كلمات
المباركية خطيئة الفاسدين
الجميع من ملاك المحال التجارية، كانوا يحذرون منذ زمن طويل من القنبلة الموقوتة (المباركية)، التي كانت تئن من فساد في كل الجهات التي تشرف على محلاتها وتراخيصها وإدارتها، بدءاً من البلدية والكهرباء والتجارة والصحة والإطفاء، بل حتى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كونه مشرفاً على المباني التراثية، فهؤلاء جميعهم تحت طائلة المسؤولية والتجريم لهذا الحريق الذي قضى على آخر حلم تبقى للكويتيين والمقيمين بعد أن طال التدمير والهدم والإهمال كل المرافق السياحية ومنشآتها وصارت الكويت صفر سياحة وترفيه.
كانت المباركية القديمة نسخة مصغرة من كارثة شيرنوبل، جليب الشيوخ تعصف بها العشوائيات التجارية والعشوائيات الكهربائية من تمديدات عمرها الافتراضي الزمني انتهى، وسرقات للتمديدات تحت مرأى الوزارة، وكل زائر لهذا المكان يشاهد التمديدات الخارجية المهترئة البدائية رأي العين وكأننا في كويت قبل النفط.
كانت تعج بالمخالفات الإنشائية والمعمارية التي لم تمر على إشراف هندسي أو موافقة بلدية لها، فالمحلات تضيف أجزاء لمساحاتها بتصميمات بدائية، والكثير منها تحول إلى سكن خاص للعمال التابعين للمحال التجارية كل ذلك كان تمهيداً للكارثة الأخيرة.
كانت غالبية المحال التي بدأت شرارة الكارثة المحال التي امتدت لها أشبه بمعامل تصنيع عطور بلا أي اشتراطات إطفائية أو بلدية، وهي الوقود الذي أكل الأخضر واليابس في هذا المكان، وكانت لجان الإطفاء تشاهد كل هذا الوضع المخالف.
توجد كثير من المحال التجارية التي لا يجوز تغيير نشاطها إلى مطاعم، وتحولت إلى مطابخ ومطاعم دون أن يكون هناك أي متابعة لجهات البلدية والإطفاء أو إغلاقها، بل كانت تمارس نشاطها المخالف بضغوط ومحسوبيات وسكوت الجهات المسؤولة عنها.
ختاماً، يجب أن تكون لجان التحقيق عادلة وأمينة في عملها وآليتها، واستدعاء كل الجهات ذات الصلة وحتى الشركات التي تشرف على هذه المباني إدارياً حتى لا تضيع حقوق وأموال المواطنين الذين دفعوا ضريبة هذا الإهمال الحكومي وهم يمارسون نشاطهم بتطبيق كل لوائح الجهات المسؤولة، ولكن النيران شملتهم ولم تعرف مقصراً مخالفاً أو منضبطاً بتعليمات الجهات الحكومية.
مُتمنين كذلك ألا تكون كارثة المباركية نسخة مُكررة للإهمال الذي طال تقاطع دروازة عبدالرزاق الذي دخل عامه الرابع دون أي حلّ لأي جهة في مشهد مُخجل مُحزن ومُؤسف لسمعة الكويت السياحية.
free_kwti@hotmail.com
