فزعة من تجار ومنصات إلكترونية لمساعدة أصحاب المحال المتضررة بعرض منتجاتهم مجاناً
نار «المباركية»... صقلت المعدن الكويتي الأصيل
- منصة «بليمز» دعت متضرري محلات العطور لعرض منتجاتها
- «أطياب المرشود» فرّغت محلها في سوق المباركية لعرض منتجات المتضررين
- «لازورد» مجمع الراية وتطبيق «لازورد» يعرضان منتجات المحال المحترقة
فيما عاد الهدوء إلى منطقة المباركية، بعد خميس لاهب أحرق سوق السلاح بما فيه من محلات وبضائع، ومع لملمة رجال الإطفاء خراطيم المياه والمعدات ومغادرة سياراتهم المكان وتركه في عهدة رجال الأمن، كان لتلك النيران مفعول السحر في الجسد الكويتي، بعد أن صقلت المعدن الأصفر داخله لتكشف أصالته ونفاسته، وكيف عبّر عن أن المجتمع كله كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
ففي صورة تجسد معاني التكاتف والتعاضد الكويتية المتأصلة في الأعماق، وفي موقف يعيد إلى الأذهان فزعة أهل الكويت في مساعدة بعضهم لمواجهة الأزمات، هب عدد من أصحاب الأعمال لمد يد العون والمساعدة لأصحاب المحال المتضررة، وتقديم ما يمكن لتعويض خسائرهم. ومع أن شركات التأمين ستعوض المحلات عن خسائرها جراء الحريق عن البضاعة وقيمتها، فإن أصحاب ومستثمري المحلات أصبحوا عاطلين، لعدم تمكنهم من ممارسة العمل في تجارتهم، لحين إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحريق، وهو ما قد يستغرق وقتاً طويلاً. وهنا جاءت الفزعة الكويتية، بإعلان تجار وتطبيقات ومنصات إلكترونية عن استعدادهم لتقديم خدمات عرض سلع وبضائع المتضررين مجاناً.
فقد أعلن الرئيس التنفيذي لمنصة «بليمز» سليمان يعقوب الطراح عن عرض منتجات أصحاب المحال عبر المنصة، وقال «إلى جميع متضرري حريق المباركية من محلات العطور، ومن لديه رخصة سارية المفعول، أن يشرفنا بعرض منتجاته على منصة (بليمز) لحين الإصلاح ورفع الضرر. وستتم معاملتكم بشكل خاص وبأسرع وقت ممكن».
بدورها، أعلنت محلات أطياب المرشود عن وقف بيع منتجاتها في فرع سوق المباركية، وعرض منتجات المحلات التي تضررت من الحريق.
وقام عدد من أصحاب المطاعم والمقاهي بتوزيع وجبات بالمجان على العاملين في سوق المباركية في خطوة للمساهمة في تخفيف المصاب.
وقال صاحب مطعم الشاطر عباس محمود الأمير «قمنا من بداية اندلاع الحريق، بتوزيع الوجبات والماء والشاي والقهوة على العاملين في مكافحة الحريق، في خطوة للمساعدة في دعمهم ومساعدتهم ومساندتهم، ولا نسعى من هذه الخطوة الى الإثارة الإعلامية ولكن هذا واجبنا تجاهم».
وتمنى الأمير أن تنتهي هذه الأزمة قريباً وأن تعود الحياة والروح الى السوق القديم، ولاسيما في شهر رمضان الذي يعد من أهم المواسم من ناحية البيع والإقبال والزيارات.
وأعلن رئيس اتحاد المطاعم والتجهيزات الغذائية فهد جواد الأربش، عن العمل لمساعدة أصحاب محلات العطور والبخور المتضررين من حريق المباركية، حيث سيتم تخصيص قسم في مجمع الراية في محل «لازورد» لعرض منتجاتهم مجاناً، وكذلك قسم في تطبيق لازورد فيه أكثر من 60 ألف مستخدم.
من جانبه، قال يوسف الخضري، صاحب شركة الخضري للأسلحة، إن الجميع هب للمساعدة في نقل البضائع والمساهمة في المساعدة، وهذا الامر ليس بغريب على أهل الكويت والمقيمين الذين ساهموا في تخفيف الآثار، متمنيا أن يتم إعادة العمل بالسوق في أسرع وقت. وأشاد الخضري بجهود الجميع في إخماد الحريق وعلى رأسهم رجال الإطفاء ووزارة الداخلية والحرس الوطني والعاملين في مختلف القطاعات.
وأضاف «قدر الله وماشاء فعل هذا قدر السوق، وندعو الله أن يخفف المصاب ويلطف ويعوض على الجميع الخسائر».
من جانبه ناشد أنور العياضي الملاك مراعاة أصحاب المحلات في الإيجارات، بعد الحريق الذي تسبب بخسارتهم فهذا أقل واجب يقدم لهم. وأشار إلى أن الفزعة الكبيرة التي رأيناها تثلج الصدر، فهي فزعة أهل الكويت من خلال صور التعاضد والتلاحم في مواجهة الحريق.
وبانتهاء عمليات الإطفاء، ومع صبيحة أول أيام شهر رمضان المبارك، عادت الحركة من جديد لأسواق المباركية، حيث شهدت توافد أعداد من المتسوقين، بعدما فتحت المحلات أبوابها، ولم يفوّت القادمون إلى المباركية الفرصة لإلقاء نظرة على موقع الحريق، ولو من بعيد، لأن الموقع مازال تحت حراسة رجال الأمن.
لا شبهة جنائية وراء الحريق
أعلنت قوة الإطفاء العام أنه لا توجد شبهة جنائية وراء الحريق الذي التهم عددا من المحلات في سوق السلاح بأسواق المباركية.
وذكرت القوة، في بيان صحافي، أن الضباط المختصين في إدارة تحقيقات الحوادث باشروا أعمالهم، منذ بداية اندلاع الحريق، وقاموا بجمع المعلومات من شهود الواقعة وأخذ إفادتهم، وتبين أن بداية اندلاع الحريق كانت من أحد محلات العطور في سوق السلاح، وأنه بعد إخماد الحريق من المحل المذكور قام الضباط المختصون بمعاينة نقطة اندلاع الحريق، مع أخذ إفادات الشهود من المحلات المجاورة، وتبين وجود عمالة كانت تعمل على فك وتركيب قواعد حديدية في أعلى المدخل الرئيسي الخاص بالمحل بواسطة معدات قطع الحديد.
وبناء عليه أفادت بأن سبب اندلاع الحريق ناتج عن تطاير كتل حديدية ساخنة أثناء عملية قطع الحديد وسقوطها على مواد قابلة للاشتعال مثل العطور والكحوليات مما أدى إلى اشتعال الحريق في ذات المحل وامتداده إلى المحلات المجاورة والمقابلة عن طريق الأخشاب الموجودة بأعلى المظلات خارج المحل، وساعدت كميات العطور والكحوليات المخزنة بكميات كبيرة في تلك المحلات على انتشار الحريق.
البلدية تشارك في حصر حجم الأضرار
| كتب محمد أنور |
أكد مدير فرع بلدية محافظة العاصمة بدر بورقبة، أنه «يجري حصر حجم الأضرار التي وقعت في سوق المباركية بسبب الحريق، بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات الاختصاص»، مؤكداً أنه «لم تصل أي أرقام مؤكدة عن قيمة الخسائر، حيث يترك الأمر لجهات الاختصاص لتأكيد حقيقة وحجم تلك الخسائر، سواء كانت مادية أو بضائع وخلافه».
وأوضح بورقبة لـ«الراي» أن «البلدية ستطلع على تقرير كل من الإدارة العامة للإطفاء ووزارة الداخلية فور الانتهاء منه، على أن يتم استكمال الإجراءات لاحقاً»، مشيراً إلى وجود تنسيق وترتيب مستمر مع الجهتين حول الحريق، حيث قامت فرق النظافة بالتعاون مع قسم الإزالة بالتواجد بالموقع منذ وقت وقوع الحادثة، ولن يخرجوا إلا بعد إتمام عملية التنظيف بالكامل.
وحول فقدان المحال التجارية في السوق لشروط الأمن والسلامة، قال «لا أعتقد، باعتبار أن مفهوم السلامة واسع وشامل، ولها شروطها واشتراطات، كما يجب على أصحاب تلك المحلات الالتزام بتعليمات السلامة أولاً بأول، حرصاً على السلامة العامة، وتجنباً لأي قصور أو خطر قد يلحق بهم أو بمرتادي السوق بشكل عام».