No Script

أكاديميون شدّدوا عبر «الراي» على ضرورة تطوير المناهج لتواكب سوق العمل

استراتيجية تعليمية حديثة... لتصويب البوصلة

تصغير
تكبير

- رباح النجادة:
- القصور ليس في المناهج بل في الأسلوب التعليمي ومستوى الطلبة
- مخرجات التعليم عندنا لا تتوافق مع متطلبات سوق العمل المتجددة
- عماد خورشيد:
-نحتاج إلى منظومة متكاملةللتركيز على جودة التعليم واستثمار مخرجاته
- في الدول المتقدمة يخضع الخرّيج لاختبارات مهنيةلدخول سوق العمل
- أحمد مندني:
- مطلوب استقلالية التعليم العالي
- الإصلاح يجب أن يبدأ من التعليم العام والمُعلم

هل مناهج التعليم العالي في الجامعات الكويتية تلبي متطلبات التقدم العلمي المنشود في المجالات العلمية والأدبية؟ وهل تطويرها مستمر لتواكب أحدث ما توصل له العالم في العلوم الإنسانية والجوانب التقنية؟ أم أن العملية التعليمية في التعليم الجامعي تعتمد على ما لدى عضو هيئة التدريس من مهارات ومفاهيم علمية محدودة؟

تساؤلات طرحتها «الراي» على عدد من أساتذة التعليم العالي الأكاديميين، لتقف على مدى جودة مناهج التعليم العالي في الكويت ومدى توافقها مع تطورات العلوم المستمرة في العالم في جوانبها كافة، ومدى تحقيق هذه المناهج للمتطلبات العلمية والعملية التي يحتاجها سوق العمل والتطورالتنموي في البلاد على جميع الأصعدة والقطاعات.

ودعا الأكاديميون إلى ضرورة تطبيق استراتيجية تعليمية حديثة تواكب مستجدات العملية التعليمية في العالم، منادين بضرورة تطوير المناهج حتى تواكب سوق العمل واستخدام الطرق والأساليب الحديثة المناسبة للتعليم، والعمل كذلك على تأهيل المعلمين من خرّيجي المعاهد والكليات التربوية، موضحين أن كثيراً من طلبة الثانوية مستواهم ضعيف ومتدن وغير مؤهلين للتعليم العالي، لافتين إلى أن بوصلة التعليم ما زالت «ضايعة» وتصنيف الكويت التعليمي متأخر.

بداية، أوضحت عضو هيئة التدريس في كلية التربية الأساسية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتورة رباح النجادة لـ «الراي» أن «المشكلة ليست في المناهج التي تدرس في مؤسسات التعليم العالي، فلدينا في كلية التربية الأساسية المناهج معتمدة من مؤسسات أكاديمية عالمية، ودليل ذلك أن طلبتنا يستطيعون إكمال تعليمهم العالي في الخارج في أفضل الجامعات العالمية، فلو كانت مناهجنا غير معتمدة لما استطاع طلبتنا الدراسة في الخارج».

وأضافت النجادة انه «بالنسبة لمواكبة المناهج للتطور العالمي في مسارات التعليم العالي، فالحقيقة أننا في الخلف، ونحتاج إلى تطوير كبير، فهناك فروق كبيرة في العملية التعليمية بين مناهجنا والمناهج الحديثة في العالم المتقدم، مع أننا كذلك لم نستخدم جميع الوسائل التعليمية الحديثة ولم نطبق المفاهيم التعليمية المنظورة.

وأشارت النجادة إلى أن «القصور ليس في المناهج ولكنه في الأسلوب التعليمي وفي مستوى الطلبة، فلا ننكر أن لدينا مشكلة كبيرة في مخرجات التعليم العام، وهذا لا يعني أن نتخلى عن طلبتنا، ونحاول أن نصل إلى نقطة في المنتصف في ما بيننا وبين الطلبة لاستيعاب المنهج والاستفادة القصوى منه، ففي الغالب الطلبة غير مؤهلين للتعليم العالي».

وتابعت «لكي نخرج من الاضطراب التعليمي الحاصل حالياً، علينا ايجاد استراتيجية تعليمية تواكب مستجدات العملية التعليمية في العالم، فليس لدينا استراتيجية للتعليم، ومخرجات التعليم عندنا لا تتوافق مع متطلبات سوق العمل المتجددة، ولابد أن نعلم الطلبة ليواكبوا سوق العمل».

