«أؤيد أن يتكلم الناس في كل شيء... فهذه حريتهم الشخصية»

محمد القحطاني لـ«الراي»: 20 عاماً من العمل الإعلامي... ولم أجد العرض الذي يلبّي طموحي !

محمد القحطاني	(تصوير نايف العقلة)
محمد القحطاني (تصوير نايف العقلة)
تصغير
تكبير

- صحيح أن بدايتي كانت من المنوعات... لكن يبقى عشقي للبرامج السياسية والحوارية
- نشرة أخبار الكويت فقيرة جداً... وما عليك سوى تغيير المؤشر ومشاهدة القنوات العربية الإخبارية من حولك

«أصبحنا بحاجة لإعادة النظر في المنظومة الإعلامية ككل داخل الكويت»!

هكذا عبّر الإعلامي محمد القحطاني في حوار خاص مع «الراي» عن حال وواقع الإعلام في الكويت، حيث أشار في خضم حديثه إلى أن عشقه الأبدي سيبقى للبرامج السياسة والحوارية رغم أن بدايته كانت من باب المنوعات التي لا يشعر بالحنين لها بتاتاً.

القحطاني يرى أنه مارس العمل الإعلامي في القطاع الخاص لسنوات طويلة تجاوزت العشرين عاماً، لكن حتى اللحظة «لم أجد العرض الذي يلبي طموحي»، معتبراً أن قطاع الأخبار بحاجة إلى تطوير وإلى مظلة سياسية تحمي أي نوع من القفزات إلى الأمام، واصفاً نشرة أخبار تلفزيون الكويت بـ«دون المستوى» مقارنة بالقنوات العربية الأخرى.

وتحدث القحطاني خلال الحوار عن أمور أخرى، منها انهماكه في إعداد كتابه الأول الذي يتناول فيه مرحلة ما قبل الغزو، والغزو، وما بعد التحرير على شكل «دوكودراما».

• من واقع خبرتك... كيف تقرأ واقع الإعلام الكويتي اليوم؟

- أصبح لدينا إعلام جديد متمثل في «السوشيال ميديا» الذي بات من يحرك الناس وينقل الأخبار، وأعتقد أننا أصبحنا بحاجة لإعادة النظر في المنظومة الإعلامية ككل داخل الكويت. فالتلفزيون الحكومي أو الإذاعة اللذان لم يكن هناك غيرهما في فترة من الفترات وكانا مصدراً رئيسياً للأخبار، لم يعودا كذلك اليوم، لهذا يجب إعادة النظر في وظيفة ورسالة التلفزيون الحكومي والإذاعة.

• بداياتك كانت من باب المنوعات، فهل هناك حنين لها؟

- صحيح أن بدايتي كانت من باب المنوعات، لكن يبقى عشقي للبرامج السياسية والحوارية، ومن الممكن اليوم أن أساعد وأتابع فقط لكن لا يوجد حنين لها. هل سمعت طوال عمرك عن شخص ينام على نشرة الأخبار؟! هذا أنا لأنني أمتلك عشقاً كبيراً لها لا حدود له.

• باعتبارك أول وكيل لقطاع الأخبار في وزارة الإعلام، ما تقييمك لنشرة أخبار تلفزيون الكويت؟

- لا أريد تحميل الشباب القائمين عن الأخبار المسؤولية بقدر ما أنها - بلا شك - دون المستوى مهنياً وفنياً، لكنني أعتقد أنهم بحاجة إلى تطوير وإلى مظلة سياسية تحمي أي نوع من القفزات إلى الأمام، لكن بالشكل الذي أراه فهي نشرة فقيرة وبرامج فقيرة جداً، وما عليك سوى أن تدير المؤشر لتشاهد القنوات العربية الإخبارية من حولك وتكتشف وتعرف بأن مستوى نشرة أخبار تلفزيون الكويت دون المستوى.

• ما هي مقومات مذيع نشرة الأخبار؟

- أهم نقطة، إن لم يكن لديك كمذيع اهتمام بالشأن العام والسياسي، وعلى اطلاع دائم بالتطورات إقليمياً ودولياً ومحلياً، فابتعد عن الأخبار لأنها ستكشفك، لذلك مذيع الأخبار والبرامج السياسية يجب أن يكون مثقفاً سياسياً بالدرجة الأولى ومطلعاً ومتابعاً.

• لكن في الدواوين الجميع يتكلم في السياسة؟

- ما يحدث في الدواوين من إبداء للرأي السياسي هو أمر آخر، فالديوانية مكان للحديث في كل شيء، بدءاً من كرة القدم إلى الأزمات السياسية، وأنا أؤيد أن يتكلم الناس في كل شيء، فهذه حريتهم الشخصية، لأنه كلما تكلموا أصبحوا أكثر وضوحاً.

• ما هي قراءتك للمشهد السياسي عالمياً؟

- لست بشخص عسكري، لكنني أرى أن العالم قد يدخل حقبة جديدة من الحرب «الباردة بلس»، أي هناك تمترس روسي مع مجموعة من حلفائه، وهناك إعادة لحمة لحلف الناتو بعد أن كان في موت سريري. نحن مقبلون على فترة من الشد والجذب في العلاقات الدولية قد لا تجد تنفساً في الساحة الأوروبية لاحقاً، وتجد لها أصداء في مناطق جاهزة للالتهاب كالشرق الأوسط أو مناطق أخرى كأفريقيا، لكن الحرب الباردة أصبحت في الأفق. أما موضوع روسيا وأوكرانيا، سيصلون إلى حل سياسي عاجلاً أم أجلاً لأن أوروبا لا تحتمل الانفلات العسكري أو الطيش السياسي.

• قامة إعلامية تمتلك خبرة طويلة في المجال السياسي... ألم تفكر في تقديم برنامج تلفزيوني ذي طابع سياسي بحت؟

- لقد مارست العمل الإعلامي في القطاع الخاص لسنوات طويلة تجاوزت عشرين عاماً، لكن حتى اللحظة لم أجد العرض الذي يلبي طموحي في زاويتين، وهي أن لا أكون إلا كما كنت، السقف العالي والطرح المحايد. ومع الأسف أصبحت معظم البرامج السياسية تخدم أجندات، سواء تخصّ صاحب القناة أو لقوة ضاغطة، وكلامي هذا لا يخصّ الكويت بل هو مشمول بكل الدول العربية.

• لماذا لم تتجه لإنشاء قناة خاصة بك على «يوتيوب» تطرح من خلالها ما تريد من دون قيود؟

- للأمانة هذه الفكرة مطروحة وهي قيد الدراسة، لكنني فعلياً في الفترة الحالية منهمك في إعداد كتابي الأول الذي أتناول فيه مرحلة ما قبل الغزو، والغزو، وما بعد التحرير على شكل «دوكودراما».

هو عمل روائي توثيقي يخصّ حقبة من أهم الحقب التي عاشتها الكويت، بل المنطقة ككل، لهذا عندما أنتهي منه قد أجد وقتاً لإنشاء قناة خاصة بي على «يوتيوب».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي