، ولكن هذا التفاؤل سرعان ما أفسح المجال للمخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة لاحقاً خلال الأشهر المقبلة.
ويشير روزا إلى أن المستثمرين كانوا متفائلين في البداية في شأن الأخبار المتعلقة برفع الفائدة بنحو 75 نقطة أساس، لكن حقيقة أنه لا يزال هناك احتمال قوي بزيادات عدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الأشهر المقبلة أثار مخاوف المستثمرين.
ويرى أنه «من الواضح أن كل البنوك المركزية تتحدث بحزم في هذه المرحلة، لكن الحقيقة هي أن الكثير من التشديد سيؤدي في النهاية إلى انكماش اقتصادي».
ويبين أن معظم الحكومات الأوروبية والولايات المتحدة تتحدث بسذاجة بشكل مستمر عن إمكانية تجنب الانكماش الاقتصادي، مضيفاً: «في منطقة اليورو والولايات المتحدة لم يقتربوا من إدراك أنه سيكون هناك نوع من الانكماش في النشاط الاقتصادي».
ويتوقّع روزا أن يستمر الغزو الروسي لأوكرانيا لفترة أطول بكثير مما يتوقعه العديد من المستثمرين، الأمر الذي سيتسبب في إثارة الاضطرابات المستمرة في سلسلة التوريد والتضخم مع إضافة الوقود إلى نار ارتفاع أسعار الفائدة.
