No Script

جودة الحياة

لا تحكم بالانطباع الأول... ربما يكون ظالماً

تصغير
تكبير

تُتيح التحرُكات اليومية في الأوساط المهنية والعامة مقابلة أفراد كُثر للمرة الأولى، منهم من يترك آثاراً لا تُمحى من الذاكرة، ومنهم من يمر عابراً تتبخر لحظات لقائه كما الغبار العالق، وثمة من يشكل نقطة تحول في مسار الحياة من أول لقاء.

ولكن هناك شيء آخر أكثر أهمية طالما أن مدار حديثي في المقالة هو الانطباع الأول، فحواه، أن الحكم على الأفراد وتكوين انطباع سريع وسيئ عنهم قد يكون خاطئاً وظالماً، لأنهم ببساطة ربما لم يكونوا بكامل جاهزيتهم أثناء اللقاء بسبب المظهر أو الشكل الخارجي أو الحالة النفسية مثلاً، قد يكون أحدهم لحظتها يعاني أقصى درجات التشتت والوهن بسبب ظروف عارضة تعكر مجرى حياتهم.

لا أميل لإطلاق الأحكام والآراء المُتسرعة حال مقابلة أفراد جُدد ضمن ظروف المناسبات الأسرية أو العامة ومقابلات العمل، فلسنا ملائكة بل نحن بشر يتحركون برغباتهم وتدفعهم مصالحهم ونزواتهم، وهذه طبيعة المجتمع البشري في أي مكان على ظهر المعمورة.

اذاً، فمجرد الشعور بالراحة أو العكس تجاه شخص مُحدد في أي زمان ليست نهاية القصة، فالحكم على الأفراد بشكل حاسم ينبغي أن يقوم على أساس السلوك والمواقف وردود الأفعال المتكررة وليست اللقاءات اللحظية الموقتة، ويقيني أن الأحكام التي تُطلق من الانطباع الأول ربما تكون ظالمة وقاصرة كما أسلفت في إعطاء صورة حقيقية عن الشخص.

وفي الواقع وحسب الدراسات المعاصرة في علم النفس السلوكي يميل معظم الناس إلى الأخذ بالانطباع الأول ويجدون صعوبة في تبديده والتخلص منه، ولكن من الحكمة الابتعاد عن إطلاق الأحكام النهائية من الانطباع الأول لأنه قد يتغير بسبب المواقف والتصرفات اللاحقة والتي يمكن أن تهدم الصورة التي تكونت من اللقاء الأول.

ربما لا يكون النجاح حليفاً للبعض في تكوين انطباع جيد لدى الآخرين للوهلة

الأولى خصوصاً في مقابلات العمل، فالانطباع الأول هو مجموعة الآراء التي يكونها المرء لدى مقابلته شخصاً ما أول مرة، وقد يصبح المعيار الأهم في الحكم على صلاحية الفرد وملائمته لتولي وظيفة عادية أو ذات شأن، لذا نحن مسؤولون بالضرورة عن صورتنا أمام الآخرين وعن إعطاء الناس انطباعاً جيداً عن أنفسنا للمرة الاولى، ولكن الأكثر أهمية بالتأكيد هو ألا نحكم على الناس من الانطباع الأول لأنه ظلم وقد يلغي محاسن الجوهر، وثمة حقائق أساسية لا بد من إقرارها للتعايش بسلام مع الآخرين، وهي أن كل شخص سيحكم عليك من وجهه نظره الشخصية سواء تركت عنده انطباعاً حسناً أم لا، وإن الإنسان لا يمكنه أبداً اظهار كل جوانب شخصيته عبر لقاء واحد وللمرة الاولى، وفي النهاية فإن البعض ربما يروق له أن يراك سيئاً مهما حاولت، لذا عليك تقبل الأمر والتعامل معه بواقعية.

للانطباع الأول الذي نكونه عن شخص ما ضرورة لا غنى عنها خصوصاً عند التفكير في إقامة علاقات دائمة مع الآخرين، فإذا كانت الخطوة الأولى صحيحة فإن النتائج ستكون جيدة بلا شك، والعكس صحيح تماماً.

Twitter: t_almutairi

Instagram: t_almutairii

Email: talmutairi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي