No Script

ألوان

سليمان الخليفي

تصغير
تكبير

حسناً فعل قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة الكويت، بتكريم الأديب الكويتي سليمان محمد الخليفي، من خلال مشروع يوم الأديب الكويتي.

ويعتبر الخليفي أحد أهم رموز الحركة الثقافية في الكويت، خاصة أنه متعدد الكتابة بالأجناس الأدبية، فهو شاعر وكاتب قصة قصيرة وروائي وكاتب مسرحي ومترجم، إضافة إلى أنه عمل مشرفاً على سلسلة الثقافة العالمية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

ولقد تكونت لدى الخليفي ثقافة عميقة متعددة، فإضافة إلى قراءاته في بداية شبابه درس في الستينات بالولايات المتحدة الأميركية وعايش فترة ثورة السود، ثم تبع ذلك دراسته في الاتحاد السوفياتي حيث كانت فرصة ذهبية للاحتكاك عن قرب بشتى إبداعات السوفييت بالآدب والفنون، مثل المسرح والاوبرا والسمفونيات والمعارض التشكيلية، ناهيك عن الحوارات الثقافية التي ساهمت في بناء ثقافته التي باتت تجعله يكتب بصورة تجبر من يريد قراءة أدب مميز عميق، بينما هناك كتابات سطحية تصدر من غيره دون أن تترك أثراً في ذاكرة الأدب الكويتي، حيث إنه يكتب بتريث وبعمق وهذا ما جعل صقر الرشود الذي لا يجامل في أن يخرج له مسرحيتين، وهو روائي صبور قد يقضي سنوات عدة لينتج رواية تناولت حقبة الاحتلال العراقي، بينما هناك من يكتب رواية خلال شهور وربما أقل بطريقة سلق بيض!

ومن يعرف الأديب سليمان الخليفي خاصة من أصدقائه الأدباء، يعرف أنه لا يميل للظهور الإعلامي إذ إنني بحثت فلم أجد له إلا لقاء صحافياً يتيماً، بينما هناك من أنصاف المثقفين والدخلاء على الأدب يقومون بسلوكيات عدة من أجل الظهور الإعلامي، وإن لم يقدموا شيئاً فهم يحرصون على المكياج الإعلامي.

ولا ننسى رسالته التي أرسلها للرئيس الأميركي جورج بوش، الأب، إبان فترة الاحتلال العراقي للكويت.

ولأن الخليفي لا يكترث للإعلام بتاتاً إلا أنه حصل على جائزة الدولة التقديرية، ثم تبع ذلك تكريمه بيوم الأديب الكويتي، ولكم تمنيت أن يلتفت إليه النقاد وان كتب عنه الدكتور سليمان الشطي، كما أتمنى أن يتم اختيار نصوصه الشعرية في المناهج للمرحلة الثانوية والقصص والرواية في مقررات الأدب الكويتي والنصوص المسرحية التي كتبها في مقرر المسرح بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ولا أعرف لماذا لم يفكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومعه فرقة مسرح الخليج العربي بتكريم رموز الثقافة والفنون في الكويت، وفي مقدمهم الأديب سليمان الخليفي الذي يستحق التكريم، وكم هو جميل أن يشعر الخليفي بمكانته بين أبناء بلده، وكم تمنيت لو قام تلفزيون الكويت لإجراء لقاء طويل مع مبدعي الكويت، وفي مقدمهم الأديب سليمان الخليفي شرط أن يكون هناك حسن إعداد لوضع الأسئلة بما يتناسب مع مكانة الخليفي، ليكون هذا اللقاء وثيقة ومصدراً للأجيال القادمة، وكم تمنيت أن يتم تحويل بعض إبداعات الخليفي مثل رواية عزيزة إلى مسلسل، شرط أن يتم كتابة السيناريو بصورة جيدة، خاصة أننا نعاني من ضعف مستوى المسلسلات التلفزيونية في ربع القرن المنصرم، لتظهر الرواية بصورة تتناسب مع إبداع الخليفي بروايته عزيزة التي كتبها في بضع سنين.

وإذا أمعنا النظر بمدى أهمية المبدعين في الكويت، فإن إبداعاتهم تبقى في ذاكرة الأدب الكويتي، وفي مقدمهم ابن الكويت الأديب سليمان الخليفي الذي نتمنى له العمر المديد بمعية الصحة والعافية ليكتب لنا سلسلة من إبداعاته، وعلى المحبة نلتقي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي