«عملك في الساحة هو من سيثبت إن كنت تستحق اللقب أم لا»

محمد السنعوسي لـ«الراي»: لست متشائماً... وبالأدلة كل ما قلته عن «الوضع» هو الصح

محمد السنعوسي	 (تصوير نايف العقلة)
محمد السنعوسي (تصوير نايف العقلة)
تصغير
تكبير

- الإعلام الكويتي تقليدي بسيط يخلو من عناصر محترفة تُبدع في كل فترة بفكرة جديدة
- توجد طاقات شبابية لا تظهر لأن المسؤول عنها لا يستطيع فهم هؤلاء المبدعين أو التعاون معهم
- لم تعد تعجبني الدراما الكويتية ولا أحب مشاهدتها لأني أزعل على مستوى النص

أكد الإعلامي القدير محمد السنعوسي أنه ليس متشائماً كما يعتقد البعض، وأن انتقاده مبني على تخصصه في مجاله، وأنه يمتلك كل الأدلة والإثباتات التي تؤكد صحة ما ينطق به.

وأشار السنعوسي في حواره مع «الراي» إلى أن الإعلام الكويتي اليوم يخلو من الإبداع المفاجئ للمشاهد، موضحاً أن الخلل يكمن في نوعية الإنسان والخيارات والتعيينات الموجودة، موضحاً أنه لا يشاهد نشرة أخبار تلفزيون الكويت لأنها الأسوأ بحسب وصفه، مؤكداً في الوقت ذاته وجود طاقات شبابية، لكنها لا تظهر لأن المسؤول عنها لا يستطيع أن يفهم هؤلاء المبدعين أو التعاون معهم.

أما على صعيد الغناء الكويتي والدراما، فلم يختلف رأي السنعوسي، إذ كشف أنه لا يستمع سوى للأغاني الشعبية، مرجعاً السبب لعدم وجود بديل وإن وجد فهو ضعيف. أما درامياً، فقد «زهق» منها ولم تعد تعجبه.

هل تنزعج عندما يُقال إنك انتقادي ومتشائم من الوضع في الكويت؟

- لست متشائماً، لكن عندما أكون منتقداً فأعطني البديل. وأنا أشبه الدكتور الجرّاح المتخصص في مجاله، إذ لم أتحدث في الاقتصاد حتى يُقال عني كذا، بل في مجالي، وعندي كل الأدلة والإثباتات بأن كل ما قلته هو الصح والحقيقة والمعرفة.

ما مدى رضاك عن وضع الإعلام الكويتي اليوم؟

- للأسف الشديد، أشعر كإعلامي بأنه من النوع غير المتردي، لكنه على ثبات، إذ لا يوجد فيه ذلك الإبداع المفاجئ للمشاهد، وهو عبارة عن إعلام تقليدي بسيط يخلو من عناصر محترفة تُبدع في كل فترة بفكرة جديدة.

وأين موطن الخلل مما ذكرت ؟

- الخلل يكمن في نوعية الإنسان والخيارات والتعيينات الموجودة، كلها في أماكن خطأ، إذ لا بد ممن يتولى وظيفة متخصصة بالإعلام أن يمتلك شيئاً من الإبداع والتطور والفكر الجديد ودراسة البشر وأذواق الناس ليستطيع - على الأقل - أن يجعل المشاهد يستمر في مشاهدته والاستماع له.

نفهم من كلامك أنك لا تنجذب لمتابعة ما يقدمه الإعلام الكويتي ؟

- البدائل والمقارنة غلبت الإعلام الكويتي، وشخصياً إن أردت مشاهدة الأخبار فلا أشاهد نشرة أخبار تلفزيون الكويت لأنها هي الأسوأ، وأتجه إلى عشرات المحطات الأخرى، أو أشاهد برامج جديدة وحديثة دُفِعت فيها مبالغ كبيرة، لكننا مع الأسف «مكانك راوح».

لكن تبقى هناك طاقات شبابية كويتية موجودة بالساحة ؟

- نعم، هناك طاقات شبابية لكنها لا تظهر، لأن المسؤول عنها لا يستطيع أن يفهم هؤلاء المبدعين أو التعاون معهم، ناهيك عن «خشمك إذنك» في الإعلام الذي لا يخلو من الفساد، لذلك لا أعتقد أنه سيتطور أو يتغير ما دامت النوعية بهذا الشكل. الإعلام ليس إدارة فقط، بل هو تنوع وأمور كثيرة ولها مسؤولية كبيرة على المجتمع، هذا جهاز ثقافي لا بد أن يكون على مستوى عالٍ جداً ومؤثر.

مَن هو الإعلامي الشاب الذي يشدك أسلوبه وتقديمه ؟

- للأسف لا أتابع كثيراً، وفي الوقت ذاته لا يمكن أن أقول هذا أو ذاك، لأنه مع الأسف حتى الزين فيهم أضحى روتينياً جداً، مع الاعتماد على البرامج الحوارية فقط أو النقاشية أو على الضيف والمذيع، ولم يعد هناك عمق بالحوار ولا تنوع بالبرامج.

وما رأيك بمستوى الفن الكويتي على صعيد الغناء ؟

- لا أسمع سوى الأغاني الشعبية، فعندما أسمع نهمة أو حدادي أو مخولف «أنطرب وأنبسط» لوجود عمق بالفن، وعلى الرغم من أن الإيقاع شعبي وهذا الطرب قديم لكنه يشدني تماماً لأنه لا يوجد بديل وإن وجد فهو ضعيف.

لدينا خريجون من المعهد الموسيقي بالآلاف لكن لا توجد فرقة موسيقية محترفة، ولا يمتلك أحد منهم المقدرة على إدخال آلات موسيقية جديدة حتى لو كانت غربية، نريد أوركسترا ضخمة وأن نخرج من قضية التراث والإيقاع الفني المعروف (مراويس وطبل وطار) وهكذا.

وماذا عن الدراما التلفزيونية ؟

- لا أتابع كثيراً لأنني «زهقت» ولم تعد تعجبني الدراما الكويتية ولا أحب مشاهدتها، لأني أزعل على مستوى النص، كما أن كتابة الحوار ضعيفة هزيلة متكررة في أمور كثيرة ببقية المسلسلات، والإبداع محدود جداً، ويمكن أنه قد ظهر في عمل أو عملين فقط جيدين، لكن في المجمل الدراما الكويتية باتت تقليدية عادية جداً.

يعني أنك تشجع على التحرر في الفكر الدرامي للخروج من عباءة التقليدية ؟

- لا بد من إعطاء مساحة وحرية في الفكر الدرامي، لكن الآن «كلهم خايفين». فالمسؤولون عن الرقابة غير متخصصين في المجال ولا يمتلكون الخبرة لمعرفة كيفية الخلطة وما المسموح أن يقال وغير المسموح، والخوف يجعلهم يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة، وبالتالي الحرمان من الحرية في حوار أو صورة جيدة.

هناك البعض ممن لم يمضِ على مشواره في الإعلام شيء ويمنح نفسه لقب الإعلامي، فهل هو من حقه ؟

- يقول ما يشاء «الأسماء ببلاش»، إذ بإمكانك أن تكون دكتوراً مثلاً أو بروفيسوراً وحتى جنرالاً «منو يشيّك عليك لو كنت فعلاً أم لا»، لكن في النهاية عملك في الساحة هو من سيثبت إن كنت تستحق اللقب أم لا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي