No Script

حروف نيرة

الضغط يولّد الانفجار

تصغير
تكبير

من الطبيعي تَعرُض الإنسان لضغوطٍ في حياته نظراً لأسباب عديدة، منها المادية أو العملية أو العائلية، والإنسان لديه القدرة على تحمل المشاق والصبر والمواجهة، ويبقى الفكر والعمل إيجابياً لا خلل فيه؛ إلا انّ هذه القدرة محدودة، فإذا خرجت عن الحد الطبيعي ترتبت عليها آثار سلبية، كتحول الشخصية الطبيعية المستقرة نفسياً إلى شخصية عنيفة متشائمة تميل إلى الوحدة، والهروب من الحياة الواقعية ظناً منها انه الحل لتخفيف آلامه... وقد ينتج عن تلك الآلام النفسية أمراض جسدية، وبالطبع يؤثر ذلك على عمله وطموحاته، كالكسل الفكري، وتقليل الأنشطة الذهنية، وضعف المستوى العملي، وقلة أو انعدام الإبداع الذي كان يعيشه أو يطمح إليه.

مثال على ذلك الموظف صاحب الهمة العالية، والعمل المميز الذي يُبدع فيه، ويُحسن التصرّف في غالب معاملاته، فيعتمد عليه المسؤول في كثير من شؤون العمل الثقيلة؛ لأنّه الأفضل بين زملائه، ولكن قد يصل ذلك إلى ضغوطات من المسؤولين غير عادية تجعله ينفر من العمل بسبب الضغط المعنوي وهو الإلحاح الشديد، والضغط الزمني، حيث يعمل عملاً كبيراً في وقت زمني قليل، وكذلك الضغط المادي الذي لا يُناسب كثرة عمله والطاقة المبذولة، بينما يرى غيره يأخذ الأجر المضاعف بالرغم من كسله وأحياناً عدم الالتزام بالحضور.

ومثال آخر في مجتمعنا وهو ابتعاد الآباء عن أبنائهم، حيث ينشغل الوالد مع صحبته وأعماله الخاصة، ويصد عن عائلته، فلا يشعر الأبن أو الطفل بالحنان والحب، ويفقد التوجيه والنصيحة بالصورة التي تناسب العمر أو العقلية، فقد يكون الولد ضعيفاً في دراسته مهملاً في آداء واجباته فيعاقبه الوالدان بقسوة كالكلام الجارح والصراخ أو الضرب مما يزيد من رفض الدراسة وإهمال المذاكرة، وقد يصل ذلك إلى كثرة الخروج والاختلاط بصحبة سيئة تزيد من كره الدراسة والأهل؛ فيكون الوالد سبباً في تدمير مستقبل ابنه؛ فالضغط النفسي أسوأ ما يتعرض إليه الإنسان، ويسبب دمار وانهيار حياته بأكملها، ويصل إلى حد الانفجار... والحل هو الموازنة والاعتدال من الطرف الأول -الأب أو المسؤول- وعلى الطرف الثاني-الابن أو الموظف- أن يبين لأبويه ما يشعر به من جفاف العلاقة وفقدان الحنان، ويوضح الموظف ما يعانيه في عمله بصورة مهذبة وصريحة مع مسؤوله، ولعل في ذلك صلاح الحال وراحة البال.

aalsenan@hotmail.com

aaalsenan @

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي