No Script

حديث القلم

الرحيل الموجع

تصغير
تكبير

كل رحيل موجع، وكل رحيل يخلف من بعده الألم، تختلف باختلافنا نحن درجات ذلك الألم، ولكن تبقى كل تلك الآلام والمواجع حبيسة سجن، قضبانه الحزن والشعور بالخسارة والفقد، نعم إنه شعور كل الشعب الكويتي باختلاف فئاته العمرية وطوائفه، التي أجمعت على حب ذلك الرجل الوقور، صاحب البصمة الغائرة في جوف تاريخ بلادي، العالم والفلكي الكبير العم صالح العجيري، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.

إنه ذلك الرجل الذي منحه الله عمراً مديداً مباركاً، انتفعت بعلمه الكويت والعديد من دول العالم، عاصر طوال حياته ثمانية حكام كرام من حكام الكويت، وكان شاهداً على كويت ما قبل النفط وكويت ما بعد النفط، وكويت الاستقلال والنهضة الحضارية، شهد سنة الهدامة الأولى 1934 والثانية 1954، وشهد سنة الجدري 1923، وصولاً إلى أحداث عديدة عاصفة في تاريخ الكويت، كالغزو العراقي الغاشم 1990، وشهد معنا أخيراً أزمة وباء كورونا 2020 وأصيب به! أكثر من قرن من الزمان عاشها العم العجيري، اكتسب خلالها كماً عظيماً من الحب والتقدير لعلمه ومسيرته في مجال الفلك، سيبقى أثره ولن يزول، وسيظل نبراساً يزين تاريخنا وتهتدي به الأجيال القادمة، لم تكن شهرته يوماً مصطنعة أو لمجرد حب الشهرة، ولم يستغل شهرته وصيته لأغراض مادية، ولم يتباه ويختال بعلمه رغم كل ذلك التاريخ الحافل بالعطاء، كان يزداد قدراً فيزداد تواضعاً، عاش عمراً مديداً عامراً بالتواضع والقرب من الله، فقربه الله من قلوب أهل الكويت جميعاً.

العم صالح العجيري، حرف من حروف كلمة جميلة اسمها الكويت، هو قطعة من جسد الكويت، في رحيله عنا خسارة كبيرة ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، ولا نملك إلا الدعاء الصادق، بأن يجعله الله من أهل الجنة، وأتقدم بالتعازي والمواساة لأسرته الكريمة ولكل مواطن كويتي ومواطنة، وعظم الله أجركم جميعاً بوفاة هذا الرمز الوطني الكبير.

• وخزة القلم: أتمنى من معالي وزير الشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية السيد مبارك العرو، تجديد النادي العلمي الكويتي بشكل كامل، من حيث المنشأة والأنشطة، حتى يواكب التطور المعاصر ويعود ليؤدي دوره في خدمة النشء والمجتمع، وكم أتمنى أن يطلق اسم عالمنا وفقيد الكويت العم صالح العجيري على النادي، تكريماً له وتخليداً لذكراه العطرة.

twitter: @dalshereda

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي