No Script

جودة الحياة

المرءُ نتاج أفكاره

تصغير
تكبير

لا تسير الحياة على وتيرة واحدة، بل تتبدل باستمرار وتفرض بالضرورة تبدلاً في ظروفنا وأحوالنا، فنحن نعيش عصر السرعة والتغير في كل شيء، القيم، المفاهيم، الأخلاق والعلاقات بين البشر و...إلخ، في المقابل مهما كانت الظروف والتحديات بمقدور الإنسان الفاعل أن يصنع حياته وأن يجنبها كل ما ليس ضرورياً من الآلام وأنماط التفكير السلبية، فنحن نتاج أفكارنا، أي بمعنى «ما نفكر به هو ما سنصبح عليه».

ربما لا نُحقّق كل ما نريد من أحلام وطموحات، ربما نتعثر ونسقط ثم نعاود النهوض، ولكن لا بد أن نعي كيف نواجه الحياة بأحداثها وتعقيداتها، فرصها وتحدياتها.

إن النظرة الإيجابية لواقع الحياة هي التي تصنع الفرق، فمن اختار أن يعيش عالمه وحياته بالمشاعر الإيجابية والنظرة المتفائلة لحقائق الحياة سيكون الأكثر سعادة ورضا.

فالمشاعر الإيجابية التي تتمسك بها في حياتك، وتبثها فيمن حولك هي بلا شك الدرع الواقية من أزمات الحياة ومصاعبها، فضلاً عن أنها تمثل حجر الزاوية في تعزيز مقومات السعادة وأسبابها، وحمايتنا من السقوط في وحل العِلل والأمراض النفسية الناجمة عن الفشل في مواجهة الواقع.

إذاً، مشاعرك والأجواء التي تحيطك أو تحيط نفسك بها، وطريقة تفكيرك تحدّد نمط أو طريقة حياتك، فإذا اخترت أن تكون سعيداً إيجابياً متفائلاً فستكون كما اخترت تماماً، وإن اخترت العكس فسيكون ما اخترته هو واقع حياتك.

ما وهبنا الله من مقدرات ذهنية عظيمة، وقوى عقلية وبدنية لا يستهان بها تمثل الضمانة وطوق النجاة من كل العقبات التي تواجهنا في الواقع.

ولكل منا آماله وطموحاته في الحياة، غير أن التفكير الإيجابي وطريقة تعاملنا مع ما تجود به الحياة علينا من نعم ونحن نصارع أمواجها العاتية ونتنعّم بخيراتها الوفيرة، هو وحده ما يُحقق لنا في النهاية تمام الاستفادة من هباتها والاستمتاع بخيراتها وفرصها فضلاً عن مجابهة تحدياتها بفاعلية.

ولكي نفهم معنى الحياة التي هي نعمة عظيمة من الله، علينا أن نسخر كل طاقاتنا لنحقق ما نصبو إليه من تطلعات وأحلام، لا نحيط أنفسنا بحواجز الخوف من المستقبل ولا بالمتشائمين الكسالى، نفكر طوال الوقت بإيجابية، ويقيني أن الانسان المتفائل يعرف طريقه في الحياة، ويعرف كيف يطوع الظروف والمعطيات لمصلحته ويزيل كل ما يعوق حياته وتطوره وسعادته.

إن أفكارنا وقناعاتنا هي ما تشكل حياتنا التي اخترنا أن نعيشها، فمن الحكمة إذاً نختار أن نكون سعداء، نقّدر نعمة الحياة والوجود، متفائلين، أقوياء وقادرين على العيش ضمن المجتمع الإنساني.

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

Email: talmutairi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي