«الملتقى الكويتي» نظم سلسلة ندوات بمركز «جابر الثقافي» لإحياء مسيرة الراحل
عبدالعزيز حسين... قيمة وطنية خالدة
- يعقوب الغنيم: قائد ومُربٍ وعلم كويتي
- عبدالله بشارة: للراحل دور مهم في انضمام الكويت للجامعة العربية
- عبدالله الغنيم: الراحل كتب رسالة انضمام الكويت للأمم المتحدة
- موضي الحمود: رجل لا يمحوه التاريخ
- سعاد الصباح: نجم وهبته لنا الحياة لتمهيد طريق التنوير
نظم «الملتقى الكويتي» سلسلة ندوات حول مسيرة المفكر والأديب والسياسي الراحل عبدالعزيز حسين في مركز جابر الأحمد الثقافي، والتي تقام جلساتها الفكرية والأدبية على مدى يومين، وأوضح المشاركون في الملتقى أن الراحل كان قيمة كويتية ستظل خالدة تنهل منها الأجيال.
وأكد الأستاذ الدكتور سليمان الشطي، في كلمة الكتاب والمثقفين، أهمية الدور التنويري للراحل عبدالعزيز حسين في دعم الحركة الثقافية والفنية على مستوى الكويت، متقدماً بالشكر لمن ساهم في إطلاق تلك الفعاليات لرجل كان جل همه هو تنمية شخصية الأفراد وتقوية مداركهم، والذي كشف المسارات النيرة بفكره والذي أوصى «بالقدرة على مواجهة الحقائق لأن من يغمض عينيه لا يمكنه الانتفاع بالضوء».
بدوره، ألقى كلمة أسرة المفكر الكبير عبدالعزيز حسين ابنه الأكبر هاني عبدالعزيز، والتي عبر خلالها عن امتنانه لتتويج ذكرى والده، مضيفاً أن النهضة الاقتصادية التي شهدتها الكويت في مرحلة النفط واكبتها نهضة فكرية وأدبية وثقافية وديبلوماسية لتصبح الكويت محط أنظار العالم، مشيراً إلى أن والده عبدالعزيز حسين كان حاملاً لشعلة التنوير والنهضة الفكرية في الكويت والتي أفنى من أجلها سنوات عمره.
أما كلمة «الملتقى الكويتي»، فقد ألقاها الأديب طالب الرفاعي الذي أعرب عن سعادته وفخره بأن تكون أولى ندوات الملتقى هي حول المفكر الكبير الراحل، مضيفاً أن قلة قليلة أولئك الذين يمشون على الأرض ويراد لهم أن يكونوا نجوماً في السماء، حيث أهلت أفكار وأحلام وخطط عبدالعزيز حسين أن يتم رسمه بها ورسم أن يكون نجماً.
وأضاف الرفاعي أن عبدالعزيز حسين ولد عام 1920 لأب تاجر أخشاب في منطقة شرق، موضحاً أن ما خلق التميز في نفس التنويري الراحل هو الكتاب والمعرفة، لأنه فتح عيونه في منزل يضم مكتبة كبيرة وديوانية ثقافية فيها قراءة للقرآن والأدب والشعر، ومن هنا صادق حسين الكتاب طوال حياته، وفي 1930 سافر في أول دفعة تعليمية إلى مصر وكان لديه مخطط في حياته بأن يتفوق في دراسته وعاد إلى الكويت 1945 وبعدها عاد إلى القاهرة وبنى بيت الكويت في القاهرة، وبعدها أنشأ مجلة البعثة التي تحولت لحركة مهمة في الثقافة الكويتية، ثم سافر إلى أوروبا قبل أن يعود وزيراً للمعارف.
الجلسة الأولى
في أولى جلسات الملتقى التي أدارها الدكتور عبدالله الجسمي، وكانت البداية بشهادة عبدالله بشارة تحت عنوان «عبدالعزيز حسين... قوة العزم وحقوق القيادة» والتي استعرض خلالها جانباً من السيرة العطرة لحسين، مؤكداً دوره المهم في انضمام الكويت لجامعة الدول العربية عام 1961 ومن ثم انضمامها لهيئة الأمم المتحدة عام 1963، مضيفاً أنه على الرغم من الصعوبات التي واجهها الوفد الكويتي بقيادته إلا أنه استطاع التغلب عليها بحنكة وحكمة وعمل دؤوب.
من جهته، قدم الدكتور يعقوب الغنيم بحثاً بعنوان «عبدالعزيز حسين... رائد في العلم والثقافة»، استعرض دور الراحل في الحركة الثقافية بالكويت، قائلاً: «عبدالعزيز حسين علم من أعلام الكويت منذ أن بدأ العمل إثر تخرجه، وآية ذلك أنه بعد أن اجتاز مرحلة الدراسة و اختير لكي يكون مسؤولاً عن بيت الكويت في القاهرة، وهناك ظهرت إمكاناته بصفته قائداً ومربياً إضافة إلى إصداره مجلة البعثة التي يغني تصفحنا لها عن كل الأقوال».
بدوره، قدم الدكتور خليفة الوقيان ورقة بحثية أخيرة بالجلسة الأولى تحت عنوان «واقع المجتمع الكويتي الثقافي والفكري الذي نشأ فيه عبدالعزيز حسين»، وكشفت تلك الورقة عن محاولات ونجاح حسين في التصدي لوقوع الكويت تحت وطأة الفكر الوهابي، وأن تتخذ الكويت مسارها الإصلاحي الخاص الذي يضمن لها التقدم والريادة الفكرية والثقافية بالمنطقة وهو ما حدث بالفعل.
الجلسة الثانية
انعقدت الجلسة الثانية والأخيرة في الفترة الصباحية أمس، والذي قدم من خلالها الدكتور عبدالله الغنيم ورقة بحثية بعنوان «وقائع وأحداث أول طلب لانضمام الكويت للأمم المتحدة» واستعرض من خلال بحثه وقائع هذا الطلب بناء على وثيقة نادرة عثر عليها أخيراً تتمثل في رسالة تقع في 12 صفحة مؤرخة في 9 يوليو 1961 والتي كتبها المرحوم عبدالعزيز حسين رئيس وفد الكويت إلى الأمم المتحدة بنيويورك الذي كان يحمل معه طلب الكويت الانضمام إلى تلك المنظمة الدولية، والرسالة كانت موجهة إلى بدر الملا سكرتير الحكومة آنذاك والتي وصف فيها حسين بخط يده مواقف الدول من التهديد العراقي للكويت ومسألة انضمام الكويت إلى الهيئة الدولية.
بدورها، تحدثت الدكتورة موضي الحمود حول الراحل وأثره في خريطة التعليم النظامي والبحث العلمي في الكويت، من خلال ورقتها البحثية، موضحة أنها احتفت بذكرى حسين من خلال تتبع سيرته منذ عودته من دراسته في لندن عام 1952 وتعيينه مديراً للمعارف.
وأكدت أنه لم يكن من الأشخاص الذي تنطوي صفحته بمجرد رحيله، ولكنه رجل لا يمحوه التاريخ بل يحفظ مسيرته بكل تفاصيلها لأن كل خطواته كانت رسالة سطرها في وضوح في مجلة «البعثة» التي أصدرها في القاهرة.
وخلال الجلسة الثانية ألقى شهادة الشيخة الدكتورة سعاد الصباح، ممثلاً عنها مدير دار سعاد الصباح للنشر علي المسعودي، والذي أبلغ الحضور سعادتها واهتمامها بالإدلاء بشهادتها في مسيرة الراحل عبدالعزيز حسين، في رسالة بعنوان «رجل من زمن الجبال» وقالت فيها: «حين أتحدث عن عبدالعزيز الحسين التركيت فأنا أتحدث عن نجم وهبته لنا الحياة لتمهيد طريق التنوير أمام الأجيال الكويتية، وهو ما أنجزه بكثير من التضحية والجد والعمل الدؤوب.
وأوضح المسعودي أنه على الصعيد الشخصي أكدت سعاد الصباح أنها لا تنسى أنه وراء اقترانها بالشيخ عبدالله مبارك الصباح رحمه الله، فحين عرض شهادات الطالبات المتفوقات على الشيخ بصفته الرئيس الأعلى لمجلس المعارف رأى الشيخ عبدالله اسمها فسأل عنها ثم طلبها للزواج.
ولفت إلى أن سعاد الصباح قالت «مثلما كان الشيخ عبدالله المبارك ملء السمع والبصر كان عبدالعزيز حسين ناراً في رأس علم يجوب البلاد لتأسيس نهضة تعليمية شاملة».
أياديه بيضاء في دعم المرأة وتطوير التعليم
خلال الجلسة الثانية، أشارت الدكتورة موضي الحمود إلى جهود الراحل وأياديه البيضاء في جميع المراحل التعليمية، موضحة مساهماته الكبيرة في داخل وخارج الكويت لتطوير ولتعليم ودعم المرأة وذلك من خلال ما يلي:
1 - دعم المرأة ومعهد التخطيط والجامعة ومراكز الأبحاث.
2 - ساهم في إنشاء 17 مركزاً لمحو الأمية.
3 - إنشاء 33 مدرسة في الإمارات.
4 - بناء 42 مدرسة في البحرين.
5 - تأسيس 45 مدرسة في اليمن.
6 - إنشاء مدارس أبناء ضحايا الحرب في فلسطين.
7 - إنشاء جامعة القدس العربية.
كتابان وفيلم توثيقي
عرض مقدم الحفل الدكتور بسام الجزاف إصدارات الملتقى، وهما كتابان حول الراحل عبدالعزيز حسين أحدهما للكاتب الأديب طالب الرفاعي والثاني يتضمن الأبحاث التي شارك بها المتحدثون بالندوة وثالث تلك الإصدارات هو فيلم توثيقي حول حياة ومسيرة التنويري الكبير ويحمل الفيلم عنوان الملتقى وهو «عبدالعزيز حسين رجل فكر ودولة» وهو من إخراج علي الريس.
جهود تنظيمية... مشكورة
بذل نائب مدير العلاقات العامة بمركز جابر الثقافي بدر الزواوي جهوداً كبيرة يشكر عليها في التنظيم والتنسيق وكان شعلة من النشاط والحيوية والابتسامة الدائمة التي لا تفرق محياه.