من جانبه، قال عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت الدكتور عماد خورشيد «إن مناهجنا دائماً متطورة، وهناك جهات اعتماد أكاديمي تتابع وتراقب مناهجنا خاصة في كلية الهندسة، كما أن أساتذتنا هم خرّيجو أفضل الجامعات في العالم»، مبيناً أن تطوير المناهج في ظل الوسائل الإلكترونية الحالية بات أسهل من خلال متابعة كل المستجدات العلمية في العالم.

وأضاف ان «التعليم ليس منهجاً فقط، بل مشكلتنا تتركز في جودة التعليم، وفي كيفية تدريس هذه المناهج بالصورة الفعالة التي تحافظ على جودة التلقي التعليمي، فالمشكلة ليست في المناهج بل في جودة العملية التعليمية»، مؤكداً أن الخريج سيذهب لسوق العمل، وبالتالي يجب أن يكون التعليم متوافقاً على ما سيواجهه الخريج في سوق العمل، وكيفية التعامل مع هذا الإطار.

ودعا إلى ضرورة إيجاد طريقة للحفاظ على جودة المخرجات العلمية من التعليم العالي والتي ستلتحق بسوق العمل، لأن جودة التعليم عندنا سيئة.

وتابع: «في الدول المتقدمة بعد أن يتخرج الطالب ويسعى للالتحاق بسوق العمل، يخضع لاختبارات مهنية لدخوله لسوق العمل، ولكن للأسف في الكويت لا يوجد أي من ذلك، وبعد التوظيف لا يوجد عمل حقيقي للخرّيج في تخصصه، فمن يقوم بالعمل هم أجانب ويتركون خريجينا من دون عمل حقيقي، فنحن نحتاج إلى منظومة متكاملة للتركيز على جودة التعليم واستثمار مخرجاته في سوق العمل».

وأشار رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الأستاذ في كلية التكنولوجيا الدكتور أحمد مندني، إلى «أن جودة مناهج مؤسسات التعليم العالي تختلف من كلية إلى أخرى، فهناك كليات من متطلبات اعتمادها أن تكون مناهجها معتمدة من مؤسسات عالمية للاعتماد الأكاديمي، وهناك كليات لا تزال لم تحصل على الاعتماد الأكاديمي لبرامجها ومناهجها التعليمية».

وأضاف «أن المناهج في أي مؤسسة أكاديمية يجب أن تتطور حسب متطلبات سوق العمل وحسب التطور العالمي، ومن ناحية جودة المناهج، فإن قليلاً من الكليات في التطبيقي لديها اعتماد أكاديمي من مؤسسات عالمية، والذي يكون أفضل من ذلك هو توأمة المناهج مع مؤسسات أكاديمية عالمية معتمدة وهذا سيساهم في تطوير المناهج».

ولفت مندني إلى أن «من المشاكل التي نعانيها في مؤسسات التعليم العالي هي تدني مستوى مخرجات التعليم العام، فخريجو الثانوية العامة مستواهم في الغالب صفر، لأن المعلمين في التعليم العام مستواهم ضعيف».

وذكر أن تطوير التعليم العالي وزيادة جودته تكون من خلال استقلالية مؤسسات التعليم العالي، حيث تكون للكليات استقلاليتها، فالوضع الحالي في التطبيقي غير سليم، وهناك دمج بين كليات تقدم تعليما أكاديمياً ومعاهد موازية تقدم التعليم المهني لخريجي الابتدائي والمتوسط، فلابد من استقلالية الكليات تحت مظلة قانون الجامعات الحكومية.

وأشار إلى أن «الإصلاح التعليمي يجب أن يكون من الأساس من خلال اصلاح المعلمين في التعليم العام ورفع مستواهم لتكون لدينا مخرجات ذات مستوى عال فتكون مدخلات للتعليم الأكاديمي، وتكون النتيجة خريجين ذوي جودة عالية، فإصلاح التعليم يجب أن يبدأ من إصلاح التعليم العام وإصلاح المعلم».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي