ندوة ينظمها «الملتقى الكويتي» ويحتضنها «مركز جابر الثقافي» في 22 و23 الجاري بمشاركة 20 باحثاً و16 بحثاً

الرفاعي لـ «الراي»: سبق عصره بتفكيره وإخلاصه... «عبدالعزيز حسين... رجل فكرٍ ودولة»

تصغير
تكبير

- «الملتقى الكويتي» يسعى إلى تقديم الرجل حاضراً كصانع نجاحات لافت للجيل الحالي من أبناء الكويت... وجيل الشباب تحديداً
- أنا والصديق الدكتور عبدالله الجسمي خططنا للندوة... بمساعدة فاعلة من الدكتور عبدالله يوسف الغنيم والزملاء الأفاضل في «مركز البحوث والدراسات الكويتية»
- عبدالعزيز حسين اسم عار من أي لقب... لكنه عنوان لمشاريع رائدة في الكويت والخليج

«لسنوات طويلة ظلّت صورة الأستاذ عبدالعزيز حسين تلوح أمامي بين آن وآخر، ودار في بالي غير مرة أن أكتب رواية سيرة ذاتية عن الرجل.

لكن كتابة رواية سيرة ذاتية لرجل بحجم وإنجازات عبدالعزيز حسين تعني بين أمور أخرى كتابة تاريخ الكويت، في واحدة من أهم مراحل وجودها!»

الكلام لمؤسس ومدير «الملتقى الكويتي» الأديب والروائي طالب الرفاعي، الذي شدّد على أن عبدالعزيز حسين رجل سبق عصره بتفكيره وإخلاصه، وقوة إرادته وأحلامه ومشاريعه.

وحين التقته «الراي» في هذا الحوار، كان الرفاعي - في انشغال محموم للإعداد للندوة التي من المتوقع أن ترى النور خلال يومي 22 و23 مارس الجاري، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بمشاركة عشرين باحثاً و16 بحثاً وتتخللها شهادات للشيخة الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح، وعبدالله بشارة وهاني عبدالعزيز حسين ونعيمة الشايجي، وبذلك تكون أمام الشباب الكويتي في بؤرة اهتماماته الفنية والثقافية، بعدما أصبح وصف «المؤسسة» مرادِفاً لاسم الرفاعي، بالنظر إلى عطاءاته المتجددة داخل الكويت وخارجها.

• لماذا الراحل عبدالعزيز حسين، باكورة لنشاط الملتقى الكويتي؟

- إقامة «الملتقى الكويتي» لأولى ندواته عن الأستاذ عبدالعزيز حسين، هو ليس اعترافاً بأهمية ما قدّمه لوطنه، ولا تكريماً متأخراً لقامة كويتية عربية ستبقى عالية، ولا هو من باب ردِّ جميل متأخر لرجل شملت إنجازاته الكويت ووطنه العربي.

لكن «الملتقى الكويتي» إذا يُقيم ندوة عن الأستاذ عبدالعزيز حسين، تكريماً واعتزازاً به، إنما يسعى أيضاً إلى تقديم الرجل حاضراً كصانع نجاحات لافت للجيل الحالي من أبناء الكويت، وجيل الشباب تحديداً، الذي للأسف، لا يعرف الشيء الكثير عن عبدالعزيز حسين.

فأنا لا أكاد أكون مُبالغًا إذا ما قلت إن الأستاذ عبدالعزيز حسين رجل سبق عصره بتفكيره وإخلاصه وقوة إرادته وأحلامه ومشاريعه وحركته. فهو يشكّل أحد مداميك كوكبة النور الذين أسسوا النظام التعليمي الحديث في دولة الكويت منذ بدايات نهضتها.

كما يُعتبر المهندس والمحرك الأكبر وراء تأسيس البنى التحتية للعديد من مؤسسات الفكر والثقافة والفنون في الكويت، هذا بالإضافة إلى كونه رجل سياسة محنّكاً، يشهد له بذلك تاريخه السياسي، بدءاً من مشاركته لوفد الكويت إلى نيويورك العام 1961، للدفاع عن قضية استقلال وطنه الكويت أمام هيئة الأمم المتحدة، مروراً باعتماده كأول سفير لدولة الكويت في مصر، وانتهاء بوجوده كوزير دولة لشؤون مجلس الوزراء خلال الفترة من 1971، وحتى 1985.

• هل هذا يعني أنك تتوجّه بالندوة لجيل الشباب؟

- هذا صحيح تماماً، فالحديث عن الأستاذ عبدالعزيز حسين، في لحظتنا الراهنة، لا يأتي من باب التعريف به، بل لتقديمه للناشئة والشباب الكويتي والعربي بوصفه «نموذجاً لرائد نجاحات» حسب مفاهيم أحد أهم العلوم الراهنة في عالم اليوم: «علم ريادة الأعمال - Entrepreneurship Science» كما يجب النظر إليه بوصفه «علامة بارزة - Brand» تستحق التأمل في إنجازاتها لتكون قدوةً، يمكن استلهام فكرها الإنساني النيّر ليكون نموذجاً خلّاقاً لمن يطمح في أن يكون نجماً في سماء العمل التربوي والفكري والثقافي والسياسي والإنساني.

• نعلم أنك كنتَ بصدد كتابة رواية عن الأستاذ عبدالعزيز حسين، فلماذا تحولت لندوة؟

- الرواية تتطلب بالضرورة تتبع حياة الرجل الحافلة بالأحداث، في بيت ميلاده، وأسرته، وتحديداً علاقته بأمه وأبيه وأخوته، وطفولته، وشبابه، وصداقاته، واهتزازات قلبه الشاب، وسفره للدراسة في مصر وإنكلترا، وفي إنجازات شبابه الباهرة، وزواجه، وأبنائه... ولأن الرواية جنس أدبي يقوم على النبش أفقياً في اللحظة المُعاشة، فقد كان عليَّ أن أرصد حياته الخاصة، بمنعطفاتها الحادة، ومشاعره وعواطفه وقناعاته وفرحه وعصبيته وخذلانه وانكساره ودموعه ونشوته... للأسف، فحائط صدٍّ عالٍ ظل يقف بوجهي.

فمجتمعاتنا العربية لا تحتمل صراحة أن تكشّف رواية خبايا حياة شخص ما، سواء كان نجاحاً أو تعاسة، لذا ظلت فكرة كتابة رواية سيرة ذاتية عن الأستاذ عبدالعزيز حسين حبيسة أفكاري وصدري، وظلت صورة الرجل تمرّ ببالي كلما عبرَ اسمه!

• إذاً صعوبة كتابة الرواية أخذتك لتنظيم الندوة؟

- عبدالعزيز حسين، اسم عار من أي لقب، لكنه عنوان لمشاريع رائدة في الكويت والخليج العربي، وفي الوطن العربي والعالم!.. ظلّت كتابة الرواية نصل سؤالٍ يُدمي خاطري، كيف أكتب عن الرجل؟ حتى جاءت الفكرة: لن أكتب رواية سيرة ذاتية عن عبدالعزيز حسين، لكنني سأسترجع مسيرة حياته، وبجميع ما عرض له، وبأقلام كثيرة، لنفر من أهل الفكر والعلم والدرس والتاريخ والمحبة، وذلك عن طريق إقامة ندوة يُنظمها «الملتقى الكويتي» الذي أسسته وأدير أعماله.

• هل نسّق الملتقى مع عائلة الراحل؟

- أنا والصديق العزيز الدكتور عبدالله الجسمي، تداولنا في مجموعة من الأسماء التنويرية الفاعلة في تاريخ الكويت الأدبي الثقافي، والتي من الممكن أن تكون باكورة نشاط «الملتقى الكويتي» ومن دون نقاش كثير اتفقنا على الأستاذ عبدالعزيز حسين، بالنظر إلى شخصية الرجل، ومواقفه، وإنجازاته الكبيرة التي تعيش بيننا.

وحينها بادرنا بالاتصال بالأستاذ هاني عبدالعزيز حسين، لأخذ موافقته الأولية، ولقد كان شاكراً ومرحباً بالفكرة، ما سهل الأمر علينا.

• هل تعاون الملتقى الكويتي مع أي من الهيئات الرسمية أو الأهلية لإنجاز هذه الندوة؟

- الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، كان من أكثر الشخصيات التي شجّعت ودعمت فكرة الندوة، ولم يبخل بوقته ومشورته ومساعدته لإتمامها وإنجاحها.

فالمركز تولى إصدار الكتابين الخاصين بالندوة، وهنا لا بد من تقديم شكر مستحق للدكتور الغنيم وكذلك الزملاء الأفاضل العاملين في المركز، فلقد جهّز المركز معرضاً تشكيلياً بقرابة ثلاثين صورة ترصد أهم المحطات في مسيرة عبدالعزيز حسين من صغره وحتى آخر أيامه، وبالتعاون مع الدكتور بدر الحجي. كما أن المخرج علي الريس أنتج فيلماً وثائقياً عن حسين.

وأخيراً، فإن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ممثلاً بالأخ المخرج السينمائي وليد العوضي، بادروا مشكورين بإمكانية احتضان المركز لجلسات الندوة، وبما يعني احتضان أهم مركز ثقافي في الكويت لندوة تخصّ أحد أهم رجالات الكويت، فلهم الشكر والتقدير.

• منذ قرابة السنة وطالب الرفاعي يعمل على كتاب عن الأستاذ عبدالعزيز حسين، فما تراه هذا الكتاب؟

- لم يترك الأستاذ عبدالعزيز حسين، إرثاً كتابياً مطبوعاً باستثناء كتابه اليتيم «محاضرات عن المجتمع العربي بالكويت» الذي صدر في طبعته الأولى في القاهرة العام 1960، عن «معهد الدراسات العربية العالية»، وصدر في الكويت بطبعته الثانية عن دار قرطاس للنشر عام 1994، إضافة إلى مقالات متناثرة هنا وهناك، لدرجة يصعب الوصول إليها. لذا كان من المهم التوقف عند فكر الرجل، خصوصاً في فترة شبابه، وذلك عبر قراءة فاحصة في مقالاته التي كتبها ونشرها في مجلة «البعثة».

ولقد وقع في يقيننا أن الأستاذ عبدالعزيز حسين، رجل فكرٍ ومثقف موسوعي وإنسان كوني له رؤية، كما هو رجل سياسة ملتزم بقناعاته الفكرية والثقافية، وبما يتطلب قراءة مُتأمِّلة وعلمية في فكره وأسلوب عمله وطموحاته، وذلك عبر فحص مقالاته، التي جاءت يوم كانت الكويت تخطو خطواتها الأولى نحو الخروج من شرنقة المجتمع البحري البسيط إلى أفق الدولة الحديثة.

وبالتالي، تنهض هذه الدراسة على القراءة والتبصّر في المقالات التي نشرها الراحل في مختلف أعداد مجلة البعثة «60 مقالاً»، متسلسلة وفق ورودها التاريخي المنشور في المجلة، ومن ثم الخروج بأهم الأفكار والطموحات التي شغلت ذهن واحدٍ من صنّاع نجاحات نهضة الكويت الحديثة.

ولقد انتهيت من الكتاب: «عبدالعزيز حسين.. رجل فكرٍ ودولة»، وسيصدر مع بداية أعمال الندوة.

• بعد «الملتقى الثقافي» الصالون الأدبي الذي يعقد جلساته في بيتك، وجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، باحتضان جامعة الشرق الأوسط الأميركية (AUM)، يأتي «الملتقى الكويتي»، فما تراه سيقدّم؟

- كما تفضلت «الملتقى الثقافي» الذي تأسس العام 2012، هو صالون أدبي يعقد جلساته في بيتي، ويحرص على أن يكون شمعة ثقافية في سماء الكويت والوطن العربي.

أما جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية، فلقد باتت وبدعم من جامعة الشرق الأوسط الأميركية (AUM)، ممثلة بالصديق العزيز الدكتور فهد العثمان، تمثّل الحضور الكويتي الأهم على ساحة الجوائز العربية، خصوصاً وأنها تمثل نائب الرئيس في منتدى الجوائز العربية.

والآن يأتي «الملتقى الكويتي»، رافداً إبداعياً ثقافياً فكرياً جديداً يخرج بأعمال الملتقى لساحة أرحب ولقاء أعم، وقضايا فكرية وثقافية أكبر من أمسيات الملتقى الثقافي، وبجمع من الزملاء الأساتذة والمبدعين والمثقفين، ويحاول أن يكون إضافة للساحة الثقافية الكويتية، وبروح كويتية عربية عالمية.

• ما هي مشاريع الملتقى الكويتي المقبلة؟

- كثيرة هي الأفكار التي يتداولها الزملاء في الملتقى، وعلى رأسها ندوات مقبلة وأنشطة متفاعلة لأهم القامات الإبداعية والفكرية والثقافية والفنية، ومن الأسماء المرشحة على جدولنا: الأستاذ الشاعر أحمد السقاف، والأستاذ عبدالله الصرعاوي، وعدد من الأسماء النسائية التي تركت بصمة واضحة وكبيرة على خارطة العمل النسائي المشرّف.

إضافة إلى أن الملتقى الكويتي على وصل بمجموعة من الملتقيات الخاصة الخليجية والعربية، لخلق نوع من التواصل الثقافي بينهم، وإمكانية المشاركة بأنشطة مشتركة.

نوافذ على «الملتقى الكويتي»

تقديراً لشخص وإنجازات الراحل عبدالعزيز حسين، ستُقام الندوة في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وتمتد على مدى يومين (22 و23 من شهر مارس الجاري)، تبدأ بحفل الافتتاح، وعرض فيلم وثائقي عن الراحل، من إخراج المخرج الكويتي علي الريس، وكذلك محاضرات بحثية صباحية ومسائية، إضافة إلى شهادات لشخصيات عاصرت وعملت مع حسين.

كما أن الندوة ستُصدر ثلاثة كتب، هي كتاب: «عبدالعزيز حسين.. رجل فكرٍ ودولة»، وهو قراءة فكرية متأملة في جميع المواضيع التي كتبها حسين في مجلة البعثة الكويتية منذ صُدورها عامي 1946 / 1947، وحتى العام 1952، وكتاب ثان يجمع البحوث والشهادات التي ستُقدَّم في الندوة، إضافة إلى كتيّب يحوي مسيرة حسين عبر الصور، ودراسة بقلم الأستاذ خالد عبدالمغني. وأخيراً هناك معرض صور يجسّد مسيرة الراحل.

المشاركون

خلال الندوة، هناك من سيقدّم شهادات بحق الأستاذ عبدالعزيز حسين، وهم: الأستاذ عبدالله يعقوب بشارة، الشيخة الدكتورة سعاد محمد الصباح، والأستاذ هاني عبدالعزيز حسين، والأستاذة نعيمة الشايجي.

كما أن كوكبة من أدباء ومثقفي الكويت وفي مختلف المجالات، سيقدمون أبحاثاً، وهم: الدكتور يعقوب يوسف الغنيم، الأستاذ الدكتور عبدالله يوسف الغنيم، الدكتور خليفة الوقيان، الأستاذة الدكتورة موضي عبدالعزيز الحمود، الدكتور محمد غانم الرميحي، الدكتور غانم النجار، الدكتور حامد الحمود، الدكتور عبدالله الجسمي، الدكتور علي العنزي، الأستاذ خالد العبدالمغني، الأستاذ عامر التميمي، الأستاذ إبراهيم المليفي، الأستاذ حمزة عليان، والأستاذ مظفر عبدالله راشد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي